كيفية عزل الأسطح
العَزْل
يُشكِّل العَزل حاجزاً يَمنعُ تَدفُّق الحرارة، وهو يُعتبَر من الأمور المُهمّة؛ للمحافظة على درجة حرارة المنزل صيفاً، وشتاءً؛ فهو يجعل المنزل بارداً في الصيف، ودافئاً في الشتاء القارس، كما أنّ العَزل يُقلِّل استهلاك الطاقة، ويُقلِّل من انبعاث الغازات السامّة المُسبِّبة لظاهرة الانحباس الحراريّ.
ويتضمَّن مبدأ عَزل الأسطح ثلاثة عوامل، وهي: الإشعاع، والتوصيل، والحَمل الحراريّ؛ فالتوصيل عبارة عن مَعبر تنتقلُ من خلاله الحرارة عَبر الموادّ، أمّا الحَمل الحراريّ، فهو عبارة عن دوران الحرارة عبر السوائل، والغازات؛ ولذلك يصعدُ الهواء الدافئ نحو الأعلى، ويبقى الهواء البارد في الأسفل بحيث يملأ المنزل، أمّا الإشعاع، فيعمل على انتقال الحرارة في خطٍّ مستقيم ليساعدَ على تدفئة أيّ شيء صلب يمرُّ من خلاله، ويَكمُنُ مبدأ عملِ الموادّ العازلة المشهورة في تقليل انبعاث الحرارة ،؛ إذ إنّ العَزل، والأسطح العاكسة للحرارة تُقلِّل من اكتساب إشعاعات الحرارة؛ حيث يُستبدَل نظام التدفئة بالتبريد في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فالعكس صحيح.
كيفيّة عَزل الأسطح
يُعَدّ عَزل الأسطح من الأمور المُهمّة والضرورية للمباني؛ وذلك بسبب ازدياد ظاهرة حرائق الأسقف الناجمة عن الإضاءة المُخترِقة للسقف، أمّا كيفيّة عَزل المنازل، فهناك العديد من الخيارات والأنواع التي يتمّ تحديدها بناءً على مدى الحاجة لتثبيت العَزل والمناطق التي يُراد عَزلها في المنزل، وقد يستطيع أصحاب المنازل تثبيت بعض هذه الأنواع بأنفسهمن مثل: البطّانيات، والعوازل التي تُسكَب بسهولة (الرغوة السائلة)، كما أنّ هناك أنواعاً أٌخرى تحتاج إلى فَنّيين، ومهنيّين، ومُختَصّين بتركيب الموادّ العازلة، ويُعتبَر العَزل بشكل كامل أحد أكثر أنواع العَزل انتشاراً؛ إذ يتكوَّن من ألياف تتميَّز بمرونتها، ولفائف زجاجيّة، وألياف طبيعيّة، وبلاستيكيّة، حيث تُوجَد هذه الموادّ العازلة على صورة خراطيم.
وتتمّ عمليّة العَزل من خلال وَضْع البلاط فوق السقف، كما يمكن إضافة الفواصل الخشبيّة تحت البلاط، أمّا السقوف المصنوعة من المعدن، فهي تحتاج إلى حاجز تحتها مباشرة، حيث يُمثِّل هذا الحاجز طبقة تُشكِّل حاجزاً للحرارة الإشعاعيّة، ثمّ يُعاد تركيب السقف المعدنيّ فوق هذا الحاجز دون عواقب سلبيّة، أمّا بالنسبة للأرضيّات، فيمكن عَزلها من خلال وَضْع ألواح العَزل قَبل تشطيب الأرضيّات، وفيما يتعلَّق بالألواح الخرسانيّةن فإنّه يتمّ عَزلها مع نظام التبريد، والتسخين (الموجود في باطن الأرض، وحول الحافّة الرأسيّة لمحيطها، حيث لا تقلّ قيمة العَزل R عن 1.0).
بعض موادّ العَزل
تتكوَّن الموادّ العازلة من مجموعة من الموادّ التي تعزلُ بدورها الأسطح عن الحرارة، ومن هذه الموادّ العازلةك الألياف الزجاجيّة، والسليولوز، والصوف، وألواح الرغوة، وموادّ العَزل المعدنيّة المصنوعة من الصوف، وكذلك موادّ العَزل الطبيعيّة المصنوعة من صوف الخروف، ومن القشّ، والقُطن.
السليولوز
يُعتبَر السليولوز إحدى الموادّ العازلة للأسطح وأسقف المنازل، وهي مادّة مُصنَّعة من الورق المُدوَّر، كورق الصحف، حيث تحتوي هذه المادّة العازلة على نسبة كبيرة من الموادّ المُدوَّرة (المُعاد تدويرها)، فهي تُمثِّل ما نسبته 82-85 في المئة من هذه المادّة، ويكمن مبدأ صُنْعها في تصغير الورق إلى فُتات صغير، ومن ثمّ تحويله إلى ألياف تُوضَع في أماكن مُخصَّصة، وبالأخصّ في تجاويف البناء، والأسقف، بحيث تمنعُ تدفُّق الهواء من خلالها، كما تضيفُ الشركات المُصنِّعة لهذه المادّة بورات مُدمَجة مع كبريتات الأمونيوم؛ بهدف مُقاومة الحريق، وما يُميِّز هذه المادّة العازلة قِلّة تكلفتها مُقارنة بغيرها من الموادّ العازلة، أمّا فيما يتعلَّق باستخدامات السليولوز في البيوت المَبنية والبيوت القائمة، فإنّه يُوضَع في تجاويف الأسقف، والجدران.
الموادّ العازلة من البولي يوريثان
يُعتبَر البولي يوريثان من الموادّ العازلة المصنوعة من الرغوة، حيث تتكوّن مسامات هذه المادّة وخلاياها من غاز قليل التوصيل، وتُوجَد رغوة البولي يوريثان على شكل خلايا مُغلَقة، وخلايا أُخرى مفتوحة، إذ تُغلِقُ الخلايا ذات الكثافة العالية، وتؤدّي إلى تعبئتها بالغاز الذي يؤدّي بدوره إلى اتّساع الرغوة، وذلك بتعبئة المسامات والفراغات المحيطة به؛ فالخلايا المفتوحة غير المُمتلئة بالهواء، وقليلة الكثافة تعطي نسيج العَزل المَلمس الإسفنجيّ، إلّا أنّ ما يحدث لهذه الخلايا هو انخفاض جودتها مع مرور الزمن؛ وذلك لأنّ الغازات المُوصِلة بشكل منخفض تتطاير ليأتي مكانها الهواء، وتُسمّى هذه الظاهرة بظاهرة الشيخوخة، أو الانجراف الحراريّ.
رغوة اليوريا فورمالدهيد
تُعَدّ هذه الرغوة من أوائل المواد العازلة التي تمّ استخدامها في البيوت، وكان ذلك منذ عام 1970م، وذلك لأسباب صحّية، وأمور تتعلَّق بمُكوِّناتها ومُركَّباتها، حيث مُنِع استخدام هذه الموادّ في عَزل أسطح المنازل، وذلك في عام 1980م؛ بسبب الموادّ المُنبعِثة من الفورمالدهيد، وهي تُستعمَل في الوقت الحاليّ لجدران المصانع، والمُنشآت التجاريّة، والصناعيّة.
الفيرميكوليت والبيرلايت
تمّ اكتشاف الفيرميكوليت، والبيرلايت، كموادّ عازلة في البيوت التي تمّ إنشاؤها في سنة 1950م، إلّا أنّ هذه المواد لا تُستخدَم حاليّاً في مجالات واسعة؛ وذلك بسبب احتوائها في بعض الأحيان على مادّة الأسبستوس، أمّا مُكوِّنات الفيرميكوليت، والبيرلايت، فهي تتكوَّن من حبيبات ذات حجم صغير، ووزن خفيف، تكوَّنت نتيجة تسخين كريات من الصخر، وتُستخدَم هذه الحبيبات في العَزل، من خلال خَلْطها مع الإسمنت، أو صَبِّها في مكان العَزل؛ وذلك للتقليل من توصيل الحرارة .
مُميِّزات بعض موادّ العَزل وطُرُق تركيبها
في ما يأتي جدول يُبيِّن بعض الموادّ العازلة الأخرى، وكيفيّة تركيبها، ومُميِّزات كلٍّ منها:
المادّة | أماكن التركيب | طُرًق التثبيت | مُميِّزات المادّة |
---|---|---|---|
الألياف الزجاجيّة، والطبيعيّة، والصناعيّة (على شكل بطانيات) | الجدران غير مُكتمِلة البناء، والأساسات، والسقوف | تُثبَّت من خلال الأزرار، والروافد | يمكن تركيبها بشكل ذاتيّ، تكلفتها مُنخفظة مُقارنة بغيرها من الموادّ، تُناسب مسار الرفع الذي يخلو من أيّة عوائق |
اللوح الرغويّ، يُوضَع داخل الجدار إذا كان المنزل في مرحلة البناء، أمّا إذا كان المنزل جاهزاً، فيُوضَع خارج الجدار، تخلط الشرحات الحبيبات الرغويّة بخَلطة الخرسانة | الأساسات والجدران التي مالَت في مرحلة الإنشاء، المُنشأة الجديدة | يحتاج تثبيتها إلى مهارات خاصّة | تزيد من قوّة الجدار ، كما تحتوي الخرسانة المُعقَّمة على عشرة أضعاف القيمة العازلة الموجودة في الخرسانة الاعتياديّة |
ورق كرافت يتكوّن هذا الورق من: ورق مُقوّى، ورقائق من المعدن، وفقاعات الإيثيلين؛ حيث يُشكِّل ورق كرافت نظاماً عاكساً | الأرضيّات، والأسقف، والجدران، التي مازالت في مرحلة البناء | يُثبَّت من خلال الورق، والإطارات، والعوارض الخشبيّة، التي يتمّ لَصْقها بجانب بعضها البعض | تعتمد هذا الطريقة على التباعُد؛ حيث تَمنعُ اكتساب الحرارة وتدفُّقها، ممّا يجعلها أكثر فاعليّة، وما يُميِّز هذه الطريقة أيضاً هو إمكانيّة تركيبها بشكل ذاتيّ |
الرغوة الإسمنتيّة | الطوابق العُليا قيد الإنشاء، الجدران حيث يتمّ إحداث تجاويف داخلها؛ لتركيب العازل | تُستخدَم من خلال مُنتَجات رغويّة لرشّ المناطق المطلوبة | تُستخدَم في المناطق اغير المُنتظَمة، والتي تقع حول العوائق. |
أماكن تثبيت العَزل
يتمّ العَزل في مناطق مُخصَّصة في الأبنية، ومن أماكن العَزل ما يأتي:
- تثبيت العَزل تحت السقف؛ وذلك للتقليل من اندفاع الحرارة الإشعاعيّة.
- تثبيت العَزل داخل الأسقف؛ وذلك للتقليل من اكتساب الطاقة الحراريّة، أو خسارتها.
- تثبيت العَزل في الجدران الخارجيّة؛ وذلك للتقليل من الإشعاع الحراريّ المُكتَسَب، حيث يُثبَّت العَزل داخل تجويف الجدار من خلال مسامير.
- تثبيت العَزل في الأرضيّات، وبالأخصّ في أماكن مُفرغة مُخصَّصة تحت البلاط؛ وذلك للتقليل من انتقال الحرارة، ويُستخدَم هذا العَزل في المناطق ذات المناخ البارد جدّاً، كجبال الألب.