كيفية كتابة وصية قبل الموت
كيفيّة كتابة وصيّة قبل الموت
من نماذج الوصية الشرعية التي يمكن كتابتها قبل الموت أن يستفتح المسلم بحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على رسوله عليه الصلاة والسلام، ثمّ يقول هذا ما أوصى به فلان بن فلان وأنّه يشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك به، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، وكلمته التي ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأنّ الجنة حق، وأنّ النار حق، وأنّ الساعة لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، أوصي أهلي وأقربائي وأولادي بتقوى الله عز وجل، وأوصيهم بما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب، قال تعالى: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، ثمّ يوصي يتسديد ما عليه من الديون، وذلك إن كان عليه ديون، كما يجوز له أن يوصي بثلث ماله صدقة جارية، أو لفلان من الناس، ثمّ يسمي وصياً على أولاده القصر حتى يبلغوا، فلا يضيع حقهم في التركة ، كما يوصي في الوصية الشرعية بما شاء من الوصايا الاجتماعية والدينية، ويوصي كذلك بأن يكون غسله وتكفينه ودفنه على سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ثمّ أخيراً يختم وصيته بالدعاء لنفسه بالرحمة والمغفرة، ودخول الجنة، ثمّ يقوم بإشهاد ذوي عدل من المسلمين على هذه الوصيّة.
حكم الوصيّة ودليلها
جاء في السنّة النبوية المطهرة أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ)، وقال النووي في شرح هذا الحديث إنّ فيه حثّ على الوصيّة التي أمر المسلمون بها، وهي مندوبة لا واجبة وفق مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال الظاهرية إنّها واجبة لكن ليس لديهم دليل على وجوبها، فليس في الحديث التصريح بوجوب الوصية، لكن إذا كان على المسلم دين أو حق أو كانت عنده وديعه لزمه أن يكتب وصية بذلك، ويستحب في الوصية أن يكتبها المسلم في صحته، وأن يستعجل بها، وأن يشهد عليها، وأن يكتب فيها كلّ ما يحتاج إليها، ثمّ إذا تذكر أمراً من الأمور التي يحتاج إليها ألحقها بوصيته، دون أن يلتفت إلى جزئيات الأمور التي تكرر، أو ما صغر من المعاملات .
أنواع الوصيّة
تشتمل مفهوم الوصيّة على أنواع منها الوصيّة الواجبة، وهي الوصيّة التي تتعلق بحقوق الغير مثل الديون والوادئع، ومنها الوصيّة المستحبة التي يقصد منها المسلم الاستكثار من الخير والاستزادة من الثواب حيث يخرج المسلم من وصيتة جزءاً معيّناً أذنت فيه الشريعة، والوصيّة المحرّمة وهي الوصيّة التي يكون فيها إضرار بالغير، أو توصية ببناء دور لهو أو كنيسة أو نحو ذلك.