كيفية تعلم السباحة للمبتدئين
رياضة السّباحة
رياضةُ السّباحةِ هي رياضةٌ تَعتمدُ على حركةِ الشّخصِ في الماءِ ومهارتهِ في ذلك؛ حيثُ تُقاس براعةُ مُمارِس هذه الرّياضةِ بسُرعتهِ في التحرُّكِ في الماء، وعددِ الوضعيّاتِ المُحترفةِ التي يُمكن أن يتَّخذها؛ إذ تتعدَّدُ الوضعيّاتُ والطُّرُقُ التي يُمكِن لمُمارِس هذه الرّياضةِ أن يسبحَ بها، وتتمُّ المُنافسةُ في هذه الرّياضةِ اعتماداً على هذين العاملَينِ، وتُعدّ هذه الرياضةُ شهيرةً جدّاً، فهي من ضمن الألعاب الأولمبيّة (بالإنجليزيّة: Olympic Games) العالميّة والتي تُقام سنويّاً، كما تُقام العديد من البطولاتِ والمُنافساتِ في مُعظمِ دول العالَم وبشكلٍ دوريٍّ.
تُعتبر هذه الرِّياضة من الرِّياضاتِ الخَطِرةِ والمُميتةِ إذا لم تتمّ مُمارستُها بالشّكل الصّحيح، ففي حالِ لم يكُن مُمارسُها مُتمكِّناً، فقد يؤدِّي ذلك إلى غرقهِ ووفاتهِ؛ لذلك على من يُريد مُمارستَها أن يتعلّمها ويُتقِنَها، من أجل الاستفادةِ من منافعِها المُتعدّدةِ والاستمتاعِ بها.
فوائِدُ رياضةِ السّباحةِ
تتعدّدُ فوائِدُ رياضةِ السّباحةِ، فعلى الرَّغم من صعوبتِها إلّا أنّها ذاتُ فوائِدَ صحيّةٍ كثيرةٍ، فلذلك يُنصَحُ بمُمارسةِ هذه الرّياضةِ باستمرارٍ، ومن فوائدِها:
- تقويةُ عضلاتِ الجسمِ، وخصوصاً عضلاتِ الذّراعَيْنِ، والأكتافِ، والظّهرِ، والسّاقيْنِ؛ وذلكَ بسببِ مُقاومةِ الماءِ لجسمِ الإنسانِ أثناءَ السِّباحةِ.
- تقويةُ عضلةِ القلبِ والدّورةِ الدّمويَّةِ .
- تحسينُ أداءِ الجهازِ التنفُّسيِّ .
- التخلُّصُ من الضَّغطِ والتوتُّرِ .
- حرقُ الدّهونِ ، ممّا يؤدّي إلى تخفيفِ الوزنِ.
كيفيّةُ تعلُّمُ السِّباحةِ
تعلُّمُ السِّباحةِ ليسَ بالأمرِ السّهلِ، ويحتاجُ إلى حذرٍ شديدٍ؛ وذلك تفادياً للغرقِ، أو حدوثِ إصاباتٍ داخلَ المسبحِ أو على أطرافِهِ، مثل: الانزلاق، كما أنَّها تحتاجُ إلى المُمارسةِ من أجل إتقانِها، فحُبُّ السّباحةِ والرّغبةُ بها هُما مِن أهمِّ أسباب تعلُّمِها، ولا يجدرُ بالشّخصِ أن يخافَ أو يتوتَّرَ أثناءَ تعلُّمِهِ لها؛ حيثُ إنَّ الخوفَ أو القلقَ منها يجعلُ تعلُّمَها أمراً في غايةِ الصُّعوبةِ، ويُمكن البدءُ في تعلُّمِ السّباحةِ في ثلاثِ طُرُقٍ مُختلفةٍ، وهي:
- الطريقةُ الأولى: أنْ يُلقي الشَّخصُ نفسَهُ في البحرِ أو في مسبحٍ مباشرةً، مع وجودِ أحدِ المُتمرِّسينَ إلى جانبهِ، يتولّى إرشادَهُ بشكلٍ مُباشرٍ ببعضِ الحركاتِ التي تُساعدهُ على الثّباتِ في الماءِ دون غرقٍ، وهي تُمثِّل فكرةَ وضعِ الشّخصِ تحتَ الأمرِ الواقعِ، ومساعدتِهِ قليلاً كي يكونَ دافعُ البقاءِ على قيدِ الحياةِ هو ما يدفعُهُ إلى تعلُّمِ السِّباحةِ، وتُعدُّ هذه الطّريقةُ أقصرَ الطُّرقِ وأسرعَها.
- الطريقةُ الثّانيةُ: هي أن يتعلّمَ الشَّخصُ السِّباحةَ عن طريقِ أخذِ دروسٍ عمليَّةٍ في مراكزَ أو مسابحَ مُعدَّةٍ خصّيصاً لمثلِ هذا الغرضِ، وتتضمَّنُ هذه الدُّروسُ العمليَّةُ بعضَ الإرشاداتِ والتَّعليماتِ التي يُقدِّمها المدرِّب؛ ليلتزمَ بها الشَّخصُ، ويتعلّمها، ويعملَ بها.
- الطريقةُ الثّالثةُ: تكمُنُ في تعلُّمِ السِّباحةِ بشكلٍ نظريٍّ، ثُمَّ تطبيقُ ما تمَّ تعلُّمُه على أرضِ الواقعِ بشكلٍ شخصيٍّ مُنفردٍ، ولكن يُفضَّلُ وجودُ أحدِ المُتمرِّسينَ على سبيلِ الاحتياطِ.
طريقةُ التعلُّمِ الشَّخصيَّةِ
قبلَ البدءِ بتعلُّمِ السِّباحةِ تلقائيّاً يجبُ إتقانُ طريقةِ التنفُّسِ تحتَ الماء؛ وذلك للقُدرةِ على تفادي بلعِ الماءِ، أو الاختناقِ في حالِ الغَرَقِ، كما أنّها طريقةٌ لإزالةِ الخوفِ والقَلَق؛ نظراً لمعرفةِ الشّخصِ بكيفيَّةِ التّصرَُفِ تحت الماء. إنّ التدرُّب على طريقةِ إتقانِ التنفُّسِ تحتَ الماءِ يتمُّ كما يلي:
- لبسُ ملابسِ السِّباحةِ، والنُّزولُ في الماءِ، ولكن معَ البقاءِ بمُحاذاةِ أطرافِ المسبَحِ، والتشبُّثِ بها.
- أخذُ شهيقٍ؛ وذلك لملءِ كاملِ الرِّئتَينِ بالهواءِ، ونفخِ الفمِ.
- إنزالُ الرّأسِ داخلَ الماءِ دونَ إفلاتِ طرفِ المسبحِ.
- الزَّفيرُ ببُطءٍ، وذلك عن طريقِ إخراجِ الهواءِ مِنَ الفمِ.
- إخراجُ الرّأسِ من الماءِ عند الشّعورِ بضيقٍ في التنفُّسِ.
- مُمارسةُ الخطواتِ مِراراً؛ لإطالة وقت الصّمودِ تحتَ الماءِ.
بعدَ إتقانِ كيفيَّةِ إجراءِ التنفُّسِ تحتَ الماء، يُمكنُ البدءُ بتعلُّمِ السِّباحةِ، وذلك باتّباعِ الخطواتِ الآتيةِ:
- ارتداء ملابسَ مُلائمةٍ للسِّباحةِ، بحيثُ تسمحُ بالحركة بسهولةٍ، دون أنْ تُعيقَها، والاستعدادِ نفسيّاً للتّعامُلِ مع الماءِ لأوَّلِ مرّةٍ.
- النّزول في عُمقٍ بسيطٍ، وعدمُ المُغامرةِ في مناطقَ عميقةٍ مُنذُ البدايةِ.
- اختيار منطقةٍ للسِّباحةِ، تكونُ وسط َأشخاصٍ مُتمرِّسينَ أو قريباً منهُم، ويُفضَّلُ أنْ يُرافقَ الشَّخصَ المُتدرِّبَ شخصٌ متمرِّسٌ.
- إرخاء الجسمِ بشكلٍ كاملٍ، ما عدا الرِّجلَيْنِ في البدايةِ.
- تَحميل وزنِ الجسمِ للماءِ؛ حيثُ إنَّ كثافةَ الماءِ ترفَعُ الجسمَ دونَ أيِّ مجهودٍ مِنَ الشَّخصِ.
- تَحريك اليديْنِ بشكلٍ عرضيٍّ مع الجسمِ، معَ إمالةِ الكتفِ مع اليدِ المُتحرِّكةِ.
- الحِرص على تحريكِ كاملِ الجسمِ وبشكلٍ مُستمرٍّ، وعدم الاتِّكالِ على حركةِ اليديْنِ فقط، إلّا بعدَ مرحلةِ الاحترافِ ، وبأوضاعٍ مُحدّدةٍ فقط.
- تَحريك القدمينِ بشكلٍ تبادليٍّ، وهذه الحركةُ تُشبهُ إلى حدٍّ كبيرٍ حركةَ القدمينِ أثناءَ قيادةِ الدرَّاجاتِ الهوائيَّةِ .
- أخذ النَّفسِ بشكلٍ طبيعيٍّ ومُنتظَمٍ، وعدم كتمِ النَّفسِ في حالةِ السِّباحةِ العاديَّةِ؛ حيثُ تُمثِّلُ هذهِ الحركةُ خطأً شائعاً ومُنتشراً جدّاً عندَ مبتدئي السِّباحةِ.
يجب العِلمُ أنَّ التّعامُلَ مع الماءِ بشكلٍ عام أسهلُ من التّعامُلِ مع الهواءِ؛ حيثُ إنَّ كثافةَ الماءِ تحمِل الجسمَ، وتمنعُهُ من النّزولِ إلى حدٍّ مُعيَّنٍ، وببساطةٍ فإنَّ الشَّخصَ إذا شعرَ بالغرقِ فكُلُّ ما عليهِ فعلُهُ هو مدُّ يديْهِ أمامَه، والتّفريجُ بينَهُما قليلاً أيْ يُبعِدَ بينَهُما قليلاً، وكأنّه يمدُّ يديْهِ فوقَ رأسهِ وهُوَ واقفٌ على قدميْهِ، فهذهِ الحركةُ البسيطةُ تزيد مساحةَ الجسمِ، وتجعلُ الماءَ يدفعهُ إلى أعلى، فلا يغرقُ أبداً.
نصائحُ وإرشاداتٌ عامّة عن السباحة
- اللّجوءُ إلى استخدامِ عَجَلِ السِّباحةِ، أو الطوّافاتِ، أو عدّةِ السّباحةِ في حالِ مواجهةِ صعوبةٍ في التعلُّمِ.
- أسهلُ أنواعِ السِّباحةِ هو العومُ على الظَّهرِ، وتحريكُ اليدينِ على شكلِ الجدّافاتِ، وتحريكِ القدمينِ حركةً بسيطةً، مثل: حركةِ زعانفِ السَّمكةِ.
- تجب معرفةُ أنَّ الماءَ كلّما زادتْ ملوحتُهُ كانتِ السّباحةُ فيهِ أسهلَ؛ وذلكَ بسببِ زيادةِ كثافةِ الماءِ.