فوائد العنب للمعدة
فوائد العنب للمعدة
لا تُوجد أدلّة علميّة تُشير إلى أنّ للعنب فوائد خاصّة يُقدّمها للمعدة، ولكن يمكن القول إنّ تناول الفواكه وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائيّة؛ مثل: الخضار، والحبوب الكاملة، والبقوليات قد يُساعد على تحسين الهضم. ومن المُحتمل أن يُساهم العنب في تقليل الإمساك إلّا أنّه لا تُوجد أدلّةٌ كافيةٌ على فعاليته في ذلك، وقد يعود ذلك لمحتوى هذه الفاكهة من الماء والألياف؛ وهي عناصر تُساهم في الحفاظ على الرطوبة، وتحسين الحركة الطبيعيّة للأمعاء، ممّا قد يساهم في التقليل من الإصابة بالإمساك.
فواكه مفيدة للمعدة والجهاز الهضمي
قد تُساهم بعض أنواع الفاكهة في تحسين صحّة الجهاز الهضميّ وعمليّة الهضم، وفيما يأتي نذكر بعضها:
- التفاح: والذي يحتوي على ألياف البكتين (بالإنجليزيّة: Pectin) التي تُعدّ أحد أنواع الألياف القابلة للذوبان ولهذه الألياف دورٌ في تقليل خطر الإصابة بالالتهابات المعويّة والالتهابات في القولون، كما تُساهم هذه الألياف في زيادة حجم الفضلات.
- البابايا: لا تُوجد أدلّة كافية تُثبت أنّ البابايا مُفيدةٌ لتقليل الاضطرابات التي تُصيب المعدة والأمعاء، إلّا أنّ دراسة واحدة نشرتها مجلة (Neuro-endocrinology Letters) عام 2013 وأُجريت على عددٍ من المُتطوّعين الذين يُعانون من مشاكل في الجهاز الهضميّ قد أشارت إلى أنّ تناول مُنتج معيّن من البابايا ساعد على التخلّص من مشاكل الانتفاخ والإمساك. وتحتوي البابايا أيضاً على إنزيم يُسمّى الباباين (بالإنجليزيّة: Papain) والذي يُعزّز عملية هضم البروتينات، وأشارت دراساتٌ مخبريّةٌ قليلةٌ إلى أنّ البابايا قد يُقلّل قرحة المعدة إلّا أنّ هذه الفائدة بحاجةٍ لمزيدٍ من الدراسات لإثباتها.
- الموز: يحتوي الموز الأخضر على النشاء المُقاوم، والذي يُمكن أن يُقلّل الإسهال الناتج عن اضطرابات المعدة، وقد أشارت دراسةٌ أُجريت على 73 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 5 سنوات إلى أنّ تناوُل الموز الأخضر المطبوخ يُساهم في تقليل أعراض ومدّة الإصابة بالإسهال. ومن جهةٍ أخرى فإنّ الموز مُفيد لمن يُعاني من الارتجاع المريئي لتقليل الشعور بعدم الراحة لديهم، حيث تسهّل ألياف البكتين انتقال الطعام من المعدة عبر أجزاء الجهاز الهضمي، ويُمكن لتراكم الأطعمة أن يزيد إفراز الأحماض في المعدة.
- الأفوكادو: وهو من الأطعمة ذات المُحتوى الكبير من الألياف والعناصر الغذائية المُفيدة للهضم، كما أنّ مُحتواه من سكر الفركتوز يُعدّ مُنخفضاً، ولذلك فإنّه لا يُسبب الغازات، ومن الجدير بالذكر أنّ المئة غرامٍ من الأفوكادو تحتوي على 7 غرامات من الألياف وهو ما يُلبّي 27% من حاجة الجسم اليوميّة منها.
- الإجاص: فهو يحتوي على الألياف الغذائيّة القابلة للذوبان، والألياف غير القابلة للذوبان والتي تُعدّ من العناصر المُهمّة للهضم، وذلك من خلال تنظيم حركة الأمعاء من خلال زيادة ليونة الفضلات، وتُعدّ الألياف الذائبة غذاءً للبكتيريا النافعة في الأمعاء، كما أنّها يُمكن أن تُساهم في تخفيف الإمساك.
أطعمة مفيدة للمعدة والجهاز الهضمي
يُؤثّر نوع الطعام المُتناول في صحّة البكتيريا التي تنمو في الأمعاء، والتي تُساهم في تحسين صحّة الإنسان؛ حيث إنّ بعض الأطعمة قد تُسبب موت البكتيريا النافعة، بينما تُساعد أنواع أخرى على زيادة نموّها؛ ممّا يعود بالنفع على الصحّة، وفيما يأتي بعض الأطعمة المُفيدة لصحة الجهاز الهضمي:
- الأطعمة الغنية بالألياف: إذ تشير الدراسات إلى أهميّة الألياف لصحّة الجهاز الهضمي ومنها مُراجعة أجرتها جامعة كالغاري عام 2012م، ومن الأمثلة على الأطعمة الغنية بالألياف: البقوليات، الفاصولياء، الشوفان، نبات الهليون، والكراث.
- الأطعمة المُتخمرة: يُعدّ التخميرُ أحدَ طُرُق حفظ الأطعمة، وذلك من خلال استخدام أنواع مُحدّدةٍ من البكتيريا؛ ويُعدّ تناول الأطعمة المُتخمرة التي تحتوي على هذه الأنواع من البكتيريا مُهمّاً لتحسين عمليّات الهضم، وتعزيز صحّة الجهاز الهضمي، ومن الأمثلة عليها: اللبن المُحتوي على البروبيوتيك، ومخلل الملفوف، والكفير، وتوابل الميسو اليابانية.
أطعمة يُنصح بتجنبها لتعزيز صحة المعدة
يُمكن لبعض أنواع الأطعمة أن تؤثّر بشكلٍ سلبيٍّ في المعدة والجهاز الهضمي، ومن هذه الأطعمة:
- الأطعمة الغنية بالدهون: إذ تتّصف هذه الأطعمة بصعوبة هضمها، وقد تتسبّب بآلام المعدة والحموضة، ومنها: رقائق البطاطا (بالإنجليزيّة: Chips)، والأطعمة المقلية، والهامبرغر، ويُنصح بتجنّب تناولها، وبتناول اللحوم قليلة بالدهون ، ومُنتجات الألبان قليلة الدسم، كما يُنصح بشيّ الطعام بدلاً من قليه للمُحافظة على صحّة الجهاز الهضمي.
- التوابل والبهارات: يختلف تأثير التوابل من شخص إلى آخر، ويُمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبيٌّ في الجهاز الهضميّ عند بعض الأشخاص، كما يُمكن أن تُسبّب لهم اضطراباتٍ في المعدة أو حرقةً فيها، وتشمل هذه الأطعمة البهارات الحارّة، كما أنّ الثوم والبصل قد يُسبّبان هذه الاضطرابات.
- أطعمة أخرى: توجد أطعمة مُحدّدة يمكن أن تُسبّب مشاكل في الجهاز الهضميّ لبعض الأشخاص، مثل الحليب للمُصابين بعدم تحمّل اللاكتوز لذلك فإنّهم يُنصحون بتجنّبه، كما أنّ تناوُل الأطعمة التي تحتوي على الأحماض قد تُسبّب الحموضة لدى بعض الأشخاص؛ ومنها: الطماطم، والمشروبات الغازيّة، والحمضيات.
القيمة الغذائيّة للعنب
يُعدّ العنب مصدراً غنيّاً بالألياف ويحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن المُهمّة، في الجدول الآتي محتوى 100 غرامٍ من العنب من هذه العناصر:
العنصر الغذائي | الكمية |
---|---|
السعرات الحرارية | 57 سعرة حرارية |
الماء | 84.29 مليلتراً |
النشويات | 13.93 غراماً |
البروتينات | 0.81 غرام |
الدهون | 0.47 غرام |
الألياف | 3.9 غرامات |
البوتاسيوم | 203 مليغرامات |
الكالسيوم | 37 مليغراماً |
الفسفور | 24 مليغراماً |
المنغنيز | 14 مليغراماً |
فيتامين ج | 6.5 مليغرامات |
فيتامين أ | 67 وحدة دولية |
بيتا كاروتين | 39 ميكروغراماً |
الفوائد الصحيّة للعنب حسب درجة فعاليته
تُجرى العديد من الأبحاث والدراسات لمعرفة فوائد العنب وتأثيره في صحة الجسم، ولكنّ فوائده تختلف حسب درجة فعاليتها، ويُمكن ذكر فوائده حسب ما يأتي:
احتمالية فعاليتها (Possibly Effective)
- تعزيز تدفّق الدم: إذ أنّه من المُحتمل لتناول بعض منتجات العنب وتحديداً مُستخلص بذور العنب، أو مركب Proanthocyanidin الموجود في هذه البذور أن يقلّل بعض الأعراض المرتبطة بأمراض القلب، ومنها: الألم، والتوتر، والإرهاق.
لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)
- تحسين الذاكرة: إذ أشارت بعض الدلائل الأوليّة إلى أنّ تناول عصير العنب قد يساعد على تحسين التركيز خلال القيادة لدى النساء مُتوسّطات العمر، كما تبيّن أنّ تناول مُستخلص ثمار العنب مدّة 12 أسبوعاً ساهم في تحسين الانتباه والذاكرة واللغة لدى الكبار غير المُصابين بمشاكل في الذاكرة، إلّا أنّ الدراسات أظهرت أنّ العنب لم يُحسّن الذاكرة لدى الكبار المُصابين باضطرابات الذاكرة الناتجة عن التقدّم بالسنّ.
- تعزيز أداء الرياضيين: تشير الدراسات الأوليّة إلى أنّ تناول مقدارٍ مُحدّدٍ من مُستخلصات العنب بشكلٍ يوميّ ولمدّة شهر ساهم في زيادة طاقة الرياضيين عند مُمارسة رياضة القفز، إلّا أنّ دراساتٍ أخرى أشارت إلى أنّ تناول عصير العنب المُحضّر من مسحوق الثمار الكاملة لم يعزّز استخدام الأكسجين في الجسم أو القدرة على الركض.
- تقليل بعض أعراض متلازمة الأيض: إذ إنّ بعض الدراسات الأولية أشارت إلى أنّ تناول ثمار العنب الكاملة يُمكن أن يُحسّن من عوامل الخطر المُرتبطة بمُتلازمة الأيض لدى الرجال، كما لوحظ أنّ تناول عصير العنب مدّة شهر ساهم في تعزيز تدفّق الدم لدى المراهقين المُصابين بهذه المُتلازمة، إلّا أنّه ما زال من غير المعروف ما إذا كانت هذه التأثيرات تُقلّل خطر الإصابة بمرض السكري أو غيره من المُضاعفات المُرتبطة بهذه المتلازمة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: توجد بعض الأدلة الأوليّة التي تُشير إلى أنّ تناول عصير العنب قد يُساهم في تقليل بعض عوامل الخطر المُرتبطة بأمراض القلب؛ مثل: الجلطات، والالتهابات، والتلف التأكسدي لدهون الدم، ومع ذلك فإنّه من غير المعروف إلى الآن ما إذا كانت مُنتجات العنب تُقلّل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
- فوائد أخرى لا توجد أدلة على فعاليتها: يُمكن أن يفيد العنب في عدّة حالات أخرى، إلّا أنّ تأثيره ما زال بحاجة للبحث والدراسة، ومن هذه الحالات:
- السعال .
- البواسير.
- تلف الكبد.
- غزارة الطمث.
- التنكس البقعي المرتبط بالسن.
- متلازمة التعب المزمن.
- الإسهال .
احتمالية عدم فعاليته (Possibly Ineffective)
- تقليل الوزن: حيث بيّنت الأدلة أنّ تناول عصير العنب مدّة 12 أسبوعاً لم يقلّل الوزن لدى الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن.
- تخفيف الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي: فتناول كميّة محدّدة من عصير العنب قبل الخضوع للعلاج الكيميائي بنصف ساعة لم يُساعد على تقليل الغثيان والقيء.
- تخفيف الأعراض المصاحبة لفرط نشاط المثانة: حيث إنّ تناول عصير العنب لم يُحسّن من هذه الأعراض لدى كبار السنّ من الرجال.
دراسات أُجريت حول فوائد العنب
هناك بعض الدراسات التي أُجريت على العنب لتحديد فوائده، ونذكر من هذه الدراسات ما يأتي:
- أشارت مُراجعةٌ نُشرت في مجلة Neuroprotection by Resveratrol in Diabetic Neuropathy: Concepts & Mechanisms عام 2013 إلى أنّ مركب الريسفيراتول -وهو مركب أساسي في العنب وغيره من الأطعمة- قد يمتلك تأثيراً يُساهم في حماية الأعصاب، وبالتالي فإنّه من المُحتمل أن يُقلّل خطر الإصابة باعتلال الأعصاب السكري؛ وهو اضطرابٌ قد يُصيب مرضى السكري في حال عدم استخدام العلاج المناسب لضبط مُستويات السكر لديهم.
- نشرت المجلة الطبية البريطانية عام 2013 دراسةً أُجريت على 187,382 شخصاً بالغاً، ولوحظ خلالها أنّ تناول بعض أنواع الفواكه -ومنها العنب- من المُحتمل أن يُقلّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إلّا أنّ تناول كميات كبيرة من عصائر هذه الفواكه ارتبط بزيادة الخطر.
- أشارت دراسة صغيرة نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية عام 2017م إلى الأثر الإيجابي لشرب عصير العنب الأرجواني في تحسين المزاج، وقد أجريت هذه الدراسة على 20 شخصاً. وفي دراسة أخرى أجريت على 111 شخصاً بالغاً ونُشرت في (Frontiers in Pharmacology) عام 2017م لوحِظ بأنّ تناول مُكمّل غذائي معيّن من العنب مدّة 12 أسبوع حسّن بعض الوظائف الإدراكيّة.
- أشارت دراسة مخبريّة أجرتها جامعة بيردو (بالإنجليزية: Purdue University) عام 2015م إلى أنّ اتّباع نظام غذائي غنيّ بالعنب من المُحتمل أن يُساهم في تحسين استخدام الكالسيوم لدى الفئران، وتعزيز صحة العظام لديهم. كما تحتاج العظام لبعض المعادن للمُحافظة على كثافتها وقوتها ومن هذه المعادن: الفسفور، الكالسيوم ، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والمنغنيز والتي تتوفر جميعها في العنب وغيره من الأطعمة الطبيعيّة.
لمحة عامة حول العنب
ينتمي العنب إلى الفصيلة الكرميّة (بالإنجليزيّة: Vitaceae) ويوجد في الطبيعة بعدّة أصناف مُختلفة الألوان والأشكال والأحجام، كما يتراوح طعمه بين الحلو والحامض، ويُعدّ من الفواكه الغنيّة بالعناصر الغذائيّة؛ حيث يحتوي على مُركباتٍ ذات خصائص وقائيّةً، والتي تُعرف بالكيميائيات النباتيّة (بالإنجليزيّة: Phytonutrients) بالإضافة إلى احتوائِه على العديد من المعادن والفيتامينات المُهمة، مثل: المنغنيز، والبوتاسيوم ، وفيتامين ج.