كيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية من الضياع
كيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية
تعاني الأمة الإسلامية في هذا العصر من مرض ضياع الهوية، وهو داء عضال لابد له من علاج ناجع، والوصفة الطبية لعلاج هذا المرض العضال تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع، وهنا نوضح بعض العلاجات النافعة بإذن الله، والتي تعد من وسائل المحافظة على الهوية الإسلامية على المستوى الفردي والمجتمعي:
دور الفرد في الحفاظ على الهوية الإسلامية
علاج مرض ضياع الهوية يبدأ من أصغر عضو، وهو الفرد، ومن بعض العلاجات الناجعة على المستوى الفردي:
- العمل الصالح؛ إذ إن خلق الإنسان ومحور الابتلاء يدور حول أعمال الإنسان، والعمل يبدأ من الخاطرة والفكرة والإرادة ثم ينتقل إلى طور التعبير ثم الممارسة العملية، ويشمل ذلك جميع جوانب الحياة؛ الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والقضائية وغيرها، كما ينبغي على المسلم حتى يصلح عمله أن يصلح سره وجهره، يقول الله تعالى: (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)، وبصلاح أعماله ونواياه يترقى المجتمع ويتطور باستمرار.
- استشعار عظمة وظيفة الإنسان وكونه خليفة الله -تعالى- على الأرض.
دور المجتمع في الحفاظ على الهوية الإسلامية
فيما يلي بعض العلاجات الناجعة التي تساهم في التخلص من داء ضياع الهوية الإسلامية على المستوى المجتمعي:
- الصدق أساس الإسلام، ويجدر بجميع المسلمين تحريا الصدق الذي هو حجر الأساس في الحياة الاجتماعية لنداوي به مجتمعنا، كما يجب الابتعاد عن الكذب والرياء والمداهنة والتصنع والنفاق.
- المحبة والتراحم والتكافل، فللوصول إلى السعادة المجتمعية يجب ترك العداوة والخصومة، واستبدالهما بالمحبة والتقبل للآخر.
دور الإعلام في الحفاظ على الهوية الإسلامية
للإعلام أهمية كبيرة في الارتقاء بالحياة الاجتماعية، وفي توجيه الرأي العام، نبينه على النحو الآتي:
- تنوير العقول وتهذيب النفوس؛ إذ يجب على الإعلامي المسلم الدعوة لتحرير الناس من عبودية العباد وتحريرهم من سيطرة الأهواء والشهوات.
- العمل على توحيد فكر الأمة، وخلق التآلف والتعارف بينها والتركيز على معاني التراحم والأخوة، وعدم التشهير وتتبع السقطات بين إعلام دول العالم الإسلامي.
- الدفاع عن مقدسات الأمة، وربط قضايا العصر بالعقيدة.
- مواجهة الحملات المعادية التي تهدف لتشويه صورة الإسلام.
- نشر صورة الإسلام السمحة في الدول الغير مسلمة.
دور المؤسسة التعليمية في الحفاظ على الهوية الإسلامية
هنالك العديد من المؤسسات التعليمية والتربوية التي يمر بها الفرد، بدءاً من الأسرة وانتقالًا إلى المدرسة والجامعة والمساجد والمكتبات العامة والنوادي والمراكز الثقافية، وانتهاءً بوسائل الإعلام، وتعد المدارس والجامعات أهم المؤسسات التعليمية والتربوية؛ إذ إنها أكبر نمط منتشر للمؤسسات التعليمية في الوطن العربي، وفي المدارس والجامعات يتجمع الأقران من مختلف البيئات والطبقات، ويختلفون في الأفكار والطباع والأخلاق، لذلك فدور المدارس خصوصاً والمؤسسات التربوية عموماً على درجة عظيمة من الأهمية.
وفيما يلي دور المدارس والمؤسسات التربوية في المحافظة على الهوية الإسلامية:
- تنشئة جيل واع مؤمن بالله وبرسالة الإسلام.
- تعليم التلاميذ أداء العبادات والشعائر بالوجه الصحيح.
- تعليم التلاميذ العلوم الأساسية؛ كالقراءة والكتابة، والمعارف الإنسانية من اكتشافات واختراعات بشكل يناسب قدراتهم العقلية.
- تقويم السلوكات الخاطئة التي تتنافى مع العادة والعرف.
- تنمية حب الوطن والفداء والتضحية لحماية المقدسات لدى التلاميذ.
- ملء أوقات الشباب، وتوجيه طاقتهم نحو الأنشطة الإيجابية المفيدة بدلاً من التفكير السلبي المتولد من الفراغ.
- تنمية الفضائل والأخلاق الحميدة، ورفد المجتمع بجيل واع بما يدور حوله.
مقومات الهوية الإسلامية التي ينبغي المحافظة عليها
الهوية الإسلامية هوية قوية راسخة، تجمع تحت مظلتها جميع مقومات الهوية الذاتية والتي يجدر بالمسلم الحفاظ عليها، نبين المقومات الهوية الإسلامية على النحو الآتي:
- العقيدة: وهي أهم ركن على الإطلاق، وهوية المسلم تعني انتماؤه للعقيدة، ويدل على هذا الانتماء والولاء أفعال ظاهرة، وتعد عقيدة التوحيد أبرز سمات هوية المسلم التي يفتخر بانتمائه إليها، ويؤمن بأركان الإيمان فيها؛ من الإيمان بالملائكة، والكتب، والأنبياء، والرسل والقدر، ومن أمثلة هذا الانتماء جواب ذلك الصحابي الذي سئل: "ما جاء بكم؟ فقال: الله جاء بنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الأديان، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
- التاريخ: يقول المؤرخ برنارد لويس:"كل باحث في التاريخ الإسلامي يعرف قصة الإسلام الرائعة في محاربته لعبادة الأوثان منذ بدء دعوة النبي، وكيف انتصر النبي وصحبه، وأقاموا عبادة الإله الواحد التي حلت محل الديانات الوثنية لعرب الجاهلية"، وقد قال وزير المستعمرات الإنكليزي "أورمسبي جو" إنهم عملوا على تشجيع نمو القوميات المحلية، ذلك لأنها أقل خطراً من التضامن الإسلامي، وبعبارة أخرى فإن التاريخ يشهد على أن التضامن الإسلامي والتمسك بهويته هو أكبر عقبة في طريق أعداء الإسلام.
- اللغة: تكمن أهمية اللغة العربية في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، فلا يقوم الإسلام إلا بها، إذ قراءة القرآن ركن من أركان الصلاة، وهو لا يقرأ بغير اللغة العربية.
بين المقال أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية، ودور كل من الفرد والمجتمع والمؤسسات التربوية في تحقيق ذلك الهدف، كما وبين المقال مقومات الهوية الإسلامية، والتي ترتكز على: العقيدة، والتاريخ، واللغة.