كيف مات أبو لهب؟
كيف مات أبو لهب
يعدُّ أبو لهب أحدَ أعمامِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واسمه عبد العزَّى بن عبد المطلبِ، وكان يكنَّى بأبي عُتبة، أمَّا اسمُ أبي لهبٍ، فهو لقبٌ لُقِّبَ بهِ؛ وذلك لشدةِ جمالِ وجهه وإشراقه، وقد كانَ أبو لهبٍ شديد العداوةِ لابن أخيهِ ولمن آمنَ معه.
وقد كان موتُ أبي لهبٍ عبرةً ومعجزةً، حيث أنَّه أُصيب بمرضٍ خبيثٍ يُقال له العدسة، وهو عبارة عن بثرة تُشبه العدسة تظهر على جسدِ المريضِ وتنتشر، ويعدُّ هذا المرضُ من جنسِ الطاعونِ الذي يكونُ سببًا في موتِ صاحبه، وبالفعلِ كان هذا المرضُ قاضيًا على حياةِ أبي لهبٍ، حيث مات به.
وقد كانت العربُ آنذاكَ تخشى هذا المرض، وحيث أنَّه مرضٌ معدٍ، رفضَ ابنا أبي لهبٍ تغسيلَ ودفنَ أبيهم، وبقي في حجرته حتى أنتن وفاحت رائحته، ثمَّ بعد ذلك جاء رجلٌ وعابَ على أبنائه صنيعهم هذا، وأخبرهم أنَّه سيعاونهم في تغسيله ودفنه، وبالفعلِ غسَّلوه من بعيدِ قذفًا بالماء، ثمَّ حملوهُ وألقوه في أعلى مكةَ عند جدارٍ، وقذفوا عليه الحجارةَ.
متى مات أبو لهب
تُوفي أبو لهبٍ بعد غزوةِ بدرٍ بأيَّامٍ قليلة، ودليل ذلك الحديث الذي رواه أبو رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (وكان أبو لهبٍ تخلَّف عن بدرٍ وبعث مكانَه العاصَ بنَ هشامٍ، وقامت أمُّ الفضلِ فاحتجرَت وأخذت عمودًا من عمدِ الحجرةِ فضرَبته به ففلقت في رأسِه شجةً منكرةً وقالت أيْ عدوَّ اللهِ استضعَفتَه أن رأيتَ سيِّدَه غائبًا عنه فقام ذليلًا فواللهِ ما عاشَ إلا سبعَ ليالٍ حتى ضربه اللهُ بالعدسةِ).
الدروس المستفادة من قصة موت أبي لهب
هناكَ عددٌ من الدروس والعبر التي يُمكن استنباطها من قصةِ موتِ أبي لهب، وفيما يأتي ذِكر بعضٍ منها:
- إنَّ عاقبةَ كلِّ من كفر واستهزأ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستكونُ عاقبةً سيئةً.
- إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يذِلُّ من يشاء ويعزُّ من يشاءَ، وقد أذلَّ الله -عزَّ وجلَّ- عدوَّه وعدوَّ نبيِّه الكريمِ، بهذا المرضَ في حياته، وبطريقةِ موتهِ وغسله ودفنه.
- إنَّ وعد الله -عزَّ وجلَّ- متحققٌ لا شكَّ في ذلك، وقد حققَ الله -عزَّ وجلَّ- وعده لنبيِّه الكريم، والمتمثلِ في قوله تعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ).
السورة التي نزلت في أبي لهب
لقد أنزل الله -عزَّ وجلَّ- بأبي لهبٍ سورةٌ تتُلى إلى يومنا هذا، وقد سمِّيت بسورةِ المسدِ ، وفيها بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- حال عدوِّه أبي لهبٍ وزوجته يوم القيامةِ، وأخبر فيها أنَّ كلاهما سيموت على الكفرِ بالله، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ).