كيفية تحليل نص في اللسانيات العامة
كيفية تحليل نص في اللسانيات العامة
تنوعت مستويات التحليل اللغوي التي تُسقِط دراساتها على المادة اللغوية؛ فمنها المستوى الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي، ولعل الطريقة المتبعة في التحليل اللساني لا بد أن تقوم على طرق واضحة ومباشرة، فكيفية التحليل تعتمد على تناول المستويات الآتية:
كيفية تحليل المستوى الصوتي
يقوم الدارس في تحليل هذا المستوى بتصنيف الحروف الواردة في النص إلى حروف انفجارية، وأخرى مهموسة، واهتزازية، وشديدة، ورخوة ويكون ذلك عادة بإنشاء جدول خاص يبين عدد كل نوع من الحروف المذكورة.
ويتم التركيز على أكثر نوع تكرر في النص الأدبي وكان غالبا فيه؛ حتى يتم تحليل واستنباط الغاية المراد منها تكرار بعض الحروف، ثم يأتي بعد ذلك تحديد المخرج الصوتي للحرف؛ فقد يكون مخرج الحرف هو الحلق أو أقصى اللسان أو الأسنان، حتى يتم وصف الأصوات، مثال ذلك:
الحرف | الشدة والرخاوة | الهمس والجهر | المخرج | الترقيق والتفخيم |
ت | شديد | مهموس | فموي | مرقق |
ط | شديد | مهموس | فموي | مفخم |
ذ | رخو | مجهور | فموي | مرقق |
إذ يركز الدارس على تقديم وصف للأصوات الموجودة لديه، فيقوم بتحديد الصوامت، وهي الحروف التي لا يمر الهواء أثناء النطق به كالباء، والصوائت تلك الحروف التي تسمح بمرور الهواء أثناء النطق؛ أي أحرف العلة، ويعتمد هذا الفصل على تحديد النبر والتنغيم، ومن المهم جدًا أن يقدم وصفًا لطبيعة الحروف المتناولة، سواء إذا كانت احتكاكية أو مغلقة، أو إذا كانت ضمن الأصوات الأنفية.
المستوى الصرفي (المورفولوجي)
هو المستوى الذي يعنى بتناول البنية التي تمثلها الصيغ والمقاطع والعناصر الصوتية؛ وذلك لأن الوحدات الصوتية إذا جاءت دون نسق خاص بها لا تستطيع أن تقدم معنى معين، ولكن إذا تم تركيب هذه الوحدات الصوتية معا فإننا نقف أمام معنى متكامل في النص الإبداعي.
وعليه فإن تحليل المستوى الصرفي يقوم على دراسة الجانب الشكلي للصيغ والأوزان الصرفية ؛ فهو يعد مقدمة للمستوى النحوي؛ ويعود ذلك إلى أن الاهتمام في بنية الكلمة يعد تمهيدًا لتوظيفها في تركيب نحوي، فيتم تصنيف الكلمات على أنها: اسم، أو فعل، أو حرف، وهذا يعني أننا بحاجة إلى تشكيل تصنيف يعتمد على شكل الكلمة صرفيا.
ثم نقوم بتحديد نوع الكلمة في التذكير والتأنيث، أو التثنية والجمع، أو التعريف والتنكير، فحينما يقسم الدارس الكلمة إلى فعل يجب عليه تحديد نوع الفعل إن كان صحيحًا أم معتلًا، أم مهموزًا، أو إن كان لازمًا أم متعديًا، مجردًا أم مزيدًا ، فإن النظام الصرفي يقوم على تصنيف جميع الكلمات من ناحية الأفعال، والأسماء، والحروف حسب ما ورد داخل سياق لغوي محدد.
المستوى النحوي
الذي يسمى المستوى التركيبي، إذ تقوم دراسة هذا المستوى على تسليط الضوء حول تراكيب الجمل من خلال تناول العناصر المهمة في النص، كالمسند والمسند إليه ؛ لأنهما نواة الجملة، ويمكن الاستغناء عن ظرفي الزمان والمكان.
إن المستوى النحوي يقوم على إنشاء مجموعة من الجمل من خلال دراسة التراكيب لمعرفة وظيفة الكلمة داخل سياق لغوي محدد، من خلال أمور عدة داخل المستوى النحوي منها:
- تحديد العامل والمعمول
والمقصود هنا هو العلاقة بين العامل والمعمول؛ لأن العامل يترك أثرًا إعرابيًا على الثاني، فإذا قلنا: (زار محمد صديقه)، نرى بأن الفعل المتعدي (زار) رفع الفاعل، ونصب المفعول به؛ أي أن هناك علاقة تجمع بين العامل وهو الفعل، والمعمول وهو الفاعل والمفعول به.
- التعليل
لقد اهتم العلماء النحويون بتقديم العلة وتوضيحها، من خلال تفسير الحركة الإعرابية من ناحية الرفع والنصب والجزم، فقد اعتمد النحاة على دراسة التراكيب النحوية المتبوعة بالتعليل، فمثلًا في قولنا: (محمد لم يدرس)، فإن علامة الجزم في الفعل (يدرس) هو حرف الجزم (لم)، وهو من حوّل هذا الفعل من فعل مضارع مرفوع إلى فعل مضارع مجزوم.
المستوى الدلالي
يستخدم هذا المستوى من أجل تقديم الوصف المقصود به للمفردات، واستخدام الاستدلال اللفظي للكلمات الموجودة داخل النص الإبداعي، من خلال إيجاد معانٍ كثيرة للّفظة الواحدة، أو ألفاظ عديدة لمعنى معين، فيعد الاستدلال أداة مهمة يستخدمها الدارس، وتعينه على التحليل اللساني للمادة المطروحة.
يقوم الدارس بالبحث في دلالة الكلمات ويتتبع اللغة في ألفاظها من أجل معرفة المعاني المقصودة، وتسجيل الألفاظ الغريبة منها، ويقوم بتشكيل مادة معجمية تجمع بين الكلمات ومعانيها، بالنظر إلى غريب المفردات مع التنبه إلى الحركات، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تغيير المعنى.
اللسانيات من حيث المفهوم
تعد اللسانيات علما قائما بحد ذاته، يدرس اللغة البشرية بطريقة علمية تعتمد على التحليل والوصف بمعزل عن المعيارية، وتهدف هذه الدراسة اللسانية إلى وصف اللغات للكشف عن قوانينها وصفاتها من خلال التعرف على نظامها الداخلي، والأساسيات التي شكلت سمات هذه اللغة وعلومها، فهو علم يتناول النص بصورة دقيقة تركز على الظواهر اللسانية في المادة المأخوذة.