ما الفرق الذكاء الانفعالي والذكاء الوجداني؟
الذكاء
يعد الذكاء بمفهومه العام والذي يتم قياسه بمعدل (IQ) غير كافٍ لتحقيق النجاح في الحياة والوصول إلى الأهداف المطلوبة، فمن الممكن أن يؤهلك ذكائك في دخول الجامعة والنجاح أكاديميًا إلا أنه هناك مختلف الأنواع من الذكاء التي تساعدك في التعامل مع الآخرين، وفي هذا المقال سيتم التعرف إلى نوعي الذكاء الوجداني والانفعالي والفرق بينهما.
الذكاء الوجداني
مفهوم الذكاء الوجداني
يعرف الذكاء الوجداني بأنه القدرة على إدراك الانفعالات بشكل دقيق وسريع وقدرة الشخص على التعبير عنها، وبالتالي فإنه يتمثل في قدرة الشخص المتعلم على فهم وتحليل انفعالات الآخرين من خلال قدرته على فهم وترجمة الإشارات غير اللغوية وقدرته على التفريق ما بين التعابير الكاذبة والتعابير الصادقة، ولا يخضع الذكاء الوجداني لأيٍ من العوامل الوراثية، إذ إنه خاصية يُمكن للشخص اكتسابها خلال فترة حياته بحيث يمكن التدرب عليها وتنميتها والعمل على تطويرها من خلال العديد من الأساليب التي تساهم في بناء الشخصية.
تعد نظرية الذكاء الوجداني نظرية قديمة استجابةً لتغيرات العصر العديدة والسريعة التي أوجبت على كل شخص التعامل السليم معها، من صراع للحضارات والثقافات المختلفة ، إضافةً إلى اختلاف الأديان واللغات، كما تعد العواطف والانفعالات جزءًا مهمًا من التركيبة النفسية للإنسان التي يتوجب التعامل معها كما ظهر في تعريف المنظومة الوجدانية التي حددت معالم الشخصية الإنسانية منذ القدم.
أهمية الذكاء الوجداني
تتمثل أهمية الذكاء الوجداني في العديد من الأمور لعلّ أهمها ما يلي:
- يساعد في تجاوز العديد من المشكلات التي قد تواجه الفرد في بيئة العمل أو المدرسة، الأمر الذي يكسب الشخص ثقة بالنفس.
- تجنب وتخفيف العديد من المشاكل الصحية، إذ إنه يساعد في إدارة العواطف الداخلية وانفعالات الشخص، وبالتالي يقلل من التوتر .
- يعد الشخص الذي يمتلك ذكاء وجدانيًا عاليًا أقل عرضة للقلق والاكتئاب، إذ يمتلك القدرة على التحكم بعواطفه والقدرة على ضبط التوتر.
- فهم الآخرين ومشاعرهم ومخاوفهم واحتياجاتهم والقدرة على التعامل والتأقلم معهم وإقامة العديد من العلاقات القوية وتطويرها، كما يساعد في التأثير بالآخرين والعمل في فريق.
- تحقيق الأهداف المطلوبة سواءً أكانت أهدافًا مهنية أو تعليمية.
الذكاء الانفعالي
مفهوم الذكاء الانفعالي
يُعرّف الذكاء الانفعالي بأنه أحد أنواع الذكاء الاجتماعي المرتبط بقدرة الفرد على التحكم ومراقبة انفعالاته وانفعالات الآخرين والقدرة على التمييز بينهما، إذ يهتم بشكل أساسي بمعالجة الصراع والتناقض ما بين مشاعر الفرد وأفكاره المختلفة، وقدرته على وضع مجموعة من المهارات اللازمة لحل العديد من المشكلات المختلفة منها الخاصة والاجتماعية، كما أن هذا النوع من الذكاء يساعد الفرد في معرفة وفهم مشاعره المختلفة واستخدامها وتسخيرها في استخدام القرارات المتعددة في الحياة والتعامل المناسب والجيد مع مختلف العوائق التي يتعرض لها الشخص مثل القلق والضيق، كما تساعده في السيطرة على انفعالاته والقدرة على إقناع الآخرين من حوله وفهم انفعالاتهم.
تاريخ الذكاء الانفعالي
بدأ مفهوم الذكاء الانفعالي بالظهور منذ عام 1985 في عنوان أطروحة غير منشورة في مدينة سنسناتي، إلا أن هذا المصطلح بقي يتردد في العديد من الأوساط ولا سيما الأكاديمية والأبحاث العلمية، كما في أبحاث ماير وسالوفي اللذين عملا على ابتكار وتطوير اختبار خاص يقوم بقياس الذكاء الانفعالي لدى الشخص ليظهر بعدها مصطلح الذكاء الانفعالي بشكل كبير في الكتاب الأول للعالم دانيال جولمان عام 1995 والذي كان بعنوان "الذكاء الانفعالي: لماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من نسبة الذكاء؟" وقد عمل على إحداث ثورة ثقافية كبيرة في عالم التربية والأعمال، إضافةً إلى ذلك أصبح مصطلح الذكاء الانفعالي هدفًا للباحثين والمطورين والتربويين ورجال الأعمال.
أهمية الذكاء الانفعالي
يعد الذكاء العام العادي غير كافٍ لتحقيق النجاح المطلوب في شتى مجالات الحياة سواء على الصعيد الأكاديمي أو في الأسرة أو في العمل، وذلك وفقًا لدراسات نفسية كبيرة، ولعلّ أهمية الذكاء الانفعالي تتمثل فيما يلي:
- قدرة الشخص على التحكم بالانفعالات المختلفة ولا سيما السلبية منها لتحويلها إلى انفعالات إيجابية.
- امتلاك القدرة على التواصل مع الآخرين وفهم انفعالاتهم المختلفة والتعاطف معهم.
- الإصرار على محاولة تحقيق الأهداف.
- التأثير الإيجابي في الآخرين.