ما أسباب طقطقة الركبة
طقطقة الركبة
يُعدّ صدور أصوات طقطقة من الركبة أمراً شائعاً جداً، وينتج هذا الصوت عن تحريك الركبة، خاصة بعد القيام من وضعية الجلوس لفترة طويلة، والصعود والنزول على الدرج، وكذلك المشي لمسافات طويلة، حيث يُصبح مفصل الركبة قاسياً في مثل هذه الحالات، ويمنحُ سماع صوت طقطقة الركبة الشخص الشعور بالراحة، إذ تصبح الركبة حينها أكثر مرونة، وفي العادة لا ترتبط طقطقة الركبة بالشعور بالألم، ولكن في حال الشعور بالألم بعد طقطقة الركب، فإنّ ذلك قد يُشير إلى وجود مشكلة صحية ما، وفي هذه الحالة يُنصح باستشارة الطبيب لتلقّي العلاج اللازم، وتجدر الإشارة إلى أنّ سماع صوت طقطقة للركب يزداد مع التقدم في العمر؛ حيث تُصبح الأنسجة التي تُغطّي العظام والمعروفة باسم الغضاريف غير مستوية، وعند الجلوس جلسة القرفصاء أو عند الوقوف فإنّه قد ينتج صوت عن احتكاك أسطح الغضاريف مع بعضها، كما يُمكن سماع صوت طقطقة الركب نتيجة شدّ الأربطة عند الحركة.
أسباب طقطقة الركبة
إنّ طقطقة الركبة التي تحدث عند المشي، أو عند الجلوس بوضع القرفصاء، أو عند مدّ الأرجل، تكون ناتجة عن فقاعات الغاز، حيث يتغيّر الضغط في مفاصل الركبة في هذه الحالات، وبالتالي تتراكم فقاعات صغيرة من الغازات في المنطقة، ومن ثم تنفجر هذه الفقاعات عند القيام ببعض الحركات، ممّا يُؤدي إلى سماع صوت الطقطة. وقد يصدر صوت طقطقة الركب عن شدّ الأوتار والأربطة أيضاً، أمّا طقطقة الركبة التي يُرافقها شعور بالألم أو انتفاخ في الركبة، فقد تنتج عن أسباب عدّة، ومن هذه الأسباب نذكر ما يأتي:
- الأنسجة غير الضرورية حول الركبة: في حال التعرّض لإصابة في الركبة، وعدم معالجة هذه المشكلة أو عدم الشفاء منها بشكل تام، فقد تتشكّل أنسجة غير ضرورية حول ركبة المريض، وعند حدوث ذلك فإنّ هذه الأنسجة تتشابك بين أجزاء معينة من المفصل، مما يؤدي إلى سماع صوت طقطقة الركبة عند القيام بمدّ المفصل.
- ركبة العدّائين: (بالإنجليزية: Runner’s knee)، قد يعتقد البعض أنّ الركض باستمرار هو أمر مفيد للصحة، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الضغط المستمر على الساق قد يتسبّب في حدوث مشكلة ركبة العدّائين، ويحدث هذا عندما تخرج عظمة رأس الركبة (بالإنجليزية: Kneecap) من مسارها الصحيح، بحيث لا تسلك طريقها الصحيح على طول عظمة الفخذ ، وفي الحقيقة تحمي الساق والعظام السفلية في الأرجل عظمة رأس الركبة، ولكن عندما لا تكون هذه العظام موجودة في موقعها الصحيح، فإنّ الركبة سوف تُحدِث صوت طقطقة عند مدّها.
- تلف الغضروف الهلالي لضرر شديد: حيث يُعدّ الغضروف الهلالي (بالإنجليزية: Meniscus) بمثابة وسادة بين عظام الركبة لامتصاص الصدمات، وفي حال تعرّض هذا الغضروف لضرر شديد وعدم شفائه بشكل تام، فإنّ التلف الحاصل به يؤدي إلى اختلال التوازن في الركبة، وتغيّر مكان الركبة عند الضغط عليها، وهذا أيضاً يُسبّب سماع صوت طقطقة الركبة. وممّا ينبغي التنويه إليه أنّه في حال ترافق صدور صوت طقطقة من الركبة عند تحريك الركبة إلى الخلف والأمام، أو عند مدّها، أو عند نزول وصعود الدرج ، بشعور المُصاب بألم في ركبته، حتى وإن كان الألم متقطعاً يأتي ويذهب، فإنّه يجب على الشخص طلب الرعاية الطبية، إذ إنّ هذه الأعراض قد تكون علامة دالة على حدوث تمزق الغضروف الهلالي (بالإنجليزية: Tear of meniscus) لدى الشخص.
- التكيس الغضروفي: (بالإنجليزية: Meniscal cysts)، وفي العادة يتم ربط حدوث التكيس الغضروفي بتمزق الغضروف الهلالي، حيث إنّ هذه الأكياس تتكوّن عندما يتسرب السائل الزلالي (بالإنجليزية: Synovial fluid) خارج المفصل ويتجمع داخل أو جانب الغضروف الهلالي.
- كيس بيكر: (بالإنجليزية: Baker's cyst)، ويُعرف أيضاً بالكيس المأبضي، وهو تورّم يحدث في التجويف الموجود خلف الركبة، وتتضمن أعراضه الشعور بالألم والتصلّب في الركبة، خاصة عند تحريك أو ثني الركبة.
- التهاب المفصل التنكسي أو الفصال العظمي: (بالإنجليزية: Osteoarthritis)، حيث ينتقل الالتهاب من الأرجل إلى الرّكب، ممّا يتسبب في سماع صوت الطقطقة إلى جانب الشعور بألم في الركبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفصال العظامي ليس من الأمراض التي تُصيب المفاصل بشكل أولي على الرغم من اسمه، ويُعدّ الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) من أكثر أنواع التهابات المفاصل شيوعاً، ويحدث عندما يُهاجم جهاز المناعة المفاصل.
- تلين غضروف الركبة: (بالإنجليزية: Chondromalacia patella)، وهو التهاب وتهيّج يحدث في الغضروف الموجود خلف عظمة رأس الركبة، وينتج بسبب الاحتكاك الحاصل بين عظمة الفخذ وبين السطح الخلفي لعظمة رأس الركبة، وتؤدي الإصابة بتلين غضروف الركبة إلى الشعور بألم في الركبة وصدور صوت الطقطقة فيها.
علاج طقطقة الركبة
تجدر الإشارة إلى أنّ أفضل علاج لمشكلة طقطقة الركبة هو العلاج الذي يستهدف المشكلة الأساسية التي تسبّبت في صدور أصوات طقطقة الركبة من المفصل، وفي الواقع يتمّ علاج أغلب المشاكل الميكانيكية والحركية التي تتعلق بالركبة عن طريق جراحة الركبة بالمنظار (بالإنجليزية: Arthroscopic knee surgery)، بينما يتمّ علاج المشاكل التي تتعلق بالأوتار، ومشاكل الطقطقة عن طريق استهداف الالتهاب الذي يوجد في مفصل الركبة، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من التمارين الرياضية التي يُمكن ممارستها للتخلص من صوت طقطقة الركبة، ومن هذه التمارين الرياضية : تمارين استرخاء باطن الساق، وتمرين استرخاء الورك، بالإضافة إلى تمرين القرفصاء، وهنا نُشير إلى أنّ القيام بتمارين القرفصاء (بالإنجليزية: Squats)، وتمارين الشد، وكذلك العلاج اليدويّ -الذي يُستخدم بشكل أساسي من قبل أخصائيي التدليك، وأخصائيي العلاج الطبيعي والوظيفي-، قد يكون أمراً فعالاً لحماية الركبة من الألم المزمن، ومن حدوث الإصابات المؤقتة من خلال تقوية المفصل، وكذلك العضلات المحيطة بالركبة.