معلومات عن دولة جامايكا
دولة جامايكا
تُعدُّ دولة جامايكا دولةً جزرية ضمن اتحاد جزر الهند الغربية، وهي ثالث أكبر جزيرةٍ بعد كوبا وهيسبانيولا في البحر الكاريبي ؛ إذ تبلغ مساحتها ما يُقارب 11,244كم، بامتداد طولي مقداره 235كم، وعرض يتراوح ما بين 35-82كم، وتعد مدينة كينغستون عاصمتها الرسمية، وتقع جامايكا غرب دولة هايتي على بُعد يُقدّر ب160كم، وإلى الجنوب من دولة كوبا بحوالي 90كم، وعلى بُعد 630كم من الشمال الشرقي لنقطةٍ برية رئيسية واقعة على سواحل أمريكا الوسطى قبالة البحر الكاريبي تسمى غراسياس آ ديوس.
يرجع الفضل في اكتشاف جامايكا وجزر الهند الغربية إلى المكتشف والرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس ، وذلك في عام 1494م، وأَطلق عليها اسم سانتياغو، ولكن سكانها الأصليون احتفظوا باسم جامايكا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أصول الغالبية العظمى من شعب دولة جامايكا ينحدر من الأصول الإفريقية. بقيت جامايكا عضواً في دول الكومنولث حتى بعد استقلالها عن المملكة المتحدة عام 1962م.
تاريخ دولة جامايكا
يعتبر تاريخ بدء الجزيرة المُبكر غير معروفاً، إلا أنَّ هناك العديد من آثار شعوب الأراواك الذين اشتهروا بمجال الزراعة وصنعوا منسوجات وفخاريات عالية الجودة وكانوا يسكنون الجزيرة عندما جاء إليها كريستوفر كولومبوس عام 1494م أثناء رحلته الاستكشافية الثانية، وعُرفت أيضاً معظم الشعوب التي سكنت جامايكا فيما بعد حتى وصول الإسبان في أواخر القرن الثامن عشر من خلال بعض القطع الأثرية التي تركوها، ومن أكثر هذه الشعوب شهرةً شعوب الصلصال الأحمر؛ حيث أنَّهم كانوا أكثر الناس نفوذاً في الجزيرة آنذاك.
جاءت إلى جامايكا شعوب التاينو في ثمانينيات القرن العشرين؛ وهم مجموعة تنحدر من شعوب الأراواك، وجلبوا معهم أنظمة الحكم والزراعة، واستقرت هذه الشعوب في جماعات تتمتع بالحكم الذاتي واعتمدت في اقتصادها بشكلٍ كبير على الزراعة، بالإضافة إلى ذلك تضمنت ثقافة شعوب التاينو الحِرف اليدوية الكبيرة والمنسوجة من النباتات في الجزيرة، كما كان لهم تقاليداً عائلية دقيقة؛ فمارست هذه الشعوب الميراث الأموي؛ أي انتقال المُلك من الأم إلى الابنة على عكس معظم الثقافات الأوروبية التي يسود فيها النظام الأبوي، وبالرغم من عدم وجود لغة مكتوبة لدى شعوب التاينو إلاَّ أنَّه يوجد بعض الكلمات المحلية المُستمدة منها والتي كان لها تأثيرٌ على اللغات الإسبانية والإنجليزية؛ حيث أُخذَت منها كلمات مثل الشواء، والبطاطا، والإعصار، باللغة الإنجليزية واسم جامايكا أيضاً جميعها مستمدةٌ من ثقافة شعوب التاينو.
علم وشعار دولة جامايكا
يتكون علم جامايكا الحالي من ثلاثةِ ألوان على شكل مُتقاطع ذو لونٍ ذهبي يمتد قطرياً من زاوية لأخرى، ليُنشئ هذا الشكل المتقاطع أربعة مُثلثات؛ المثلثان الموجودان في الأعلى والأسفل مميزان بلونهما الأخضر الداكن، بينما تتلون المثلثات الموجودة على يمين ويسار العلم باللون الأسود، وتم اعتماد هذا العلم رسميا في السادس من شهر آب عام 1962م وذلك بعدما حصلت الدولة على استقلالها عن المملكة المتحدة ، ويرمز اللون الأسود إلى قوة الشعب وإبداعهم، بينما يرمز اللون الذهبي إلى الذهب والثروات الطبيعية في الدولة بالإضافة لشمسها الساطعة، ويرمز اللون الأخضر إلى الأمل والموارد الزراعية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ هناك قواعد مهمّة لرفع العلم الجامايكي، ومنها أنه لا يسمح أبداً أن يلمس العلم الأرض، كما أنه لا يُستخدم لأغراض الديكور أو على أي شيء مؤقت الاستخدام إلا في مناسبات الدولة، وفي حال تم استبدال العلم بعد الاستخدام لا بُدَّ من إحراقه بشكلٍ خاص، ولا يُستخدَم أيضاً لأي غرضٍ آخر غير الغرض الذي تم تحديده من أجله، بالإضافة إلى ذلك لا يرفع أي علم أجنبي علناً ولا يُوضع أي علم آخر على يمين العلم الجامايكي إلا في السفارات والقنصليات.
جغرافية دولة جامايكا
التضاريس
تتميز جامايكا بتضاريسها المتنوعة، ويحيطُ بها العديد من الخلجان، والجزر الصغيرة، والشواطئ ذات الرمال البيضاء التي تمتدُّ لأميال في بعض المناطق، وتُقسَم تضاريسها اعتماداً على منشأها البركاني إلى ثلاثة أقاليم وهي: إقليم الجبال الشرقية، وإقليم الوديان الوسطى والهضاب، وإقليم السهول الساحلية، وتشكل هضبة الحجر الجيري الجزء الأكبر من جغرافية جامايكا؛ حيث إنَّها تغطي ثلثي مساحة الدولة، ويبلغ متوسط ارتفاعها إلى حوالي 460 متراً، بينما تُمثل الجبال الزرقاء في شرق الدولة إقليم الجبال، وتُعدُّ قمة الجبل الأزرق أعلى نقطة في جامايكا بارتفاع يبلغ 2,256 متراً، إضافةً إلى ذلك فإن هناك العديد من السلاسل الجبلية المشهورة أيضاً مثل سلسلة جبال جون كرو، وجبال الميناء الجاف، وهضبة مانشستر، وتقع أكبر مناطق السهول على طول الساحل الجنوبي ومُعظمها سهول غرينية، وبالرغم من أنَّ في جامايكا ما يزيد على 100 نهر إلاَّ أنَّ مُعظمَها غير مكتشف وغير قابل للملاحة؛ حيث إنَّ الكثير منها يقع في باطن الأرض، ويعد النهر الأسود أعرض نهر في الدولة، بينما يعدُّ نهر ريو مينهو أطول نهر فيها.
المناخ
تقع جامايكا في المناطق المدارية على دائرة عرض 18° شمالاً وخط طول 77° غرباً أي على بعد 4.5° إلى الجنوب من مدار السرطان ، لذا فإن المناخ السائد على طول سواحلها مناخ مداريّ ويكون المناخ بارداً بشكل ملحوظ في الجبال؛ وتُحيط مياه البحر الكاريبي الدافئة بدولة جامايكا؛ إذ تصل درجات الحرارة على السواحل في النهار إلى 32° مئوية، بينما تختلف درجات الحرارة على الجبال تبعاً لارتفاعها، وقد تنخفض لتصل إلى ما دون 4° مئوية، وفي فصل الشتاء تصل إلى جامايكا الرياحُ الباردةُ المعروفة محلياً باسم الشمال والقادمة من منطقة البر الرئيسية لأمريكا الشمالية، كما تتساقط الأمطار بشكلٍ موسمي في شهري أيار وتشرين الأول، إضافةً إلى العواصف الرعدية في فصل الصيف والتي تجلب أمطارًا غزيرةً، ليبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 2,100 مليمتر، مع وجود الاختلافات في نسب الهطول بين الأقاليم.
تجدر الإشارة إلى أنَّ جامايكا تقع في منطقة أعاصير ؛ لذا فهي تشهد العديدَ من الأعاصير خلال موسم الصيف، وعليه تحافظ دائرة الأرصاد الجوية الوطنية في جامايكا على الاتصال المستمر بالمركز الوطني والإقليمي للأعاصير في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لضمان نشر التنبؤات والانذارات في الوقت المناسب إن دعت الحاجة.
الحياة البرية
تضمُّ أرض جامايكا العديد من الحيوانات البرية والطيور، ومن ضمنها أنواعٌ كثيرةٌ مهددةٌ بالانقراض، بالإضافة إلى العديد من أنواع الفراشات الفريدة، ويبين الآتي أهم الحيوانات التي تعيش فيها:
- سلحفاة البحر: تأتي السلحفاة البحرية إلى الشاطئ على ساحل الدولة الشمالي لتضع بيوضها في حفرة صغيرة في الرمال، وبعد 60 يوم تفقس هذه البيوض لتخرج السلاحفُ الصغيرة التي تحاول شق طريقها إلى البحر، ويجدر بالذكر أن هذه السلاحف مهددةٌ بالانقراض، لذا تم إيداعها في محمية للأسماك.
- البومة: يوجد هذا الطائر الأنيق والكبير بأعداد قليلة في جميع أنحاء البلاد، وللبومة في جامايكا نوعان؛ بومة الحظيرة المميزة بلونها الأبيض الوهاج والتي تعيش على الأعمدة والأشجار، والبومة الجاميكية ذات اللون البني الفاتح والمميزة بخصل شعرٍ طويلة على أذنيها، وتعيش بشكلٍ خاص شرق البلاد في الجبال، وتُعرف محلياً باسم (patoo) أو (potoo)؛ أي مستوطنة في جامايكا.
- التماسيح: يوجد في جامايكا عددٌ صغير من التماسيح الأمريكية، ويُمكن أن يصل طول التماسيح البالغة منها إلى 6 أمتار وتزن حوالي 907كغ إلاَّ أنَّ التماسيح المحلية والأكثر انتشاراً تكون عادةً بنصف هذا الحجم، وتنتشرُ بشكل رئيسي في الجنوب الشرقي من البلاد بالقرب من النهر الأسود، وفي عام 1971م أصبحت هذه التماسيح محميةً من قبل الدولة؛ وذلك لأنَّها كانت تتعرض للعديد من الأخطار والقتل.
- النمس: يُعدُّ هذا الحيوان صياداً قوياً أتت به الحكومة في عام 1873م من أجل القضاء على الفئران التي تعيث الفوضى في مزارع السكر، ولقد نجح في هذه المُهمة إلاَّ أنَّه استمر في القضاء على أعدادٍ من الطيور البرية وبعض الثعالب والسحالي، مما جعله يصبح آفة.
- خروف البحر: يُعدُّ خروف البحر حيواناً مهدداً بالانقراض، ويعيش في المياه المعتدلة الساحلية الضحلة على الساحل في الجنوب الغربيّ ويُمكن مشاهدته على الساحل الشمالي خاصة في أماكن دخول الأنهار إلى البحر، ويُذكر أنَّه يُعرف محلياً باسم الأبقار البحرية، ويزن الواحد من هذه الخراف حوالي 454كغ بينما يتراوح طوله ما بين مترٍ إلى أربع أمتار.
ديموغرافية دولة جامايكا
السكان
يبلغ عدد سكان جامايكا 2,955,268 نسمة بحسب إحصاءات نهاية عام 2019م وتشكّل بذلك ما نسبته 0.04% من سكان العالم، وتحتل جامايكا المرتبة 138 بين دول العالم من حيث عدد السكان ، وتجدر الإشارة إلى أنه يعيش ما نسبته 55.2% من سكانها في المناطق الحضرية، وتبلغ كثافتها السكانية 272 نسمة/ كم، بينما يبلغ متوسط أعمار سكانها الحالي 29.4 سنة.
اللغة والديانة
تعدُّ اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية في جامايكا، ويغلب عليها بشكل أساسي طابع اللغة الإنجليزية البريطانية؛ حيث إنها تتبع في قواعدها وتهجئتها الى المعيار البريطاني، كما يلاحظ تأثرها أيضاً باللهجتين الأمريكية والأيرلندية، وتعتبر اللغة الإنجليزية في جامايكا لغة التجارة، والتعليم، والإعلام، كما أنها ترتبط بالثراء والإنجاز. يكفل الدستور الجامايكي حرية العبادة لجميع مواطنيه، ويدين مُعظم سكان جامايكا بالديانة المسيحية، ويوجد من يتبعون الديانة الراستافارية؛ والتي تعد حركة دينية وثقافية مهمة في جامايكا منذ ثلاثينيات القرن العشرين؛ حيث يؤمن أصحاب هذه الحركة بألوهية الامبراطور هيلا سيلاسي الأول في إثيوبيا ، وعلى الرغم من أنَّها لا تُمثل إلاَّ نسبةً صغيرةً من إجمالي السكان، إلاَّ أنَّها معروفةٌ دولياً وذلك لارتباطها بموسيقى الريغي وبعض نجوم الموسيقى الأكثر نجاحاً في جامايكا، ويوجد أيضاً في جامايكا خليطٌ من الديانات الأخرى، كاليهودية وأعداد قليلة من المسلمين، والبوذيين، والهندوس.
نظام الحكم في دولة جامايكا
تُعدُّ جامايكا دولةً ذات نظام حُكم ملكي دستوري، فهي دولة ديمقراطية برلمانية ذات مجلس تشريعي ونظام حزبي على أساس الاقتراع العام للبالغين، وبما أنَّها عضوٌ في دول الكومنولث -وهو تحالف لمجموعة من الدول مُعظمها من المستعمرات البريطانية سابقًا- فالملكة إليزابيث الثانية تعدُّ رئيساً رسمياً للدولة، ويُمثّلها الحاكم المعين بناءً على توصية من مجلس الوزراء، ويشغل منصب الحاكم العام حالياً في جامايكا باتريك ألين والذي تولى منصبه في عام 2009م، ويُمنح بعض الصلاحيات مثل العفو عن المجرمين الذين يواجهون عقوبة الإعدام، كما يقوم بتعيين رئيس الوزراء والذي يشغل منصبه حالياً أندرو هولمز.
يتألف نظام الحكم في جامايكا من ثلاث سلطات وهي: السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، حيث يتحمل مجلس الوزراء المسؤولية التنفيذية، بينما يُمثِل مجلسا الشيوخ ومجلس النواب السلطة التشريعية في الدولة؛ ويضمُّ مجلس النواب 63 عضواً مُنتخَباً، ويقوم الحاكم العام باختيار النائب الأفضل من بين أعضاء المجلس والقادر منهم على قيادة أغلبية مجلس النواب؛ لتعيينيه رئيساً للوزراء، ويقع على عاتق مجلس النواب مُهمة تشريع القوانين، وتُمنح الحكومة سلطتها الشرعية بالتنفيذ من خلال الحصول موافقة الأغلبية، كما يتمتع المجلس بالسيطرة على الشؤون المالية للحكومة فلا يمكن فرض أموال أو ضرائب دون موافقته، أمَّا مجلس الشيوخ فيتكون من 21 عضواً يُعينون من قبل الحاكم العام، 13 منهم بناءاً على نصيحة رئيس الوزراء و8 منهم بناءاً على نصيحة حزب المعارضة، وتتمثل مهام المجلس بمُراجعة القرارات التي أقرَّها مجلس النواب، إضافةً إلى إصدار تشريعات أخرى لا تتعلق بالقوانين وإنَّما بالشؤون المالية للحكومة.
أمَّا الجهة القضائية في جامايكا فأعلى المحاكم فيها هي محكمة الاستئناف والمحكمة العُليا، وتتكون محكمة الاستئناف من رئيس المحكمة وأربعة من القضاة، بينما تتكون المحكمة العليا من 40 قاضياً مُنظمين في أقسام محددة، ويتم النظر في أي استئناف يتجاوز المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف في الدولة من قبل لجنة قضائية تتبع لمجلس الملكة الخاص في لندن، كما يوجد في جامايكا محكمة خاصة وهي محكمة البندقية الخاصة، والتي أنشأتها الدولة لمعالجة الجرائم المتعلقة بالأسلحة؛ وذلك لكون البلاد شهدت مشاكل طويلة الأمد من استخدام الأسلحة النارية في نشاط العصابات والعنف السياسي.
اقتصاد دولة جامايكا
يعتمد الاقتصاد في جامايكا اعتماداً كبيراً على الخدمات، والتي تُمثّل ما نسبته 70% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يمثل قطاع السياحة وما يتعلق به من خدماتٍ وصناعات جزءاً كبيراً من اقتصاد الدولة، ويساهم بإيراداتٍ تصل إلى ما نسبته 20% من الناتج المحلي، وتُسهِم الأرباح الناتجة عن تحويلات العملات بنسبة تصل إلى 14% من الناتج المحلي حيث تستمد الدولة العملات الأجنبية من قطاع السياحة، إلى جانب ذلك يُساهِم قطاع الزراعة أيضاً في اقتصادها، كما يوجد العديد من الصناعات مثل صناعة الألومنيوم الخام (البوكسيت)، والصناعات الخفيفة، والإسمنت، والمعادن والمنتجات الكيماوية، والورق، والاتصالات اللاسلكية.
شهد الاقتصاد الجامايكي نمواً كبيراً في السنوات الأولى من بعد الاستقلال، لكن الانخفاض في سعر البوكسيت والتقلبات في أسعار المُنتجات الزراعية أدت إلى ركود النمو الاقتصادي، إلى جانب ذلك عانى القطاع المالي من اضطرابات في أواخر عام 1994م حيث تعرضت العديد من البنوك وشركات التأمين لخسائر فادحة ومشاكل في السيولة، لذا لجأت الحكومة إلى إنشاء شركة لتعديل القطاع المالي؛ لمساعدة البنوك والشركات وتوفير الأموال مقابل الأسهم، كما قامت الدولة بتوقيع سلسلةٍ من الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي ؛ بسبب انخفاض قيمة العملة بسرعة وازدياد الديون الخارجية، إلى جانب ذلك بذلت الحكومة جهوداً لجذب المستثمرين من خلال مجموعة الإجراءات ومنها تطوير أسواق الأسهم وتشجيع المشاريع المشتركة والخصخصة، بالإضافة إلى بناء المناطق الحرة في بعض المدن مثل كينغستون ومونتيغو باي والتي تسمح بالاستيراد المُعفى من الرسوم والأرباح المُعفاة من الضرائب، وإعادة عائدات التصدير إلى الدولة مجاناً، فتشكلت بيئة جذبت في المُعظم الولايات المتحدة وتايوان والصين للاستثمار.
جاء اقتصاد جامايكا في المرتبة 39 بحسب مؤشر الحرية الاقتصادية في عام 2019م، ويبلغ متوسط النمو الاقتصادي أقل من 1% سنوياً خلال الثلاثة عقود الأخيرة، ومما يعيق عملية النمو تضخم القطاع العام ، الديون المرتفعة نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي، كما أنَّ أحوال الطقس والمناخ تعلب دوراً مهماً في التأثير على النمو الاقتصادي للدولة؛ حيث تسبب إعصار إيفان والذي حدث في أيلول 2004م في تراجع النمو الاقتصادي، كما ألحق إعصار دين في عام2007م أضراراً كبيرةً أيضاً في قطاع الزارعة وتعطيل أنشطة التعدين، إلى جانب ذلك انخفض النمو الاقتصادي من 1.6% في عام 2016م إلى 0.9% في عام 2017م بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
العملة
يُعدُّ الدولار الجامايكي العملةَ الرسمية للدولة، ويُرمَز له ب '$J'، حيث يُستخدَم الحرف J لتمييز الدولار الجامايكي عن العملات الأخرى التي يُمثلها الدولار، ويرمز له دوليًا ب 'JMD' أما تفاصيلُ الورقة النقدية فالجانب الأمامي من الدولار الجامايكي يحتوي على صورة لشخصية جامايكية بارزة، ويمتاز هذا الجانب باحتوائه على رموز وأرقام خاصة بارزة لمساعدة المكفوفين، بينما يحتوي الجانب الخلفي على صور لمعالم مشهورة في جامايكا، وتُطبع الأوراق النقدية من قِبل شركة في إنجلترا، بينما يتم سك العملات النقدية من قِبل شركة البريطانية ويُمثّل بنك جامايكا الهيئة المسؤولة عن توزيع هذه العملات.
كان السكان الأصليون قديماً في جامايكا يُؤمنون بعدم وجود حاجةٍ حقيقية للعملة النقدية، وذلك لأنهم قاموا بإجراء معاملاتهم بشكلٍ أساسي عن طريق المقايضة، لكن بعد خضوع جامايكا للاستعمار من قِبل إسبانيا في القرن السادس عشر أُدخلَت تدريجياً العملات الإسبانية في البيع والشراء، وأمَّا في القرن الثامن عشر كانت جامايكا مستعمرة بريطانية فاستخدم السكان العملة البريطانية أي الجنية الاسترليني أو نسخةً مُخفضة منه، حتى عام 1969م حيث أراد أعضاء مجلس النواب تغيير العُملة إلى نظام عشري، وتمت الموافقة على هذا القرار بالأغلبية.
قطاع الزراعة
يسود غطاء النباتات الاستوائية البلاد؛ حيث تغطي الغابات 31% من إجمالي مساحة أراضي الدولة، بينما تُشكّل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة ما نسبته 11% والأراضي الزراعية الدائمة 9% من إجمالي مساحة الدولة، ويُعدُّ قطاع الزراعة مُساهماً مهماً في اقتصاد الدولة، حيث إنَّه يقوم بتوفير وظائف لحوالي ربع العمالة في البلاد، كما تُنتِج جامايكا مجموعةً واسعةً من المُنتجات للاستهلاك المحلي والتصدير، ومن أهم هذه المنتجات: السكر، والموز وجوز الهند، والحمضيات، والكاكاو، والتوابل، وتجدر الإشارة إلى أنَّ قطاع الزراعة في جامايكا يتأثر بظروف الطقس المُضطربة بما في ذلك الأعاصير الموسمية والجفاف .
بالرغم من أنَّ جامايكا دولة جزرية إلاَّ أنَّها لا تشهد صناعةً مُزدهرةً لصيد الأسماك، حيث بقي الإنتاج الفعلي لصيد الأسماك راكداً طوال فترة الثمانينات والتسعينيات ونادراً ما يُحقق 50% من أهداف وخطط الحكومة، لذا تبلغ قيمة واردات الأسماك من الولايات المتحدة الأمريكية ما بين (15-20) مليون دولار سنوياً.
الثقافة في دولة جامايكا
تمتلك دولة جامايكا ثقافةً فريدةً؛ لكونها تعكس امتزاج العديد من الخلفيات الثقافية حيث إنَّها وقعت تحت الاستعمار على مدى سنين طويلة إلاَّ أنَّها استطاعت خلق هويةٍ وثقافةٍ اجتماعية جديدة، وفي ما يأتي ذكرٌ لأبرز أوجه الثقافة فيها:
- الموسيقى: تُعدُّ موسيقى الريغي من أكثر أنواع الموسيقى شهرةً في جامايكا، وتشكلت من قبل السكان الأمريكيين من أصولٍ إفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتأثر هذا النوع من الموسيقى بالجاز، والايقاع، والبلوز، وتُعزَف عادةً باستخدام غيتارين بالإضافة إلى الطبول، وهذه الموسيقى أصبحت شعبية بفضل الفنان بوب مارلي.
- الرقص: يوجد في جامايكا العديد من أساليب الرقص التقليدية والمتأثرة بمزيج من التقاليد الأوروبية والإفريقية وهناك أيضاً نوعٌ من الرقصات تُودَى خلال احتفالات يوم التحرير، والتي أُنشئت خصيصاً للاحتفاء بإلغاء العبودية ويُطلق عليها (بالإنجليزية: Bruckins).
- الأدب والفنون: احتفظ سكان جامايكا بتقليد الرواية الشفوية، وانتقل هذا التقليد للعديد من الأجيال بدءً من أحفاد الأفارقة، ويمتاز الأدب الجامايكي عن غيره باستخدامه للغة الباتواوية وهي اللغة المولدة الإنجليزية، ويُعدُّ كتاب Becka’s Buckra Baby من أقدم الكتب المنتشرة في جامايكا، إضافة إلى ذلك تمتاز جامايكا بازدهار الفنون فيها، ويُعدُّ المسرح من أكثر الفنون الشعبية شهرةً، ويعود تاريخه إلى أواخر القرن السابع عشر، حيث خلق حُبُّ السكان للمسرح طلباً كبيراً تجاوز مقاعد قاعات المسارح، فتمَّ تنفيذ العروض في الكنائس والأماكن العامة، كما تُعدُّ جامايكا وجهةً للعديد من الأفلام التي تُنتِجها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل الدولة أيضاً على زيادة إنتاج الأفلام المحلية، حيث يُقام فيها مهرجان سينمائي يهدف إلى جمع المُنتجين والفنانين معاً.
- المطبخ: يُعدُّ المطبخ في جامايكا جزءً مهماً من الثقافة الوطنية للدولة، ويتم تجهيز الطعام الجامايكي باستخدام مزيج من تقنيات الطبخ الإسبانية، والبريطانية، والإفريقية، والهندية، بالإضافة إلى ذلك يتم إعداد بعض الأطباق من بلدان أخرى بمكونات موجودة في الجزيرة كالفواكه، والخضروات، والتوابل، ومن أشهر المُكونات في المطبخ الجامايكي جوز الهند، والتمر الهندي، والجاك فروت ، والبازلاء، إلاَّ أنَّ جيرك الدجاج يُعدُّ الطبق الجامايكي المعروف على نطاقٍ واسع، ويتكون هذا الطبق من دجاج بتوابل جيرك يتم تحضيره بنقعه بماء مالح محلي أو فركه جافاً.
التعليم في دولة جامايكا
يعدُّ ما يقارب تسعة أعشار النساء وأربعة أخماس الرجال في جامايكا ممن يعرفون القراءة والكتابة، ويبدأ التعليم الإلزامي والمجاني في جامايكا بمرحلة التعليم الابتدائي بعمر 6 سنوات إلى عمر 12 سنة وباللغة الإنجليزية، وبعدها تأتي مرحلة التعليم الثانوي التي أُنشئت استجابةً لتلبية احتياجات اقتصاد الدولة الناشئ والذي يتطلب مهارات مُتقدمة من القراءة والكتابة والرياضيات، وسعت الدولة لتطوير المدارس الثانوية، وعملت على توفير الكتب في المكتبات، وزودت أجهزة الحاسوب باتصالٍ مع الإنترنت، ويأتي فيما بعد مرحلتا التعليم العالي والتعليم المهني، وتُشرِف على التعليم المهني الوكالة الوطنية للتدريب؛ فتقوم بتوفير مراكز حكومية للتدريب المهني، وأكاديميات خاصة والتي تمَّ ضبط برامج التدريب فيها لتلائم احتياجات الدولة، والتي تضمُّ التعليم بمجال الزراعة، ومهارات السيارات، وتصنيع الملابس، وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من البرامج، بينما يُتاح التعليم العالي من خلال عدة جامعات ومجموعةٍ متنوعةٍ من كليات المجتمع الحكومية والخاصة، ومن أهمها كلية الزراعة، والعلوم والتعليم شرق الدولة، وكلية إدنا مانلي للفنون البصرية والأدائية، بالإضافة إلى جامعة جزر الهند الغربية وجامعة التكنولوجيا في العاصمة.
السياحة في دولة جامايكا
تُعدُّ جامايكا وجهةً سياحيةً مرغوبة؛ وذلك لجمالها الطبيعي وموقعها الاستراتيجي وثقافتها الغنيّة، إضافة إلى تنوع المُنتجات فيها والبنى التحتية الممتازة، وتحتوي الجزيرة على العديد من المعالم السياحية، ومن بين أشهر المعالم في جامايكا:
- ديغون هاوس: يُعدُّ أحد المعالم الأكثر شعبيةً في جامايكا وهو قصر ذو طراز جورجي، ويضم مروجاً خضراء مليئةً بالأزهار الفريدة وأشجار النخيل إضافة إلى نافورة مائية، وتتوفر فيه العديد من المطاعم.
- البحيرة المضيئة: تقع هذه البحيرة في مدينة تريلاوني، وتُعدُّ البحيرة أعجوبةً طبيعية حقيقية؛ فهي بحيرة في النهار لكن في الليل تتلألأ بشكل جميلٍ ومذهل، وذلك لاحتوائها على الكائنات الحية الدقيقة التي تتوهج في الليل مما يُعطيها هذا التأثير، كما أنَّها واحدةٌ من بين ثلاثة من نوعها في العالم.
- بركة ماء النار: تبلغ مساحتها تقريباً مساحة حوض الاستحمام الكبير، ويُمكن أن تشتعل النار في هذه البحيرة بسبب النشاط الغير طبيعي الناتج عن تركيزٍ عالٍ من الكبريت في الماء، ويُذكر أنَّ سكان المنطقة يروون العديد من القصص حول تأثير هذه المياه في الشفاء وتجديد الشباب.
- متحف بوب مارلي: يقع هذا المتحف في العاصمة وهي موطن أحد أبرز مشاهير موسيقى الريغي في جامايكا وهو بوب مارلي، ويحتوي المتحف على بعض الممتلكات والمُذكرات الثمينة له، كما يضم استديو التسجيل السابق الخاص به، والذي تحول إلى قاعة للمعارض.
- حصن تشارلز: تم بناؤه في مدينة بورت رويال بين عامي 1650م- 1660م من قِبل الإنجليز، ويُعدُّ أول حصنٍ في الدولة واسُتخدِم للدفاع أثناء استيلاء الإسبان على الدولة، وماتزال مجموعة من المدافع على الجدار الداخلي للقلعة كما هي، إضافة إلى ذلك يحتوي الحصن على متحف صغير داخله.
- مدينة القراصنة الغارقة: تقع مدينة بورت رويال عند مصبّ ميناء العاصمة وكانت ذات صيتٍ معروف؛ كونها أغنى مدينة في العالم، لكن في العام 1692م وقع زلزال هائل دمر مُعظم المدينة مما أدى إلى إنزال أجزاءٍ من المدينة إلى البحر، واليوم تقع مُعظم بقايا هذه المدينة تحت الماء على عمق 13 متراً، وتم إرسال العديد من علماء الآثار والغواصين؛ لاستكشاف هذه المدينة الغارقة.
- الجبال الزرقاء: تُعدُّ الجبال الزرقاء أعلى سلسلة جبال في جامايكا، وتقع في الجانب الشرقي من الدولة، ويُمكن مشاهدتها من أي مكان في العاصمة.
- الكهف الأخضر: يُعرف هذا الكهف بهذا الاسم نسبةً إلى الطحالب الخضراء التي تغطي جدرانه، ويُمكن مشاهدة الصخور المهيبة والصواعد والتكوينات الرائعة أثناء التجول في الكهف، أمَّا في أوغل منطقةٍ في الكهف هناك بحيرة صافية تحت الأرض.
- شلالات مايفيلد: تقع على الجانب الغربي من البلاد في ويستمورلاند، وتتكون من شلالين و44 حوضاً معدنياً و21 حوض مياه ساخنة طبيعية، وتُحيط بها الزهور الغريبة وأنواعٌ من النباتات والطيور والفراشات أيضاً.
- قرية مارثا برا رافتر للتجديف: تُقدِم هذه القرية جولاتٍ للتجديف؛ حيث تسمح بالنزول إلى أسفل النهر والذي يبلغ طوله 4.8كم باستخدام طوفٍ من الخيزران المصنوع يدوياً، كما تضم القرية أراضٍ للتنزه ومتجرين للهدايا التذكارية ومسبحاً وحمامات حديثة.
الرياضة في دولة جامايكا
تشتهر جامايكا برياضة الكريكت؛ والتي تُلعب في جميع أنحاء جامايكا بما في ذلك الملاعب والحقول إضافةً إلى متنزه سابينا بارك في العاصمة، ويضم الفريق العالمي لدول جزر الهند الغربية عدداً من اللاعبين الجامايكيين، وتمّ بناء ستاد مُتعدد الأغراض يتسع ل 25,000 متفرج في مدينة تريلاوني من أجل كأس العالم للعبة الكريكت في عام 2007م، بالإضافة إلى ذلك يوجد في جامايكا استاد وطني لكرة القدم ومضمار لألعاب القوى في العاصمة.
أصبحت كرة القدم تفوق لعبة الكريكت اهتماماً بعد تأهل منتخب جامايكا لنهايات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا عام 1998م، كما تطورت الرياضات الأخرى بما في ذلك الجولف، والتنس، والغوص، وكرة السلة التي شهدت نمواً أسرع من غيرها؛ وذلك بسبب التغطية التلفزيونية للفرَق في الكليات والمدارس من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ذلك تحظى أيضاً لعبة الدومينو وسباق الخيل بشعبية كبيرة، ويُذكر أنَّ دولة جامايكا تفوقت في رياضتي الملاكمة وألعاب القوى؛ حيث حصلت على العديد من الميداليات الذهبية والفضية في أولمبياد ألعاب القوى ، إضافةً إلى ذلك تُعدُّ فرق جامايكا من بين أفضل الفِرق في كرة الشبكة الدولية.
وسائل النقل في دولة جامايكا
لدى جامايكا نظامٌ واسع من الطرق، فهي محاطةٌ بالطرق الرئيسية التي تمرُّ عبر الوديان وتجتاز الجبال ضمن ثلاثة طرق رئيسة بين الشمال والجنوب، وفي عام 2000م كان هناك 19,000كم من الطرق منها 13,433كم طرق معبّدة، كما يوجد العديد من سيارات الركاب المرخصة والسيارات التجارية، إضافةً إلى الحافلات الكبيرة التي توفرها الحكومة، كما تُستخدَم القطارات أيضاً فيوجد في الدولة سككٌ حديدية بطولٍ إجمالي يبلغ 272كم، منها حوالي 65كم ملكٌ للقطاع الخاص ويُستخَدم لنقل البوكسيت.
تُعدُّ الخدمة الجوية أهم وسيلةٍ لنقل الركاب بين جامايكا والمناطق الخارجية، وفي عام 2002م كانت الدولة تضمُّ 36 مطاراً منها 11 مطار ممهد المدرج، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يوجد في جامايكا أكثر من 30 شركة شحن تقوم بنقل الركاب والبضائع بحرياً، ويُعدُّ ميناء كينغستون الميناءَ الرئيسي في الدولة وتمتاز مرافق هذا الميناء بأنَّها من بين أحدث المرافق في منطقة البحر الكاريبي، ويتم عن طريقه شحن جميع ورادات الدولة الخارجية بالإضافة إلى نسبة من الصادرات، ويتم شحن صادرات الدولة عبر 18 منفذٍ بحري آخر، والتي تمتاز بأنَّ كلاً منها يختص في شحن سلعة معينة؛ فمثلاً خليج مونتيغو وبورت انطونيو يستخدمان لتصدير الموز والسكر، بينما يختص ميناء اسكوفيل وأوتشو ريوس بتصدير البوكسيت.