ما العناصر التي يعتمد عليها الغزل العذري؟
عناصر الغزل العذري
تتعدد العناصر التي يعتمد عليها فن الغزل العذري ، وفيما يأتي توضيح لها بالتفصيل:
العفة
تعد العفة أهم ما يميز الغزل العذري بمحتواه، فلولا العفة لا يعد الغزل عذرياً، بل يصبح فاحشاً، والعفة تتمثل في ذكر جمال المرأة بشكل لبق، واختيار الألفاظ السهلة والبعيدة عن الفاحشة.
اليأس
يتصف الغزل العذري ب اليأس بدل الأمل، لأن المرأة ترفض سماع المتغزل، وتمتنع وتتكبر على المتغزل (أي يذكر صفات المرأة بشكل طبيعي، فالمرأة هي التي تتعرض للغزل ولها الحق في القبول والرفض).
العاطفة الصادقة
تتمثل في إيصال العاطفة والمشاعر بكل صدق للمحبوبة، والتحدث بكل ما يشعره اتجاه المحبوبة، فالكذب أو النفاق لإيصال الإحساس للمحبوبة شيء ممنوع في الغزل العذري.
البساطة في الوصف
تتمثل في البعد عن التعقيد، واختبار الألفاظ الصريحة، ويقوم بوصف المحبوبة بما في خلجات نفسه، من غير تعقيد في ربط الكلمات، لأن الأهم في الغزل العذري هو ظهور العاطفة من غير تعقيد في الألفاظ.
الخصوصية
تتمثل في الحديث عن اختيار المحبوب لمحبوبة واحدة، ويخصها بكل كلماته في الغزل العذري، ولا يتحدث عن أي شخصية أخرى، لأن من صفات الغزل العذري الصدق، فكيف سيحب اثنتان بنفس المشاعر؟!، ويرتبط كل محبوب مع محبوبته، وذلك من خلال عروة وعفراء، وجميل وبثينة، و قيس وليلى .
تعريف الغزل العذري
هو فن شعري يتصف بالطهارة والعفة، حيث يصف عفة وأخلاق المرأة، ويمتاز الغزل العذري بالصدق والنزاهة في الكلام، وكذلك يذكر صفات المرأة الحميدة، التي تتمثل بالكرم والحياء، كما يذكر الغزل العذري الشعور الذي يصيب الشخص من ألم وحسرة من فراق المحبوبة.
يرجح ظهور الغزل العذري إلى العصر الأموي، حيث سمي بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة عذرة، وهي قبيلة سكنت بلاد اليمن، وقد حافظت على نفسها من الشهوات، والتي امتازت بالعشق والعفة، ويعد أول شاعر في الغزل العذري من هذه القبيلة وهو عروة بن حزام.
أمثلة شعرية تتضمن عناصر الغزل العذري
هناك العديد من الشعراء العذريين الذين تحدثوا في شعرهم عن بعض العناصر التي تخص الغزل العذري، ونذكر أبرزها فيما يأتي:
- يقول عروة في يأسه:
أَناسِيةٌ عفراءُ ذكريَ بَعدما
:::تركتُ لها ذِكراً بِكُلِّ مَكانِ
ألا لَعنَ الله الوُشاةُ وقَوْلَهُمْ
:::فُلانَةُ أَمسَت خُلَّة لِفُلانِ
فَوَيْحَكُما يا واشِيَي أم هَيثم
:::فَفِيمَ إِلى مَن جِئتُما تَشيانِ
أَلا أَيُّها الواشي بِعفراءَ عندنا
:::عَدِمتُكَ مِن واشٍ أَلِستَ تراني
أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تخَلَّلَتْ
:::عَناجيجُهُ جسمي وكيف بَراني
- يقول قيس في حب ليلى:
أَيا حُبَّ لَيلى داخِلاً مُتَوَلِّجاً
:::شُعوبَ الحَشا هَذا عَلَيَّ شَديدُ
أَيا حُبَّ لَيلى عافِني قَد قَتَلتَني
:::فَكَيفَ تُعافيني وَأَنتَ تَزيدُ
وَيا حُبَّ لَيلى أَعطِني الحُكمَ وَاِحتَكِم
:::عَلَيَّ فَما يُبغي عَلَيَّ شُهودُ
أَراكِ عَلى نيرَينِ وَالحُبُّ كُلُّهُ
:::عَلى واحِدٍ يَبلى وَأَنتَ جَديدُ