لماذا سميت الدولة العباسية بهذا الاسم
الدولة العباسية
جاء العصر العباسيّ بعد العصر الأمويّ زمنيّاً، وهو من أكثر العصور ازدهاراً وتطوّراً من جميع النواحي الأدبيّة والسياسيّة والفكريّة والاجتماعيّة، وكما ذكرت كتب التاريخ والأدب فإنّ العصر العباسيّ في حد ذاته يُقسَّم إلى عصرين: العصر العباسيّ الأول وهو عصر التقدم والقوة والازدهار، والعصر العباسيّ الثاني وهو عصر التدهور والضعف والانحلال؛ وفي هذا المقال سنتعرف على كيفيّة نشوء وتأسيس الدولة العباسيّة على يد أبي العباس، والأسباب التي أدت إلى سقوطها بعد فترة من الحكم والتي انتهت في عام 1258م.
التسمية
سميت بذلك نِسبةً إلى العبّاس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وهو عم الرسول عليه الصلاة والسلام ولُقّب أبو العباس بأبي العباس السفّاح لكثرة الدماء التي أراقها.
تأسيس الدولة العباسيّة
يعود تاريخ تأسيس العباسيّة إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، الذي قام على شؤون الحركة العباسيّة بطلبٍ من أبي مسلم الخراسانيّ الذي أعلن قيام الدولة العباسيّة في خرسان، حيثُ حارب أبو مسلم والي بني أميّة فيها وانتصر عليه، ثم احتلّ مدينة مرو؛ وبهذا سنحت الفرصة لأبي العباس بالانتقال إلى الكوفة في عام 742م، والعيش فيها سراً، وبقي مُختفيًا يتوارى عن الأعين حتى سنة 750م، إلى أن بايعه أهل الكوفة بالخلافة، وبذلك تعود بوادر نشأة الدولة العباسيّة إلى المراحل الأخيرة، حيثُ واجه فيها الجيش الأمويّ بقيادة مروان بن محمد والجيش العباسيّ بقيادة أبي العباس قُرب نهر الزاب شمال العراق، حيثُ حقق العباسيّون الكثير من الانتصارات والفتوحات التي دانت لهم بها جميع الأمصار التابعة للأمويين؛ وتأسست بذلك الدولة العباسيّة، وبويع أبو العباس بالخلافة ولُقب بالسفّاح لكثرة سفكه الدماء، وقد نقل عاصمة الدولة من حرَّان إلى الكوفة.
أسباب سقوط الدولة العباسية
- كثرة العناصر غير العربيّة وتفوّقها، وذلك لأنّ الدولة العباسيّة أعطت جُلَّ اهتمامها للعرب، وتُولَّيهم المناصب العُليا في الدولة، مما أثار حفظية الموالي من الفرس فسعوا للقضاء عليها محاولين استرداد شيء من نفوذهم وسلطانهم القديم في ظل الدولة الأمويّة، فأخذوا بترويج الشائعات ونشر الرذائل والفتنة والدسائس في أرجاء الدولة، وقد نجحوا بإشعال نار الحقد الدفين على الخلافة العباسيّة.
- سوء الأوضاع الاقتصاديّة، فقد كان الحكام العباسيون يخلدون إلى الراحة والهدوء والترف، واهتمامهم بالغناء والقيان والجواري، أدى هذا إلى كثرة النفقات وزيادة الضرائب المفروضة على الأفراد، فقلّت موارد الدخل في خزينة الدولة، مما أضعفها وآل بها إلى السقوط.
- بروز الدويلات المستقلة، حيثُ تمكن العَلويّون من أخذ أجزاء من الدولة العباسيّة وأصبحوا مستقلين فيها عن الدولة العباسيّة، وكذلك الفاطميون الذي حذوا حذو العَلويين، مما أدى بالدولة العباسيّة إلى عدم قدرتها على جمعهم تحت لوائها.
- كثرة الأجناس والمذاهب، وجاءت هذه المذاهب إلى الإسلام في العصر العباسيّ من خلال الديانات القديمة كالمجوسيّة والمانويّة، الذي أدى إلى تعدد المِلل، كما وأذكى نار العداوة بين المسلمين بسبب ولائهم لأحزاب وفصائل مختلفة.