كيف يتم تشخيص الاستسقاء الدماغي
تشخيص الاستسقاء الدماغي
من أنواع الاستسقاء الدماغي، أو استسقاء الدماغ، أو استسقاء الرأس، أو مَواهُ الرَأس (بالإنجليزية: Hydrocephalus) ما يكن خلقيًا، ويتم تشخيص الاستسقاء الدماغي الخَلقي في العادة أثناء إجراء الفحوصات الروتينيّة للأم قبل الولادة، أي تُشخّص الإصابة عندما يكون جنينًا، ولكن في الغالب يتم اكتشاف مشكلة الاستسقاء الدماغي خلال مرحلة الرضاعة أو مرحلة الطفولة المبكّرة ، وعادة ما يشك الطبيب بوجود المشكلة في حال نموّ حجم رأس الرضيع بسرعة كبيرة، أو كبر حجم الرأس بطريقة لا تتناسب مع وزن وطول 9- الرضيع.
بشكل عامّ في حال الاشتباه بمشكلة الاستسقاء الدماغي من قبل الطبيب أو ذوي الشخص فإنّ كيفية التشخيص تقوم بشكل رئيس خضوع الشخص المعنيّ لبعض الاختبارات التي سنقف عليها في هذا المقا؛ فالتشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى لعلاج المصاب علاجًا صحيحًا، وفي الحقيقة يعتمد الطبيب المختصّ في تشخيص الاستسقاء الدماغي على الأعراض التي يشعر بها المريض والعلامات الظاهرة عليه، والصحّة الجسديّة العامّة، والفحص العصبي، واختبارات الدماغ التصويريّة، وغيرها من الفحوصات التي تعتمد على عمر المريض، والأعراض التي يشعر بها، والتشوّهات المعروفة أو المُشتبه بها لدى المريض في منطقة الدماغ أو النخاع الشوكي. وفيما يأتي بيان هذه الفحوصات بشيء من التفصيل:
الفحص العصبي
يطرح أخصّائي الأعصاب مجموعة من الأسئلة على الشخص المعنيّ أو ذويه، ويُجري بعض الاختبارات البسيطة في العيادة، وذلك بهدف تقييم حالة العضلات، وحركة الجسم، ومدى فعاليّة الحواس المختلفة، ويعتمد الفحص العصبي على عمر المريض.
التصوير الدماغي
تساهم اختبارات التصوير الدماغيّة في تحديد السبب الحقيقي وراء ظهور الأعراض الظاهرة على المريض، وتشخيص حالة الاستسقاء الدماغي، ويتضمّن التصوير الدماغي الاختبارات الآتية:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يقوم مبدأ التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزيّة: Ultrasound imaging) على استخدام موجات صوتيّة عالية التردّد لإنتاج صور للمنطقة المطلوبة، وكما ذكرنا سابقًا يمكن الكشف عن الاستسقاء الدماغي الخَلقي خلال فحوصات ما قبل الولادة باستخدام جهاز التصوير بالموجات فوق الصوتيّة، كما يمكن استخدام هذا الجهاز للكشف عن الاستسقاء الدماغي بعد الولادة وذلك بوضعه فوق اليافوخ أعلى رأس الطفل في حال كانت البقعة اللينة والمعروفة باليافوخ الأمامي (بالإنجليزيّة: Anterior fontanelle) ما زالت مفتوحة لدى الرضيع، وإذا ظهرت نتائج غير طبيعية لهذا الفحص فيجب إجراء المزيد من الفحوصات، وعادةً ما يتم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتيّة في مرحلة التقييم الأوليّ للأطفال الرضّع لكونه إجراءً بسيطًا نسبيًّا وقليل المخاطر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزيّة: Magnetic resonance imaging) على استخدام موجات الراديو ومجال مغناطيسي لإنتاج صورة مفصّلة ثلاثيّة الأبعاد أو صورة مقطعيّة للدماغ، ويمكن لهذه الصورة أن تُظهِر بُطينات (بالإنجليزية: ventricles) الدماغ المتضخّمة نتيجة كميّة السائل الدماغي الشوكي الفائضة، كما تساعد هذه الصورة على تحديد السبب الحقيقي وراء حدوث مشكلة الاستسقاء الدماغي، أو الحالات الأخرى التي تؤدي إلى ظهور الأعراض المشابهة على المريض، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من التصوير غير مؤلم ولكنّه يسبّب الضجيج ويتطلّب البقاء بوضعيّة الاستلقاء، لذلك قد يحتاج الأطفال إلى أنواع بسيطة من الأدوية المهدّئة لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي بنجاح، ومن الجدير بالذكر أنّه يتوفّر في بعض المستشفيات أنواع جديدة من أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي تتميّز بسرعتها الكبيرة وبذلك فهي لا تحتاج للمهدّئات عادةً.
- التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزيّة: Computerized tomography) على استخدام أشعّة سينيّة متخصّصة لإنتاج صورة مقطعيّة للدماغ، ويُعدّ هذا التصوير سريعًا وغير مؤلم، ولكنّه يتطلّب بقاء الشخص بوضعيّة الاستلقاء، لذلك عادةً ما يحتاج الأطفال إلى الأدوية المهدّئة الخفيفة لإتمام التصوير، والجدير بالذكر أنّ استخدام التصوير المقطعي المحوسب بهدف تشخيص الاستسقاء الدماغي يقتصر فقط على الفحوصات الطارئة، وذلك لأنّ هذا النوع من التصوير لديه بعض العيوب؛ حيث إنّه يتضمّن التعرّض لكميّات صغيرة من الإشعاع، وإنتاج صور أقل تفصيلًا من صور الرنين المغناطيسي.
فحوصات أُخرى
فيما يأتي مجموعة أُخرى من الفحوصات التي يمكن للطبيب الاستعانة بها لتشخيص الاستسقاء الدماغي:
- مراقبة الضغط داخل القحف: أو مراقبة الضغط داخل الجمجمة (بالإنجليزيّة: Intracranial pressure monitoring)، وذلك من خلال وضع جهاز مراقبة للضغط صغير الحجم داخل الدماغ أو بطينات الدماغ بهدف قياس مستوى الضغط ، والكشف عن الانتفاخ الذي قد يحدث في الدماغ وتحديد مقدار التورم الناجم، ويلجأ الطبيب إلى تصريف السائل الدماغي الشوكي في حال كان الضغط مرتفعًا جدًّا داخل الدماغ، وذلك لضمان الحفاظ على تدفّق الدم المحمّل بالأكسجين إلى خلايا الدماغ.
- تنظير قاع العين: يتم إجراء تنظير قاع العين (بالإنجليزيّة: Fundoscopic examination) باستخدام جهاز خاصّ لمعاينة وتفحّص العصب البصري في الجزء الخلفي من العين، ويمكن لهذا الفحص أن يُظهِر دلائل تشير على التورّم داخل الدماغ وهذا يُفيد بوجود ارتفاع في الضغط داخل الجمجمة، وقد يكون السبب الحقيقي وراء ارتفاع الضغط الإصابة بالاستسقاء الدماغي.
- اختبار البزل القطني: يتمثّل إجراء اختبار البزل القطني (بالإنجليزيّة: Lumbar puncture) بأخذ عيّنة من السائل الدماغي الشوكي من الجزء السفلي للعمود الفقري، ثمّ يتم إجراء فحص لمستوى الضغط لعيّنة السائل المأخوذة، والجدير بالذكر أنّه يمكن التنبّؤ بمدى فعاليّة العمليّة الجراحيّة إذا لوحظ تحسّن في الأعراض لدى المريض عند إجراء البزل القطني؛ بمعنى إذا تحسنت الأعراض بعد هذا الإجراء فإنّ المصاب قد يستفيد من خيار الجراحة لعلاج الحالة.
- اختبار التصريف القطني: يتم إجراء اختبار التصريف القطني (بالإنجليزيّة: Lumbar drainage test) تحت تأثير التخدير الموضعي، وذلك بإدخال أنبوب بين العظام في العمود الفقري وتصريف كميّة كبيرة من السائل الدماغي الشوكي على مدار بضعة أيام، ويتم إجراء اختبار التصريف القطني لملاحظة أي تحسّن في الأعراض إن وجد، وذلك في حال لم تتحسّن الأعراض بعد إجراء اختبار البزل القطني.
- اختبار التسريب القطني: يتمثّل اختبار التسريب القطني (بالإنجليزيّة: Lumbar infusion test) بحقن مادة سائلة ببطء في الجزء السفلي من العمود الفقري ، وفي نفس الوقت يتم قياس مستوى الضغط، حيث يقوم الجسم في الوضع الطبيعي بامتصاص السوائل الفائضة والحفاظ على الضغط منخفضًا، بينما في حال وجود مشكلة الاستسقاء الدماغي فلن يستطيع الجسم امتصاص السوائل وبالتالي سيرتفع الضغط، ومن المتوقّع أن تكون العمليّة الجراحيّة فعّالة في التخفيف من المشكلة إذا تحسنت أعراض المصاب بعد هذا الإجراء.
نظرة عن الاستسقاء الدماغي
تتمثل حالة الاستسقاء الدماغيّ بتراكم كميّات كبيرة من السائل الدماغيّ الشوكيّ (بالإنجليزيّة: Cerebrospinal fluid) في الدماغ ، وفي هذه الحالة تولّد السوائل الزائدة ضغطًا مؤذيًا على الدماغ، ويحتوي الدماغ عادةً على كميّات طبيعيّة ومنطقيّة من هذه السوائل؛ حيث تعمل هذه السوائل كوسادة تحيط بالدماغ وتحميه، والجدير بالذكر أنّ هناك نوعين من الاستسقاء الدماغي، وهما؛ الاستسقاء الدماغي الخَلقي والموجود منذ الولادة، والاستسقاء الدماغي المكتسب، وأمّا المُكتسب فقد يحدث نتيجة الجلطات الدماغية، أو الإصابة بالعدوى، أو الأورام، أو النزيف، أو التعرض لإصابات في الرأس.
فيديو عن كيفية تشخيص الاستسقاء الدماغي
يتحدث الفيديو عن تشخيص الاستسقاء الدماغي.