كيف يعرف الحمام الزاجل طريقه
كيفية معرفة الحمام الزاجل طريقه
الحمام الزاجل ينحدر من الحمام الصخري، حيث يتمتع بقدرة فطرية تميزه عن باقي الطيور وهي إيجاد طريقه إلى المنزل من مسافات طويلة، وكان يستخدمه الإنسان لحمل الرسائل عبر مسافات طويلة عن طريق تربيته على حمل الرسائل.
كما ويمكن للحمام الزاجل العثور على طريق العودة إلى المنزل في فترة زمنية قصيرة حيث يجد الحمام الزاجل طريق المنزل من مسافة تصل إلى 1100 ميل، ويمكنه السفر بمعدل 50 ميلاً في الساعة وقد تصل سرعته أيضا إلى 90 ميلاً في الساعة.
على الرغم من قيام الإنسان بالعديد من الدراسات، فلا أحد يفهم تمامًا كيف يتنقل الحمام من المنزل إلى مسافات طويلة ويعود إلى منزله، فهناك العديد من النظريات التي يعتقد الخبراء أنها تشرح على الأقل جزءًا من كيفية معرفة الحمام الزاجل طريقه إليكم بعض هذه الطرق .
امتلاك الحمام الزاجل مهارات كالبوصلة
حسب رأي العلماء فالحمام الزاجل لديه بوصلة تساعده في تحديد منزله، كما تساعده هذه المهارة على الطيران في الاتجاه الصحيح، ويمتلك آلية كالخريطة تسمح له بمقارنة أماكن تواجده بمكان منزله.
الاعتماد على مغناطيسية الكرة الأرضية
يعتقد الباحثين أن الحمام الزاجل يستخدم الاستقبال المغناطيسي ، حيث يتضمن الاعتماد على المجالات المغناطيسية للكرة الأرضية للتوجيه، كما واكتشف الباحثون أن مناقير الحمام الزاجل يحتوي على تركيزات من جزيئات الحديد والتي بدورها تسمح للحمام الزاجل باكتشاف المجالات المغناطيسية بسهولة.
الاعتماد على اتجاه أشعة الشمس
يستطيع الحمام الزاجل استخدام اتجاه أشعة الشمس وزاويتها لتحديد الاتجاه المناسب للطيران.
الاعتماد على موجات تحت صوتية
يستمع الحمام الزاجل إلى الأصوات حيث يستطيع التعرف على أصوات التي تكون في منزله، وذلك عن طريق الأمواج تحت الصوتية منخفضة التردد وهذا ما تشير له الأبحاث، كما وتعد الأصوات ذات التردد المنخفض غير مسموعة للآذان البشرية لكنها تصدر عن كل شيء تقريبًا بما في ذلك المحيطات وقشرة الأرض.
القدرة على تمييز الأماكن
لاحظ الباحثون أيضًا أنه بمجرد اقتراب الحمام الزاجل من المنزل، قد يتم توجيهه جزئيًا بواسطة معالم مألوفة، تمامًا مثل استخدام البشر عند التنقل.
الاعتماد على الرائحة
قامت الباحثة آنا جالياردو من جامعة بيزا، للمرة الأولى بإجراء اختبار الاستشعار المغناطيسي والرائحة جنبًا إلى جنب، فقد قامت بقطع العصب الشمي للطيور وتم إطلاقها وضاع أغلبها وقد أثبت الاختبار في النهاية أن لحاسة الشم دور أساسي لعثور الحمام الزاجل.
إمكانية ضياع الحمام الزاجل
دائمًا كان الحمام الزاجل ملاحًا فعالاً بشكل لا يصدق، ومع ذلك في حالات نادرة من الممكن أن تسوء الأمور ويضيع الحمام طريق العودة إلى المنزل، وتم حل لغز أسباب ضياع الحمام الزاجل من قبل جون هاجستروم من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الذي قرأ في جريدته المحلية عن فقدان الحمام في عام 1998.
والذي أخذه بالذاكرة لمحاضرة بيل كيتون التي سمعها عندما كان طالبًا جامعيًا في جامعة كورنيل، ووفقًا لكيتون فقد استبعد إمكانية حدوث اضطراب في المجال المغناطيسي المحلي يؤثر على مسار الحمام، فيما بعد توصل هاجستروم إلى حل ممكن لهذا اللغز فقد قرأ أن الحمام يمكنه سماع صوت منخفض التردد.
حيث أن الموجات دون الصوتية التي يمكن أن تتولد عن اهتزازات دقيقة في سطح الكوكب بسبب الأمواج العميقة في المحيط تسافر لآلاف الكيلومترات، وتساءل إذا كان الحمام الزاجل يستمع إلى صوت التردد المنخفض المميز لمنطقة الدور العلوي الخاصة بمنزله، وفي هذه الحالة تبين أن الطيور التي لم تستطع سماع إشارة الموجات دون الصوتية.
وبعد إجراء اختبارات هاجستروم من خلال بناء ظروف جوية تشبه الظروف أيام إطلاق الحمام، فقد فسر سبب ضياع الطيور هو التضاريس والرياح التي لعبت دور في تحويل الموجات دون الصوتية الذي أدى إلى إرسال الطيور إلى الاتجاه الخاطئ، كما ويوضح هاجستروم أن الطيور يجب أن تستخدم منارة التوجيه فوق الصوتية في المنزل للحصول على تأثيرها قبل تحديد اتجاه رحلة العودة.
استخدام البشر للحمام الزاجل
يُعتقد أن أول هدف من تربية الحمام الزاجل كان في القرن الخامس قبل الميلاد في بلاد آشور وبلاد فارس، وفي عام 2000 قبل الميلاد كان يستخدم الحمام الزاجل لحمل الرسائل إلى الجماعات المتحاربة في بلاد ما بين النهرين، وأيضا في الألعاب الأولمبية الأولى التي أقيمت عام 776 قبل الميلاد.
وكان كل رياضي يملك حمامة من قريته فإذا فاز فسيكون طائره هو الذي يحمل خبر فوزه إلى المنزل، وتم استخدام الحمام على نطاق واسع لنقل الرسائل في الحرب العالمية الأولى، حيث كان يتم حمل الحمام في خزانات ويتم إطلاقه من خلال فتحات صغيرة في الجانب برسالة تؤكد الموقع الدقيق للقارب الغارق مما يؤدي إلى إنقاذ الطاقم.
واستخدم الحمام أيضًا لنقل معلومات عاجلة عن تحركات العدو، وفي الحرب العالمية الثانية تم استخدام الحمام في الخدمة الفعلية في أوروبا والهند وبورما وقد تم إنشاء أول بريد جوي يستخدم الحمام الزاجل في عام 1896 في نيوزيلندا وكان يُعرف باسم خدمة Pigeon-Gram، وقد بلغ متوسط سرعة الحمامة 77.6 ميل في الساعة.
وكانت كل حمامة تحمل 5 رسائل وتم بيع طوابع خاصة من نوع Pigeon-Gram لكل رسالة محمولة، وأقيم نصب تذكاري في عام 2004 لإحياء ذكرى جميع الحيوانات والطيور التي قُتلت خلال زمن الحرب في هايد بارك، حيث تم إعطاء الحمام مكان الصدارة في النصب التذكاري فقد كان الحمام الزاجل أفضل حيوان للإنسان في وقت الأزمات.
الحمام الزاجل الملاح بالفطرة يتميز بعدة أمور جعلت منه حل للأزمات، كما ونرى أنه استخدم لإرسال الرسائل على مر العصور، نعم في بعض الأحيان يضيع الحمام طريق العودة لأسباب تؤثر على الموجات الصوتية ولكن أغلبها كان يعود لمنزله فضلًا للميزات التي تجعله يحدد طريق العودة .