كيفية علاج قمل الرأس
القمل
القمل حشرة طفيلية صغيرة حجمها كحجم البذرة الصغيرة، وتتغذى على دم الإنسان، وتعيش على فروة الرأس وفي الشعر، والقمل حشرة صغيرة يتراوح طولها من 2-3 ملم، وشكلها بيضاوي، ولونها بني رمادي، وليس لها أجنحة. ويعيش قمل البالغين حوالي ثلاثين يوماً، ويموت القمل بسرعة إذا سقط من الشعر، وتضع الأنثى حوالي ست بيضات في اليوم الواحد، ويُسمى البيض الصئبان، ويكون موجوداً في جذر الشعر، بالقرب من فروة الرأس ، وتكون صغيرة، ولونها أبيض، ثم يفقس البيض ويكون قملاً صغيراً يتحول إلى قمل بالغ بعد حوالي أسبوعين، وفي حال رؤية القمل أو البيض فهذا يعني الإصابة بالقمل، والطريقة التي تتخلص من القمل هي قتل الحشرة والبيوض التي تضعها الحشرة. ويعد القمل من أكثر الآفات التي يعاني منها الكثير من الناس وخاصّة الأطفال، كما أنّه يسبّب الأضرار الجلديّة والصحيّة للشخص كالحكّة الشديدة، لذلك سعى الإنسان إلى تطوير العديد من الأدوية والطرق من أجل التخلّص من هذه الآفة. وهنا في هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الحل النهائي للقمل.
كيفية علاج القمل
تُعتبر مشكلة القمل شائعةً نسبياً بينَ الناس، ومن مخاطرها أنَّها تُصبح مُعديةً بسُهولة، فعند تشارُك الأغراض الشخصيَّة (مثل مشط الشَّعر، أو مِقصِّ الشعر، أو القُبَّعات) يُصبح من السَّهل انتقالُ القمل من شخصٍ إلى آخر، كما أنَّه قد ينتقلُ على الفور بمُجرَّد التلّامس مع الأشخاص المُصابين، وخُصوصاً مع شعر رأسهم؛ لأنَّه يجذبُ أنواعاً مُحدَّدة من هذه الحشرات. وبالنَّظر إلى طبيعة هذه العدوى فإنَّها تبلغُ ذروتها لدى الأطفال الصِّغار (في الحضانة أو المدرسة الابتدائيّة)، وذلك لميلهم الكبير نحوَ اللَّعب، والاحتكاك بكثرةٍ، وتبادُلِ الأغراض. ولا يُنصَحُ باستخدام أيِّ نوعٍ من العلاج ضدَّ القمل الآتية إلا عندَ التأكُّد مُسبقاً من أنَّه سببُ المُشكلة:
استخدام الطرق الطبية
يمكن استخدام شامبو يحتوي على مواد كيميائية مثل البيرميثرين للقضاء على القمل، حيث تؤثر تلك المواد على الجهاز العصبي للقمل للقضاء عليه، ويمكن استخدام مرهم أو جلّ بعد ذلك أثناء تمشيط القمل من الشعر.
في حال عدم التخلّص من القمل باستخدام الشامبو فإنّه يجب استخدام إحدى العلاجات الآتية:
- الملاثيون (Malathion): يستخدم للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات ما عدا الحامل أو المرضع، حيث يتمّ وضعه على الشعر الجاف حتى يصبح رطباً، ثمّ تركه مكشوفاً حتى يجف من 8-12 ساعة، ثمّ غسل الشعر بشامبو عادي وشطفه بالماء، ويتم استخدام مشط دقيق الأسنان لإزالة القمل الميت وبيوضه، ومن الجدير بالذكر أنّ استخدامه مرّة واحدة يعدّ أمراً كافياً.
- ليندان (Lindane): يدخل في تركيبة الشامبو، حيث يتم فرك الشعر به بلطف وتركه لمدة أربع دقائق، ثمّ تبليله بالماء للحصول على رغوة، ثمّ شطفه، وبعد ذلك يمكن استخدام مشط خاص لإزالة القمل الميت وبيوضه.
- ملاحظة: قد يؤدّي علاج القمل إلى حدوث آثار جانبية تستدعي استشارة الطبيب، ومنها: تهيّج الجلد، أو الطفح الجلدي، أو العطاس، أو انسداد الأنف وسيلانه، أو صعوبة في التنفس.
علاجات منزلية لمشكلة قمل الرأس
- استخدام الأمشاط المُخصَّصة: تتوفَّر في بعض المتاجر أنواعٌ خاصَّة من الأمشاط المُصمَّمة بطريقةٍ تجعُلها فعَّالة في إزالة القمل ، وتقوم فكرة هذه الأمشاط على تنظيف الشّعر بالكامل من خلال جرد الحشرات العالقة في الشّعر يدويّاً. عندَ الرَّغبة في استعمال أمشاط التخلُّص من القمل يجبُ أولاً غسلُ شعر الرأس جيِّداً بالماء، وذلك لإعاقة القَمْلات من الإفلات من المشط، ومن ثمَّ يُوضع الشَّخص المُصاب تحت ضوءٍ واضح، ويقوم أحدٌ آخر بإمساك خصلات شعره وتمشيطها بدءاً من منابت الشَّعر (فكثيراً ما يتعلَّق القمل بها)، ومن ثمَّ يجبُ تمشيط خصلة الشَّعر حتى نهايتها لضمانِ التخلُّص من الحشرة، وعدم بقائها عالقةٍ بأحد أجزاء الشَّعرة.
- قص الشعر: يجبُ أن يُستَخدم مشط التخلُّص من القمل إلى جانب مُختلف أنواع العلاج الأخرى ليزيد كفائتها، وليضمنَ التخلُّص من أيِّ قملاتٍ باقية في الرأس، إلا أنَّ استعمال مشط القمل بصُورة مُتكرِّرة قد يكون صعباً، ومن ثمَّ يلجأ البعضُ إلى حلِّ حلاقة الشَّعر كاملاً حتى يُصبح الرّأس أصلع تماماً، وهذا يُدمِّر الموئل الذي يعيشُ فيه القمل، ويتركُ فيه بيضه، ويضمنُ نظافة الرّأس والخلاص من بيضات القمل التي تكونُ مُعلَّقة بمنابع خُصلات الشّعر. وإن كانت المصابة فتاة فيُمكن أن يتمَّ تقصير الشّعر حتى تكون الشّعرة قصيرة للغاية، وبالتّالي يُصبح من السَّهل تمييزُ الحشرات الموجودة عليه، والتخلُّص منها بمشط القمل أو بوسائل أخرى.
- الهواء السَّاخن: يصلحُ استعمال أيِّ مصدرٍ للهواء السَّاخن للقضاء على القَمْل ، إلا أنَّ الأسلوب الأكثر فاعليَّة وبساطةً هو استعمال سشوار للشَّعر، إذ يتسبَّب تيَّار الهواء السَّاخن بتجفيف بيُوض القمل، وقتل الأجنَّة النامية داخلها، كما أنَّه يقضي على مُعظم الحشرات البالغة الموجودة في فروة الرّأس كذلك. إلا أنَّ هذه العمليَّة ستحتاجُ إلى الكثير من التّكرار لتجلبَ نتائج جيِّدة، فمن الضروريُّ تجفيف الشّعر بالهواء السّاخن يومياً أو شبه يوميّاً حتى تختفيَ أعراض القمل، وذلك للتأكُّد من تدمير البيوض الموضوعة حديثاً بصُورةٍ مُستمرَّة.
- الخل الأبيض والأحمر: استُحدثت هذه الطَّريق من أجل التخلّص من حشرات القمل ، وهي تعتمدُ على الأحماض الموجودة في الخل والتي تُساعد على قتل الحشرات التي تعيش في الرّأس، سواء كانت من القمل أو بيوض القمل الصغيرة (المُسمَّاة بالصِّئبان). وتقوم الفكرة على فرك شعر الإنسان المُصاب بالخلّ بالكامل، ومن ثمَّ يُترك لعدَّة ساعاتٍ، ويُغسلُ بعدها جيِّداً بالماء. ويتكرَّر استخدام هذا العلاج مرَّتين أو ثلاثة أسبوعيّاً حتى تختفيَ أعراض القمل.
- المايونيز: فكرة استخدام المايونيز تعتمدُ على نفس مبدأ الخلّ الأبيض والأحمر، والمايونيز مُعترفٌ به من قسم الصحَّة في ولاية مينيسوتا الأمريكيَّة كوسيلة فعَّالة لمُكافحة القمل، إذ إنَّ بعض الموادِّ الموجودة في المايونيز تستطيعُ تدمير الخلايا الداخليّة للقَمْلَة، كما أنَّها تقضي على البيوض وتتسبَّبُ في تفتُّتِها. ويتمُّ استعمال هذه الطريقة بفرك فروة الرّأس بالمايونيز ، إضافةً إلى الخلّ الأبيض أو الأحمر، بحيث يُكونُ خليطاً مُتكاملاً، ويجب أن يُغطَّى الرّأس بالكامل بغطاء بلاستيكيّ وتركه لفترة، ومن ثمَّ يُغسَلُ الشَّعر ويُجفَّف لقتل القمل.
- الأكياس الحرارية: هي الأكياس التي تُولِّد الحرارة أو حتى الكهرباء في داخلها، ويمكن القيام بتعبئة الكيس بمادّة مُضادّة للقمل أو علاج على سبيل المثال، وتتمُّ تغطية الرّأس به، وهو يعملُ نفس مبدأ السشوار (الهواء السَّاخن) الذي يُعتبر من وسائل القضاء على القمل أيضاً، وقد يكونُ من المفيد اللُّجوء إلى وسائل أخرى معه، مثل تمشيط الشّعر بمشط التخلُّص من القمل وغير ذلك.
- عصير البصل: ويستخدم من خلال فرك العصير بفروة الرأس وبقية الشّعر وتركه مُدَّة ثلاث ساعات، ثم غسل الشّعر بالشّامبو.
- مزج خليطٍ من كميَّات متساوية من زيت الزّيتون والمايونيز والفازلين وخلطُها مع بعضها البعض ووضعُها على الرّأس، ومن ثمَّ يُغطَّى الرّأس بقُبَّعة بلاستيكيّة إلى صباح اليوم التّالي، ومن ثم يُغسَل بالشّامبو.
- أوراق الرّيحان: إذ تُغسلُ أوراق الرّيحان الطازجة وتُوضع في الخلاط، ومن ثمَّ يُضَافُ إليها القليلُ من الماء حتى تصبح كالعجينة، ويُدهَنُ بها الشّعر كله، ويُتْرَكُ نصف ساعةٍ حتى يجفَّ ومن ثم يُغْسَلُ الشعر بالشّامبو.
جميع ما وردَ في هذه الفقرة هو عبارة علاجات منزليّة بسيطة، لذا يُفضَّل تكرارها مرَّتين أسبوعياً للحصول على نتائج أفضل، كما لا بُدَّ من تنظيف وغسل المفارش والمخدّات والأغطية للتأكُّد من عدم وجود أيّ بيوض قمل أو حشراتٍ بالغة فيها.
طرق الوقاية من القمل
يمكن تجنّب الإصابة بعدوى القمل من شخص لآخر من خلال اتباع الخطوات الآتية:
- تنظيف الملابس وأغطية السرير التي يتمّ استخدامها بالماء الساخن جداً، ثمّ تجفيفهم بالمجفّف لمدّة 20 دقيقة على الأقل.
- تنظيف السجاد والفرش بالمكنسة الكهربائية، ثمّ التخلّص من نفايات الكيس بعيداً عن المنزل.
- نقع أدوات العناية بالشعر في الكحول أو الشامبو العلاجي؛ مثل: الأمشاط والفرشاة، والمشابك، ووصلات الشعر وغيرها، وذلك لمدّة ساعة واحدة، ويمكن أيضا غسلها بالماء الساخن.
متى يُعالَج القَمْل
الدَّافعُ الأساسيُّ للبدء بعلاج القمل هو اكتشاف قملاتٍ حيَّة على شعر الشَّخص المُصَاب، وقد يُعثَرُ على تجمُّعاتٍ لبيُوضه على الشّعر، إلا أنَّها قد تكونُ ميِّتة أو قد فقست (خرجت منها الأجنَّة مُنذ فترة ولم تعد تُشكِّل ضرراً)، وفي مثل هذه الحالة يجبُ انتظار عِدَّة أيَّام وإعادة التأكُّد من وُجود حشرات حيَّة لدى الشَّخص المُصَاب، ولهذا السَّبب، فأثناء علاجِ شخصٍ مُصاب يجبُ أن يتمَّ التدّرج به على عِدَّة مراحل، فحتى عند استخدام مُستحضراتٍ طبيَّة مُتخصِّصة في قتل القمل ، من الضروريُّ تكرارُ العلاج بأكمله مرَّة ثانية بعد مُرور 10 أيام للتأكُّد من القضاء على الجيل الثاني من القمل، الذي سيكونُ قد فقس من بيضه بعد انتهاء مفعول العلاج الأول.
أهم أعراض الإصابة بالقمل في الرأس
- الحكَّة في مناطق مُختلفة من الرَّأس: وهُنَاك العديدُ من الأعراض التي تظهرُ وتدلُّ على أن صاحبها مصابٌ بداء القمل، ومن أهم هذه الأعراض أن يشعر بحكَّة قويَّة مُستمرة. وتنتشرُ هذه الحكّة في جميع أنحاء الرَّأس، فلا تبقى في مكانٍ بعينه. ومن المُمكن أن يشعر المُصَاب بأنَّ هناك حكّة على الرّقبة أو مُقدّمة الرأس، وهذه من أهمّ الأعراض البارزة للإضابة بالقمل.
- ظُهور نتوءاتٍ في الرّأس: فمن المُحتمل أن تظهر في رأس المُصاب بعض النّتوءات الصَّغيرة أو النُّدوب الأخرى، وهي ناتجةٌ عن تآكل فروة الرأس بسبب نهش الحشرت فيها. ويأتي هذا العَرَض بعد فترةٍ من الإصابة، إذ إنَّ سببهُ هو الحكة المُستمرّة، وامتصاص كميَّاتٍ كبيرةٍ من دم فروة الرّأس بسبب كثرة الحشرات الطُّفيليَّة فيه.
- الشُّعور بحركة القمل: يُمكن أن يشعرَ المُصَاب بهذه الحشرات الصَّغيرة وهي تتحرَّك على فروة رأسه وتنهشُها بسبب كثرة أعدادها.