مؤلفات العالم المسلم الدارقطني
مؤلفات العالم المسلم الدارقطني
منَّ الله -تعالى- على هذهِ الأمّة برجالٍ هم أشبه بالمنارات التي تُنيرُ السُّبل، فتوصل إلى محطات الخيرِ والفلاح؛ فهذهِ الأمَّة أمَّة محظوظةٌ بكثرةِ علمائها ومحفوفة بجنود العلم الذين يحرسون حدود وبواطن الكتب، فيُخرجونَ منها ما لذَّ وطابَ من الأحكامِ والفضائلِ والعبر.
ومن العلماء الذين يسّرهم الله -تعالى- لهذا الدين وجعلهم منارةً للناس كي يهتدوا بها، الإمام العالم الدارقطني وهو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن الدّارقطنيّ الشافعيّ، وهو إمام عصرهِ في الحديث وأول من اشتغل ب القراءات ، فكان أول مصنّف لها.
ومن أشهر مؤلفاته -رحمهُ الله- ما يأتي:
- سنن الدارقطني، قسّم الإمام الدارقطني هذا الكتاب على أبواب، وقد خصص لكلٍ بابٍ موضوعًا خاصًا، جمع فيه ما رُوي في هذا الباب.
- الإخوة والأخوات للدارقطني، تحدّث الإمام الدارقطني في هذا الكتاب عن إخوة من صحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- وروى عنه وعن أولادهِ -صلى الله عليه وسلم- وعن كل ما يتّصل ببعض الصحابة من أنسابٍ وصحبة.
- الأفراد للدارقطني، لقد كان هذا الكتاب سابقًا لعصره -رحمه الله-؛ فقد أسند لكلٍ صحابي ما روى من أحاديث، ثم بيّن فيه موضع التفرّد، وأوضح فيه جوانب العلل والاختلاف.
- سؤلات الحاكم ، وهو كتاب عمدة في الجرح والتعديل .
- الأحاديث التي خولف فيها إمام دار الهجرة مالك بن أنس.
- المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال .
حياته ونشأته رحمه الله
كان الإمام الدارقطني -رحمه الله- منذ نعومة أظفاره شغوفًا لطلب العلم؛ فكان يحضر مجالس العلماء، ويتردد عليها كثيرًا، ولم يكن يبلغ العاشرة من عمرهِ، فكان منبتهُ حسنًا وعقلهُ فطِنًا، وممن يتعطّشون لطلب العلم ونيل المعرفة، وقد انفرد بالإمامة في علم الحديث في زمانه، فلم يكن له نظيرٌ ولا منازع في ذلك.
كان -رحمهُ الله- عالمًا باختلاف الفقهاء، فقد تعلّم المذهب الشافعي في صغرهِ، ثمَّ توسّع في المسائل الفقهية، فأدرك مضامين الاختلاف بين الفقهاء، وقد فصّل العديد من المسائل، لكن أكثر ما أبدع فيه هو جانب الحديث والسنن وأعلام الرجال والعلل والتفرّد، فكان ناظمًا لمؤلفاته بأسلوبٍ لم يكن معهودًا من قبل.
ثناء العلماء عليه
ذاع صيت الإمام الدارقطني قديمًا وحديثًا، حتى أصبح أشهر من نارٍ على علم، فله صولاتٌ وجولات في العديد من المواضيع المتنوعة والتي يحتاجها طالب العلم، ومما قيل عنه -رحمه الله- ما يأتي:
- قال عنه الإمام الذهبي -رحمه الله-: "الإمام الحافظ المجود شيخ الإسلام علم الجهابذة حافظ الزمان".
- قال ابن خلكان -رحمه الله: "الدارقطني الحافظ المشهور كان عالمًا حافظًا فقيها على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه-".
- قال الإمام الحاكم -رحمه الله-: "صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإمامًا في القُراء والنحويين، وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، قال: وأشهد أنَّه لم يخلف على أديم الأرض مثله".