كيفية الذبح الإسلامي
لماذا توجد طريقة خاصة لذبح المواشي والدواجن في الاسلام؟
راعى الإسلام في أحكامه إباحة الطيبات، وتحريم الخبائب؛ حرصاً على مصلحة البشر، بما يعود عليهم بالنفع، ويدفع عنهم الضرر، ومن الأضرار التي حرص الإسلام إبعادها عن الناس، ما يترتب على أكل اللحوم من غير ذبح من مضرة، فالحيوانات التي لا تُذبح بطريقة صحيحة تظل الدماء الفاسدة فيها، ورطوبات الجسم وفضلاته، محتقنة ومحتبسة في لحمها، مما يؤثر سلباً على من يأكل لحمها.والحكمة من طريقة الذبح الإسلامية التي يعمل الذابح فيها على قطع الودجين؛ الشريانين الرئيسيين في الرقبة دون قطع الرأس كاملا، أن هذه الطريقة أهم الطرق في ضمان خروج الدم دفعة واحدة، وبكمية أكبر، ويضمن كذلك تحرك عضلات الحيوان وأطرافه، وأجزائه بما يساهم في إخراج الدم منها.
فالسبيل إلى الحصول على لحومٍ طيبةٍ خاليةٍ مما سبق، هو ذبحها بإخراج الدماء منها، فالحكمة من الذبح هي تطهير اللحم، وضمان خروج الآفات منه، ومراعاة صحة الإنسان، ودفع الضرر عنه، ومن الحكم الأخرى المتعلقة بالذبح، تمييز ما يأكله الآدمي من الناس، عما تأكله الحيوانات.
هل يستطيع أي شخص تطبيق الذبح على الطريقة الإسلامية؟
للذبح في الإسلام شروطٌ تجب مراعاتها عند كل عملية ذبح، وهي ليست محصورة في كيفية الذبح فقط، فهناك ويجب تحقَّق الشروط ليكون ذبحاً صحيحا ً على الطريقة الإسلامية الصحيحة.
- شروطٌ للذابح .
- شروطٌ للمذبوح.
- شروطٌ لأداة الذبح.
شروط الذابح
يشترط في الذابح العديد من الشروط، وهي:
- أن يكون بالغاً، عاقلاً، وبالتالي فلا تصح ذبيحة الصبي غير المميز عند الجمهور، ولا ذبيحة المجنون.
- أن يكون مسلماً، أو كتابياً، ولو محارباً، بخلاف ذبيحة المشرك، أو المجوسي، أو المرتد أو الوثني فإنها لا تحل؛ لقوله -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)، وغير المسلم والذمي، لا يذكر اسم الله، بل يذكر ما سواه على الذبيحة.
- ولا يشترط في الذابح أن يكون ذكراً، إذ تصح ذبيحة المرأة ولو كانت حائض؛ لأنها بالغة عاقلة، تتمتع بالأهلية الكاملة، لكن من المستحب أن يقوم الرجل بالذبح؛ كونه الأنسب له، والأقدر عليه.
شروط آلة الذبح
يشترط في آلة الذبح عددا من الشروط؛ لضمان أن يتم الذبح بدون إيذاء للحيوان المذبوح، ومن هذه الشروط:
- أن تكون الآلة حادة، بحيث يُذبح ويقطع بحدها، محدَّدة أي ذات حد، فتقطع بحدِّها لا بالضغط عليها، بحيث لا تؤلم الحيوان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-:(فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
- أن تكون من حديد أو نحاس وما إلى ذلك، بحيث لا يذبح بسن، أو ظفر، أو عظم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما نَهَرَ - أوْ أنْهَرَ - الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، غيرَ السِّنِّ والظُّفُرِ، فإنَّ السِّنَّ عَظْمٌ، والظُّفُرَ مُدَى الحَبَشَةِ).
شروط الذبيحة
من الأركان التي في عملية الذبح هي الذبيحة، فيشترط في الذبيحة ؛الحيوان الذي يتم ذبحه، شرطين:
- أن يكون الحيوان حياً وقت الذبح، بأن لا يكون ميتة.
- أن يحصل خروج روح الحيوان المذبوح خلال عملية الذبح وليس قبلها.
- أن لا يكون مصطاداً من الحرم؛ لحرمة صيده.
ما وجهة نظر الإسلام لحالات الذبح على غير الطريقة الإسلامية؟
في الحالة التي يتم التأكد فيها من أن الحيوان لم يذبح على الطريقة الإسلامية، بأن تم صعقه، أو تغطيسه، فمات بإثر ذلك فإنه لا يحل أكله؛ لأن الحكمة التي شرع لأجلها الذبح غير متحققة، فالدم بالصعق، والخنق يبقى محتبساً داخل لحم الحيوان، فبالتالي لا يحل أكله، ولو تمت التسمية عليه قبل أكله، أو عند غسله، فالعبرة بكيفية الذبح هنا، لا بالتسمية.