تعريف القراءة السريعة
مفهوم القراءة السّريعة
القراءة السّريعة هي مهارةٌ يَكتسبها الإنسان بأساليبٍ وطرقٍ مختلفة، تُتيح له قراءة النّصوص القصيرة والطّويلة بسرعةٍ مع فَهم لهذه النّصوص، كما أنّ القراءة السّريعة لا تَعني بالضّرورة وقوف القارئ عند كلّ عبارة أو كلمة يَقرأها، بل لا يَتمّ التّركيز على كلّ حرف، أي أنّها تَهدف إلى قراءة نصوصٍ طويلةٍ في فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ، ممّا يُوفّر الوقت ويعزّز من ذكاء الإنسان.
تاريخ ظهور القراءة السّريعة
ظهرت القراءة السّريعة في بداية القرن العشرين، حين بدأت ثورة المعلومات تَأخذ حيِّزًا واسعًا في حياة النّاس، وساعد على ذلك كَثرة المطبوعات في ذلك الوقت، وبدأ التّعامل مع القراءة السّريعة أثناء الحرب العالميّة الأولى، إذ كان عددٌ من الطّيارين الذين لم يَستطيعوا تحديد موقع العدوّ وتمييز الطّائرات الأخرى من مسافاتٍ بعيدةٍ، ما أدّى إلى خطورة الموقف وزيادة الضّرر.
في ذلك الوقت، تمّ اختراع جهاز يُسمّى "تاكيستوسكوب" يُومض على مسافاتٍ قصيرةٍ، وهذه الومضات أو الإشارات تُعرَض على شاشةٍ كبيرةٍ، ثمّ أضافوا صورًا أكبر للتّمييز بين الطّائرات الصّديقة والمُعادية وكانت تُعرض ببطء، ومع مرور الوقت عملوا على تقليص هذه الفترات الزمنيّة البطيئة، واتّضح أنَّ الشّخص الّذي يَتدرّب على ذلك يَستطيع النّجاح في تمييز الطّائرات بسرعةٍ كبيرةٍ.
قاموا بتطبيق ذلك على القراءة؛ فإذا العين قادرة على القراءة بهذه السّرعة، فيُمكن تطوير القراءة بشكلٍ أسرع، تم تجربة ذلك على القراءة؛ حيثُ تمّ أخذ كلمة واحدة وعرضها بحجمٍ كبيرٍ على الشّاشة لخمسة ثوانٍ، وتمّ التّقليل من حجم الكلمة تدريجيًّا مع كلّ وَمْضة إلى أن تمّ عرض أربع كلماتٍ بالوقت نفسه لمدّة خمسمائة من الثّانية، وقُرِأت بالفعل من قبل المشاركين.
الاستيعاب والقراءة السريعة
شاع بأنّ فَهم النّص يَتطلّب القراءة ببطء حتّى يُستوعب ما يُقرأ من معلوماتٍ، قد يَبدو هذا الكلام منطقيًّا لكنّه ليس دقيقًا إطلاقًا، فإنّ العلم الحديث قد أثبث أنّه كلّما ازدادت سرعة القراءة تَحَسَّن مستوى الاستيعاب، وللتّحقّق من صحة ذلك، قم بقراءة جملة ما ببطء مع فصل كلّ كلمةٍ عن الأخرى، فستُواجه صعوبةً بالغةً مع قلّة الفَهم و التّركيز .
لقد وُجد أن القراءة السّريعة أفضل للفَهم من القراءة البطيئة، فالزّيادة في سرعة القراءة تُؤدّي إلى زيادة الاستيعاب، والسّبب في ذلك أنّ الذّاكرة تقوم على تنظيم الكلام والمعلومات إذا كانت في مجموعاتٍ مرتّبة ذات معنى، ممّا يزيد من مستوى التّذكّر، لذلك عليك بتقليل زمن التقاط الكلمة؛ فإذا كان الزّمن ثانيةً واحدةً، فيَجب تقليله إلى نصف ثانية، وهذا أمرٌ سهلٌ باعتبار أنّ العين قادرةٌ على التقاط المعلومات في جزء على خمسمائة من الثّانية.
خطوات القراءة السّريعة
للقراءة السّريعة أساليب مرتّبة على النّحو الآتي:
- التّهيؤ
ويَكون ذلك بتهيئة النّفس للقراءة، وذلك بتهيئة البيئة المناسبة للقراءة، والكتاب أو المقال أو الخبر الّذي تُريد قراءته.
- التّصفّح
أي تصفّح الكتاب بإلقاء نظرة شاملة وسريعة على الغلاف الخارجي، كذلك قراءة المحتويات والمقدّمة، وتقليب صفحات الكتاب مع النّظر إلى العناوين، ووفقًا لذلك يَتّخذ القارئ قرار قراءة الكتاب أم قراءة جزءٍ منه.
- القراءة
بعد إتمام التهيؤ والتّصفّح يَبدأ القارئ بعمليّة القراءة، وسيُلاحظ أنّه يَقرأ بسرعةٍ عاليةٍ، والقراءة تَكون إمّا قراءة بالعقل، أو من خلال التأشير أي وضع علامات أثناء القراءة.
- المراجعة
وهي آخر الخطوات بعد إتمام القراءة نَقوم بمراجعة العبارات والكلمات الّتي تمّ تحديدها ووضع علامات عندها لاستيعابها أو حفظها أو تطبيق التّمرينات.
مشكلات القراءة السّريعة
من أهمّ مشكلات القراءة السريعة التي تحدّ من الاستيعاب ما يأتي:
- القراءة بلا هدف واضح
فتحديد الهدف من أهم الأمور التي تُساعد على التّركيز.
- السرحان وعدم التّركيز
ما يُؤدّي إلى الملَل وفقدان الاستيعاب بسرعة.
- البحث عن السّطر التّالي
ويُمكن حلّ هذه المشكلة بتمرير اليد والعين.
- إعادة القراءة
فهي عند البعض تؤدّي إلى فقدان السّيطرة على المادة المقروءة.
فوائد القراءة السّريعة
للقراءة السريعة عدّة فوائد نذكر أهمّها على النّحو الآتي:
- الحفاظ على الصّحّة النّفسيّة للإنسان، من خلال التّخلص من القلق والأفكار السلبيّة.
- سرعة حلّ المشكلات والتّعامل مَعَها.
- تنشيط العقل واكتساب مهاراتٍ مختلفةٍ: كمهارة الرّبط وتخزين المعلومات.
- زيادة الثّقة بالنّفس ، ممّا يَفتح مجالات واسعة أمام الإنسان من خلال رفع نسبة إدراكه.