الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع مع أمثلة
ما هو الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع؟
إنّ الهمزة الأوّليّة التي تقع في بداية الكلمة تنقسم إلى نوعين، النوع الأوّل هو همزة الوصل، والنوع الثّاني هو همزة القطع، ومن بين أنواع الهمزات يمكن التفريق بين همزتي الوصل والقطع، إذ تختصّ كل من الهمزتين بمجموعة من الخصائص التي تميّزها عن الأخرى، وهذا الاختلاف يكون من حيث التّعريف، والشّكل، ومواضع وجود كل منهما، وهما كما يأتي.
الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع من حيث التعريف
ثمّة فروقات عديدة بين همزة الوصل وهمزة القطع من حيث التعريف، وفيما يأتي وقفة معها:
همزة الوصل
هي همزة متحرّكة زائدة، يؤتى بها في بداية الكلمة التي تبدأ بساكن للنطق بهذا الحرف السّاكن، وذلك لأنّ العرب لا تبدأ بساكن، ولذلك ترى أنّ همزة الوصل لا يليها إلّا حرف ساكن، وذلك على نحو: ادْرس، واسْتقبل، وانْتشر، فجميع الكلمات السّابقة قد بدأت بساكن، فالأولى بدأت بسين ساكنة، والثّانية بدأت بسين ساكنة والثالثة بدأت بنون ساكنة.
تمتاز همزة الوصل أيضًا بأنّها تُنطق إذا ما بُدئ بها الكلام ووقعت في بدايته، ويسقط لفظها إذا وقعت خلال الكلام، فإذا ما قيل: اكتشف، انتشر، انتهى، فإنّ جميع الهمزات الأولّيّة السّابقة تُلفظ همزةً مكسورةً "إِ" في جميع الكلمات، بينما لو قيل: واكتشف، وانتشر، وانتهى، فإنّ الكلمات السّابقة جميعها يسقط منها لفظ الهمزة ويصبح لفظها كالآتي: وكتشف، ونتشر، ونتهى.
همزة القطع
هي همزة أصليّة من أصل الكلمة، تثبت في الكلام لفظًا وكتابةً، وذلك على نحو: أقبل، أكل، وتمتاز همزة القطع أنّها ينطق بها سواء جاءت في بداية الكلام أم في خلاله، وذلك على نحو: أقبلَ، أكرمَ، أكل، فإنّ الهمزات في الكلمات السّابقة جميعها ملفوظة، وإذا ما قيل: وأقبل، وأكرم، وأكل، فإنّ الهمزات أيضًا وإن سبقت بكلام هنا في ملفوظة.
الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع من حيث الشكل
تفترق همزة الوصل وهمزة القطع في عدة أمور، وهي:
شكل همزة الوصل
تُرسم همزة الوصل في الكلمات مجرّدة من أية علامة، والبعض يجعل لها علامة تُشبه حرف الصاد تُرسم فوقها، وذلك على نحو: استمرّ، اسم، ابن، وغالبًا ما تكون حركة همزة الوصل الكسرة، وقد تُلفظ ساكنة وذلك في الأسماء المبدوءة بـ"ال" وذلك على نحو: البيت، الرجل، الحياة، وغير ذلك، وتلفظ ساكنةً أيضًا في بعض الأسماء الموصولة المفتوحة.
تلفظ همزة الوصل مضمومةً في حالتين، فالأولى إذا وقعت في بداية الفعل الأمر المضموم اللّام، وذلك على نحو: اُعبدُوا، اُدرسُوا، اُكتبُوا، وغير ذلك من الأفعال، وتلفظ مضمومةً أيضًا في بداية الفعل الماضي الخماسي والسداسي المضموم حرفه الثّالث إذا بني للمجهول، وذلك على نحو: اُستُخدم، اُنطُلق.
شكل همزة القطع
تُرسم همزة القطع في بداية الكلام، فتُرسم ألفًا فوقها همزة إذا ما كانت همزة الوصل مفتوحة أو مضمومة، وذلك على نحو: أَقبل، أَكمل، أَرشد، أُم، أُخت، أُسامة، وترسم ألفًا ويرسم تحتها همزة إذا ما جاءت مكسورة، وذلك على نحو: إِقبال، إِكمال، إِرشاد.
وإذا دخل على الكلمة المبدوءة بهمزة قطع حرف أو أكثر فإنّها تبقى كما هي همزة مرسومة على ألف، وذلك على نحو: بأن، الأسهم، لأنت، بالإقدام، ويستثنى من ذلك كلمتان هما "لَئن، ولئلا" فتكتب همزتهما على نبرة.
الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع من حيث المواضع
تدخل همزة الوصل على مواضع معيّنة من الكلام في اللغة العربية وكذلك القطع، وتلك المواضع هي:
مواضع كتابة همزة الوصل
تختصُّ همزة الوصل بمجموعة من المواضع التي تكتب بها، وهذه المواضع هي:
- في مجموعة من الأسماء
اسم "في حالتي الإفراد والتّثنية"، ابن "في حالتي الإفراد والتّثنية"، ابنة "في حالتي الإفراد والتثنية"، ابنم، امرأة "في حالتي الإفراد والتثنية"، امرؤ، اثنان، اثنتان، است، ايم الله والأسماء السّابقة تسمّى الأسماء العشرة.
- همزة "أل" التعريف وبعض الأسماء الموصولة
وذلك على نحو: البيت، الرجل، الحياة، الذي، التي.
- في أمر الفعل الثّلاثي
وذلك على نحو: اذهب، ادرس، اقرأ، اكتب.
- في ماضي الخماسي والسّداسي وأمرهما ومصدرهما
وذلك على نحو: انتقلَ، انتقلْ، انتقالًا، واستخدمَ، استخدمْ، استخدامًا.
مواضع كتابة همزة القطع
تختصّ همزة القطع بمجموعة من المواضع التي تكتب بها وهذه المواضع هي:
- جميع الحروف التي تبدأ بهمزة
وذلك على نحو: أنّ، إنّ، إلى.. وغير ذلك من الحروف.
- جميع الضمائر المنفصلة المبدوءة بهمزة
وذلك على نحو: أنا، أنتم، أنتِ، إيّاك، إياها.. وغير ذلك من الضّمائر.
- همزة الفعل المضارع التي تأتي مع المتكلّم
وذلك على نحو: أنا أدرس، وأنا ألعب، وأنا أكتب.
- الهمزة الأصليّة التي يبدأ فيها الماضي الثّلاثي وكذلك الهمزة التي يبدأ بها مصدره
وذلك على نحو: أكل أكلًا، أخذ أخذًا، أَمِن أمنًا، أَثِم إثمًا، وغير ذلك من الأفعال.
- الهمزة الأوّلية في ماضي الفعل الرباعي وأمره ومصدره
وذلك على نحو: أقبلَ، أقبلْ، إقبال.
- جموع التّكسير
وذلك على نحو: أسماء، أبناء، أقوام.
- صيغة التّفضيل "أفعل"
وذلك على نحو: أفضل، أحسن، أجمل، أقوم.
- الهمزة التي تبدأ فيها جميع أسماء العلم إلّا إذا دخلت عليها "ال" التعريف
وذلك على نحو: إبراهيم، إسحاق، أسامة.
أمثلة على همزة الوصل وهمزة القطع
فيما يأتي أمثلة متنوعة من القرآن والكلام الفصيح لترسيخ المعلومات أعلاه:
- {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}.
إنّ: همزة قطع؛ لأنّ جميع الأحرف المبدوءة بهمزة تكون همزتها همزة قطع. ابني: همزة وصل؛ لأنّه من الأسماء العشرة التي تبدأ بهمزة وصل.
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
"اركعوا، اسجدوا، اعبدوا": همزة وصل؛ لأنّها أمر الفعل الثّلاثي.
- {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}.
انشق: همزة وصل؛ لأنّها ماضي الفعل الخماسي.
- {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ}.
استغفري: همزة وصل؛ لأنّها أمر الفعل السّداسي.
- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
إيّاك: همزة قطع؛ لأنّ جميع الضّمائر المنفصلة تبدأ بهمزة قطع.
- أقبل الرجلُ مبتسمًا.
أقبل: همزة قطع؛ لأنّها جاءت في ماضي الفعل الرباعي.
- أكل الطفل التّفاحة.
أكل: همزة قطع؛ لأنّها جاءت في أوّل الفعل الماضي الثّلاثي.
- إيطاليا بلد جميل.
إيطاليا: همزة قطع؛ لأنّه اسم علم مبدوء بهمزة.
صفوة القول، إنّ همزة الوصل وهمزة القطع هما الشكلان اللّذان ينحصر بهما ظهور الهمزة الأوّلية، وتفترق إحداهما عن الأخرى بأنّ لكلّ منها تعريف خاصّ وشكل خاصّ ومواضع خاصّة لا تظهر في غيرها، ولكلّ منها علامات وأمارات تهدي الكاتب ليكتبها بطريقة صحيحة.