لماذا سمي بيت الله الحرام
سبب تسمية الكعبة بيت الله الحرام
جعل الله من الكعبة المشرفة حرماً آمناً، وسُميت ببيت الله؛ لأنّها محل تعظيم الله -تعالى-، ويقصدها الناس جميعاً لأداء الحج والعمرة، ويستقبلها المسلمون في جميع الصلوات، وقام الله -تعالى- بإضافتها إليه؛ لتعظيمها وإظهار مكانتها، وأُطلق عليها اسم البيت الحرام لعدّة أسباب سنذكر بعضها فيما يأتي:
- لأنّ الله -تعالى- حرّمها وعظمها
الكعبة بيت الله الذي لا تُستحلّ فيه الحرمات، ولا يُقتل فيه طير أو إنسان أو حيوان أو تُقلع فيه شجرةً، قال -تعالى-: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ)، فقد وصف الله الكعبة بالبيت الحرام، وجعل منها مكاناً مقدساً.
والمقصود بالحرام كلّ شيء فيه تعظيم للبيت، وعند تحريم البيت يعمّ الأمن والأمان، حتى الطير يجول في سمائه آمناً؛ لأنّها أمنت على نفسها وعلى رزقها في بيت الله.
- لأنّ الله -تعالى- حرّم القتل فيها منذ فتح مكة
قال الرسول -صل الله عليه وسلم- يوم فتح مكة: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ).
موقع بيت الله الحرام
يقع المسجد الحرام أو بيت الله الحرام في قلب مدينة مكّة المكرمة ، في غرب المملكة العربية السعودية، وهو أعظم مسجد في الإسلام، وأوّل مكان لعبادة الله على الأرض، وأول المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو قبلة المسلمين في الصلاة.
قال -تعالى-: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، ومن أكثر المساجد فضلاً، حيث يضاعف فيه أجر العبادات، وتعادل الصلاة فيه مئة ألف صلاة، وإليه يتوجّه المسلمون من كلّ بقاع الأرض لأداء فريضة الحج.
بناء بيت الله الحرام
بنت الملائكة الكعبة المشرفة أوّل مرة قبل آدم -عليه السلام-، ثم قام سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل -عليهما السلام- بإعادة بناء الكعبة بعد الطوفان، بعد أن أوحى له الله بذلك بقوله -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).
وبقيت الكعبة على حالها، حتى أُعيد بناؤها بعد عام الفيل بثلاثين عاماً على يد قريش أيام الجاهلية، حيث أرادت سيدة من قريش تبخير الكعبة؛ فاشتعلت النيران في الكعبة واحترقت وضعف بناؤها، وبعدها جاء سيل حطم أجزاءً منها، عندما حدث الحريق الكبير فيها.
وبعد ذلك قام عبد الله بن زبير -رضي الله عنه- ببناء الكعبة بالجص الثقي من اليمن، ثم جاء الحجاج بن يوسف الثقفي وقام بهدم ما قام به الزبير، وإعادة بناء الكعبة كما كانت على شكلها الذي بنته قريش، وتمت إعادة بنائها أيضاً في الفترة العثمانية.