لماذا حمار الوحش مخطط
أسباب وفرضيات وجود خطوط على جسم الحمار الوحشي
هناك العديد من البحوث حول أسباب وجود الخطوط على جسم الحمار الوحشي، حيث لا زالت تجري الاختبارات لدعم أو دحض هذه الفرضيات، إذ إنّ جميع الفرضيات لا تزال قيد الدراسة، وفيما يأتي بعض الأسباب التي تُفسّر وجود خطوط على جسم الحمار الوحشي :
تستخدم الخطوط للتمويه
كان يُعتقد أنّ الخطوط على الحمر الوحشية تحميها من الافتراس، ولكن تُظهر التجارب الميدانية أنّ الحمر الوحشية تظهر بوضوح للعين البشرية، وإن كانت بين الأشجار، أو في الأراضي العشبية، وحتى عندما تكون الإضاءة ضعيفة، فالخطوط لا تؤدي إلى التمويه، وكذلك عند الهروب من المفترس لا تساعده الخطوط في النجاة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن بصر الأسود والضباع المرقطة أضعف بكثير من بصر الإنسان، فهذه الحيوانات المفترسة لا تميز الخطوط، إلا عندما تكون الحمر الوحشية قريبة جداً، وعلى مسافة يمكن أن تسمع أو تشم الفريسة، بغض النظر عن الخطوط، ولذلك من غير المحتمل أن تكون الخطوط ذات فائدة كبيرة في الدفاع ضد الحيوانات المفترسة.
تنظّم الخطوط درجة حرارة جسم الحمار الوحشي
تقول الفرضية أنّه من المتوقع أن تمتص الخطوط السوداء الإشعاع، وتعكسه الخطوط البيضاء، واقترحت إحدى الدراسات أنّ الخطوط تُنشئ تيارات حرارية على طول ظهر الحمار، وبالتالي تبرّده، ولكن يبدو هذا الاحتمال غير صحيح.
ولهذا تم عمل تجارب دقيقة، من خلال لف براميل ماء كبيرة بجلود ملونة، ومخططة، أو موحّدة، أو رسومات مخططة، أو غير مخططة، ولم تظهر أيّ اختلافات في درجات حرارة المياه الداخلية، علاوة على ذلك تُظهر القياسات الحرارية للحمار الوحشي، والجاموس، والزرافة في البرية أنّ الحمر الوحشية ليست أكثر برودة من هذه الأنواع الأخرى التي تعيش معها.
تحمي الخطوط الحمار الوحشي من الحشرات
أفادت التجارب المبكرة في الثمانينيات أنّ ذباب التسي تسي وذبابة الحصان تتجنب الهبوط على الأسطح المخططة، وقد تم تأكيد ذلك مؤخراً، ولتأكيد الفرضية، جُمعت بيانات من جميع المناطق الجغرافية، التي تتواجد فيها سبعة أنواع مختلفة من الخيليات، بعض هذه الأنواع مخططة كالحمر الوحشية، وبعضها غير مخطط كالحمر الآسيوية، وبعضها مخطط جزئياً كالحمار البري الأفريقي.
وُجد أنّ الخيليات البرية في المناطق التي ينتشر فيها ذبابة الحصان على مدار العام هي الخيليات التي تتمتع بخطوط واضحة، ويُعتقد أنّ السبب وراء الحاجة إلى أن تكون الخيول مخططة في إفريقيا، هو أنّ الذباب القارص الأفريقي يحمل أمراضاً مثل داء المثقبيات، ومرض الخيول الأفريقية، وأنفلونزا الخيول التي يمكن أن تكون قاتلة للخيليات.
ويُذكر أنّ الحمر الوحشية معرضة بشكل خاص لخطر عض الذباب؛ بسبب قُصر فرائها، ولذلك فإنّ وجود النمط المخطط على الفراء، يساعد على تجنب الذباب والأمراض المميتة.
تعبّر الخطوط عن شكل من أشكال الترابط الاجتماعي
أمّا بالنسبة لفرضية أنّ الخطوط تساعد الحمر الوحشية على الانخراط مع أفراد من نوعها، فهذا الاحتمال بعيد عن الحقيقة؛ فصحيح أنّ كل حمار وحشي لديه نمط فريد من التخطيط، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون مفيدًا في التعرّف الفردي؛ لأنّ الخيول المحلية الملونة بشكل موحد يمكنها التعرف على الأفراد الآخرين من خلال البصر والصوت.
ومن الجدير بالذكر أنّ أفراد عائلة الحمر الوحشية المخططة لا تُفضل التزاوج مع بعضها البعض أكثر من تزاوجها مع أنواع الخيول الأخرى غير المخططة، بل تتزاوج معها وتتكاثر بنجاح.
معلومات عامّة عن الحمار الوحشي
ينتمي الحمار الوحشي إلى الثدييات الأفريقية من فصيلة الخيليات ، والتي تشمل الحصان والحمار، ويتميز بوجود الخطوط السّوداء أو البنيّة الدّاكنة اللّون المتناوبة مع الخطوط البيضاء، ويتميز الحمار الوحشي بجسمه العريض، وساقيه الرقيقتين، وذيله المعنقد، ورأسه الطويل، وعُرفه القصير، ويقضي الحمار الوحشي معظم يومه في أكل العشب.
وفي بعض الأحيان يأكل الأوراق، وأغصان الشّجيرات، واللّحاء، وأسنانه متكيّفة جيداً مع الرّعي؛ حيث تحتوي على قواطع حادّة في الجزء الأمامي من الفم لقضم العشب، وأضراس كبيرة في الخلف للطحن، ويعيش الحمار الوحشي في مجموعات كبيرة تسمى القطعان.
أنواع الحمر الوحشية
هناك ثلاثة أنواع من الحمار الوحشي هي:
- الحمار الوحشي السهليّ (بالإنجليزية: plains zebra)
يتواجد في الأراضي العشبية من شرق وجنوب أفريقيا.
- الحمار الوحشي الجريفي (بالإنجليزية: Grevy’s zebra)
يعيش في المناطق القاحلة، والمناطق قليلة الأشجار في كينيا، وبعض المناطق في إثيوبيا.
- الحمار الوحش الجبليّ (بالإنجليزية: mountain zebra)
يعيش في السهول المرتفعة الجافة في ناميبيا، وبعض المناطق المتفرقة في جنوب غرب أفريقيا.