مقال عن مادة الرياضيات
مفهوم علم الرياضيات
علم الرياضيات هو علم يتعامل مع الأرقام بتفكير منطقي وحساب كمّي، وقد تطوّر هذا العلم من الاستخدام البدائي لعد وقياس ووصف أشكال الأشياء، ومع تطوّره أصبح على درجة عالية من الدقة والمثالية.
وقد استُخدم علم الرياضيات منذ القرن السابع عشر كعامل أساسي في العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا، وهو يهتم بجميع الجوانب الكمية لعلوم الحياة.
تاريخ علم الرياضيات
مرّ علم الرياضيات بعدّة مراحل، إلى أن وصل إلى وضعه الحالي، وفيما يأتي أهم المراحل في تاريخ علم الرياضيات:
- بدأ علم الرياضيات في بلاد بابل منذ عام 2000 قبل الميلاد
فقد عُرفت الأرقام الكبيرة، والكسور والمسائل العددية والمعادلات التربيعية وحُلّت العديد من المسائل الرياضية والهندسية قبل الميلاد.
- واصل اليونانيون تطوير علم الرياضيات قرابة العام 450 قبل الميلاد
بناءً على الأسس التي وضعها البابليون، ثم صاغ الإغريق مفاهيم أكثر دقة، واستنتجوا من خلال ذلك أنّ الأرقام المعروفة لا تصلح لجميع القياسات، لذلك ظهرت الصيغة الهندسية للأرقام غير المنطقية، واستند اليونانيون على علم الفلك في بعض الاكتشافات الرياضية مثل؛ علم المثلثات.
- استمر تطوير علم الرياضيات بعد عام 200 ميلادي من قِبل الدول الإسلامية
بناءً على القوانين والأسس التي وضعها الإغريق، وازدهر علم الرياضيات في سوريا والهند وإيران على وجه الخصوص، وبعدها انتقل إلى أوروبا.
- بدأ في أوروبا تقدّم كبير في علم الرياضيات في القرن السادس عشر
فقد نشأ الحل الجبري للمعادلات التربيعية والتكعيبية خلال تلك الفترة .
- واصل علم الرياضيات ازدهاره في القرن السابع عشر
فنشأ خلاله حساب التكامل والتفاضل، وأُوجدت علاقة بين الفيزياء والرياضيات والفلك، وظهرت بعد ذلك نظرية نيوتن في الجاذبية في القرن الثامن عشر.
- استمرّ علم الرياضيات بالتقدم السريع خلال القرن التاسع عشر في أوروبا
فظهرت الهندسة التحليلية أو الإحداثية، والهندسة التركيبية أو البديهية، كما تطورت الهندسة الجبرية، ورُبط علم الرياضيات أكثر بعلم الفيزياء وعلم الفلك.
فروع علم الرياضيات
طُوّر علم الرياضيات في العصر الحديث، وأصبح له العديد من الفروع المتنوعة، وكل فرع منها يختص بدراسة مجال رياضي معين، وقد ساهمت فروع الرياضيات في التطور التكنولوجي بدرجة كبيرة، لذلك يعد علم الرياضيات علمًا شاملًا يدخل في معظم العلوم الحديثة الأخرى، ومن أبرز فروع علم الرياضيات ما يأتي:
علم الجبر
يقوم علم الجبر على مبدأ المعادلات التي تحتوي على متغيرات معروفة ومتغيرات مجهولة، والمتغيّر المعروف يكون رقمًا، أمّا المتغير المجهول فيُرمز له بأحد الأحرف الأبجدية، وباستخدام الصيغ والتحليل يتم العثور على القيم المجهولة في المعادلات الجبرية.
علم الحساب
يعد علم الحساب الأقدم من بين فروع الرياضيات، وهو يختص بدراسة العمليات الأساسية على الأعداد، وهي؛ الضرب، والقسمة، والجمع، والطرح.
علم الهندسة
يعد علم الهندسة أكثر فروع الرياضيات عملية، وهو يدرس أشكال وأحجام الأشكال وخصائصها، والعناصر الأساسية لعلم الهندسة هي؛ الخطوط، والنقاط، والزوايا، والأسطح.
علم المثلثات
علم المثلثات هو العلم الذي يدرس العلاقة بين أضلاع وزوايا المثلثات.
علم التحليل
علم التحليل الرياضي هو العلم الذي يدرس معدل التغيّر اعتمادًا على العديد من الخواص من أبرزها؛ خواص التكامل والتفاضل .
من علماء الرياضيات عبر التاريخ
شارك العديد من العلماء في تطوير ووضع فرضيات علم الرياضيات، ومن أبرز هؤلاء العلماء ما يأتي:
فيثاغورس
فيثاغورس هو فيلسوف يوناني عاش في الفترة ما بين عام 580 إلى 500 قبل الميلاد، ويرجع له الفضل الكبير في تطوير علم الرياضيات وعلم الفلك، وقد قضى فيثاغورس معظم حياته في دراسة الرياضيات، واعتقد أنّه يمكن تفسير كل شيء في العالم بالأرقام.
ومن أبرز إنجازاته؛ أنه صنّف الأرقام إلى زوجية وفردية، ووضع العديد من النظريات للمثلثات.
إقليدس
إقليدس هو فيلسوف وعالم رياضيات يوناني، وُلد في عام 325 قبل الميلاد، لم يُعرف الكثير عن حياته الشخصية، ولكنّه يعد من أهم علماء العصور القديمة، ومن أهم إنجازاته كتاب العناصر، الذي يعد من أهم كتب الرياضيات على مدى العصور، الذي صاغ فيه عناصر الرياضيات المختلفة ونظمها.
ابن سينا
ابن سينا هو أبو علي الحسين بن الحسين بن سينا عالم وطبيب مسلم، وُلد في أوزبكستان عام 980م، وله العديد من الإنجازات الطبية والأدبية والعلمية، ومن أبرز إنجازاته في علم الرياضيات، أنّه قسّم الرياضيات إلى أربعة فروع، وهي؛ الهندسة، وعلم الفلك، والموسيقى، والحساب.
وقد اهتمّ ابن سينا على وجه الخصوص بعلم الهندسة، ومن أبرز المجالات التي طوّرها ابن سينا في علم الهندسة؛ المتوازيات، والمثلثات، والخطوط المستقيمة، ومتوازي الأضلاع، والجبر الهندسي.
الخوارزمي
الخوارزمي هو أبو عبد الله محمد بن موسى، وُلد في عام 780 ميلادي، ومن إنجازاته في علم الرياضيات وضع حلول تحليلية للمعادلات الجبرية التربيعية والخطية، كما برع في وضع حلول للمعادلات الهندسية، وأوضح أهمية استخدام الصفر.
كما طوّر الخوارزمي النظام العشري، والعمليات الحسابية، ويعد الخوارزمي أول من وضع الأرقام العربية الحالية.
أهمية الرياضيات في الحياة
للرياضيات أهمية كبيرة في حياتنا، فالمفاهيم الرياضية تدخل في معظم مجالات الحياة، ومن أبرز فوائد الرياضيات ما يأتي:
- تساعد الرياضيات على معرفة الوقت
من خلال قراءة عقارب الساعة التناظرية، كما تساعد المعرفة بالكسور على قراءة الوقت بدقة في الساعات التناظرية.
- تساعد الرياضيات على إدارة الشؤون المالية
فباستخدام الرياضيات سيتمكّن الأشخاص من وضع خطة موازنة مناسبة لميزانيتهم، يحدّدون فيها كيفية إنفاق وادخار أموالهم.
- تساعد الرياضيات في عملية الطهي
فمثلًا الإلمام بالمهارات الرياضية يمكّن الشخص من كيفية زيادة المقادير التي تكفي 3 أشخاص، ليجعلها تكفي 6 أشخاص.
- تساعد الرياضيات في اكتساب مهارة حل المشكلات
وذلك من خلال تحسين مهارة التفكير المنطقي والتحليلي، وبالتالي الوصول إلى تحديد المشكلة، والتخطيط لوضع الحلول المناسبة لها، وتطبيق هذه الحلول بطريقة صحيحة، ويمكن تطبيق هذه الاستراتيجية على معظم مشكلات الحياة.
- تُستخدم الرياضيات في كل المهن تقريبًا
فعلى سبيل المثال لا الحصر، تُستخدم المسائل والحسابات الرياضية في فرضيات الاختبار، وفي المهن العلمية، وحتى في ماكينات المدفوعات النقدية الموجودة في المحلات والمتاجر الكبرى، ومن مجالات استخدام الرياضيات الأخرى معالجة برامج التصنيع، التي تُستخدم فيها الخصائص الهندسية.
- تساعد الرياضيات الناس على فهم العالم من حولهم
فمن الصعب التواجد في العالم دون رياضيات، فذلك يشبه تمامًا المشي في معرض فني والعينين مغمضتين، فالرياضيات أساس معظم العمليات اليومية التي يمارسها البشر.
- تساعد الرياضيات على الاستفادة من التخفيضات
فإتقان المهارات الحسابية الذهنية السريعة يمكّن الفرد من حساب النسبة المئوية بسرعة، ومعرفة ثمن السلعة بعد إجراء الخصم عليها، كما يساعد الإلمام بالعمليات الحسابية الرياضية الفرد على معالجة أي موقف يتطلّب استخدام الحساب.
- تعد الرياضيات لغة عالمية
ولا تتغير قوانينها وعملياتها الحسابية من مكان إلى آخر في العالم، مهما اختلفت اللغات أو الثقافات، ممّا يجعل الرياضيات مهارة عالمية، وأداة قوية يمكن أن تستخدم في أي مكان حول العالم.
الرياضيات هو العلم القائم على المنطق بالشكل والترتيب والكمية، والعمليات الحسابية الرياضية موجودة في كل مكان حولنا، وهي تعد من أساسيات الحياة اليومية.
فالرياضيات تكاد تدخل في جميع مجالات الحياة، وفي جميع الأنشطة اليومية، مثل الهندسة المعمارية، والفنون، والمال، والرياضة، والطهي، ومعرفة الوقت، وغيرها الكثير من المجالات البسيطة والمعقدة، وكلما زاد التطور والتقدّم ازدادت حاجة البشر للرياضيات، فهي أساس معظم العلوم والتطور التكنولوجي.