ما اسم قوم صالح
صالح عليه السلام
شرّف الله -سبحانه وتعالى- عددًا من صفوة خلقه بحمل رسالة التّوحيد، وتبليغ شريعته للنّاس، وقد سمّى الله هؤلاء الأصفياء أنبياءً ورُسلًا، فضّلهم الله تعالى على خلقه بالمكانة والفضل والعصمة، وقد كَانوا داعين لأقوامهم ومبلغين لهم رسالةً الله -تعالى-؛ لهدايتهم إلى طريق الحقّ، ومن بين أنبياء الله ورسله عرف نبيّ الله صالح -عليه السّلام- الذي وردت قصّته مع قومه في مواطن عدّة من القرآن الكريم، فما هي قصّة نبيّ الله صالح عليه السّلام؟ وما اسم القوم الذين أرسل إليهم؟
اسم قوم صالح
قوم صالح -عليه السّلام- هم إحدى قبائل العرب البائدة، واسمهم: ثمود، بعث الله -تعالى- إليهم نبيّه صالحًا، قال تعالى: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ)، وسمّوا بهذا الاسم نسبةً إلى جدّهم ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نبي الله نوح -عليه السلام-، وقد سَكنوا منطقةً في شمال غرب الجزيرة العربيّة أطلق عليها اسم الحجر، وورد ذكرهم مرَّةً في القرآن الكريم باسم أصحاب الحجر؛ نسبةً إلى موطنهم، قال تعالى: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ).
قصّة صالح عليه السّلام مع قومه
كان قوم ثمود يعيشون في نعمةٍ كبيرة؛ حيث منّ الله عليهم بالكثير من الخيرات، فقد عاشوا في أرضٍ خصبة فيها جناتٍ وحدائق غنّاء، كما تفجرّت من أراضيهم عيون الماء التي يسقون منها زروعهم، ويشربون منها الماء الزّلال، وقد أعطاهم الله -سبحانه وتعالى- قوَّةً في الجسد حينما كانوا ينحتون بيوتهم في صخور الجبال الصّماء، وعلى الرّغم من النّعم الكثيرة إلاّ أنّ قوم صالح -عليه السلام- لم يقابلوها بشكر الله -تعالى- وحمده، بل قابلوا كلّ ذلك النّعيم بأن كفروا بالله -تعالى- وأشركوا به ما ابتدعوه من الأصنام والحجارة التي لا تُغني عنهم شيئاً، ولا تملك لهم ضرًّا ولا نفعاً، وقد شاء الله تعالى أن يرسل إليهم نبيًّا منهم يعرفون نسبه وشرفه وأخلاقه؛ ليدعوهم إلى دين التّوحيد وترك ما عليهم من الضّلالات، فلم يستجيب له إلاّ ضعفاء القوم.
معجزة نبيّ الله صالح وعاقبة قومه
شاء الله -سبحانه وتعالى- أن يُنزّل على عبده ونبيّه صالح -عليه السلام- معجزةً باهرةً دالةً على صدق دعوته وحجَّةً على قومه ثمود، وهي مُعجزة النّاقة التي تفتّقت عن صخرةٍ خرجت منها، وقد أخبر صالحٌ قومه بأن يتركوا للناقة يومًا تَشرب من ماء بئرٍ، ولا يشاركها أحدٌ منهم، ويشربون هم في اليوم الذي يليه، إلاّ أنّ قوم صالح لم تزدهم هذه الآية إلاّ ضلالًا حينما اتّفقوا على انتداب أشقاهم ليقوم بعقر النّاقة؛ أي قتلها، ثمّ توعّدهم نبيّ الله صالح -عليه السلام- بحلول عذاب الله بهم، وأمهلهم ثلاثة أيام، وفي صبيحة اليوم الرابع أتتهم الصّيحة فأهلكت أوّلهم وآخرهم، وتركتهم هذه الصيحة العظيمة جثثًا هامدةً كالشجر اليابس المتهشّم.