كيف دعا الإسلام إلى العلم
كيف دعا الإسلام إلى العلم
أولى الإسلام العلم أهمية عظيمة، فقد جاءت النصوص قوية وصريحة في بيان فضل العلم، والحثّ عليه، وترتيب الأجور العظيمة عليه، كما حثّ الإسلام على طلبه ونشره، حتى إن بعض العلماء خصصوا مصنفات وكتب في بيان فضل العلم وأهميته، وفضل طلبه ونشره، كما أن عددًا من الكتب الشرعية تتضمن مقدمات تذكر فضل العلم، وهذا كله دليل على فضل العلم، وأهميته في الإسلام.
وفي هذا المقال سنتناول أهم الجوانب التي تبيّن مدى اهتمام الإسلام بالعلم، والحث عليه، والدعوة إليه، والتي تتمثل بما يلي:
الحث على طلب العلم
من أهم الأمور التي تدل على دعوة الإسلام للعلم؛ ورود عدد كبير من الآيات والأحاديث التي تحث على طلب العلم، وتحث على ألا يدخر الإنسان جهدًا في سبيل تحصيله، ولو كان في آخر بقاع الأرض، حتى إن العلماء يتفقون على مشروعية شد الرحال لطلب العلم، فقد كان طلاب العلم المسلمين على مدى العصور يبذلون جهود كبيرة في طلبه، ويتكبدون الصعاب في سبيل الارتحال إليه.
ومن الأدلة على حث الإسلام على طلب العلم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يلي:
- قوله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
- قوله -تعالى-: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا إنَّ الدُّنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلَّا ذِكرُ اللَّهِ وما والاهُ، وعالِمٌ، أو متعلِّمٌ).
بيان أهمية العلم
إن مما لا يمكن لأحد أن ينكره الأهمية العظيمة للعلم، ودوره الكبير في نهضة الأمة الإسلامية، فالله -تعالى- يخبرنا في كتابه العزيز أنه فضل آدم -عليه السلام- على الملائكة بالعلم وذلك لأهميته العظيمة، وإجمالًا قد وردت مجموعة من النصوص الشرعية من آيات وأحاديث تدل على الأهمية العظيمة للعلم في حياة الإنسان وبعد موته، ومن هذه الأدلة ما يأتي:
- قوله -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
- قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له).
بيان فضل العلم والعلماء
إن من الأمور التي دعا بها الإسلام إلى العلم بيانه لفضل العلم والعلماء، وفي ذلك رفع لمكانة العلم والعلماء، وترغيب للناس في العلم، وأهل العلم لهم المكانة العظمى في الدنيا والآخرة، وهم المنارات التي يستضيء بها الناس، ومن الأدلة على فضل العلم والعلماء ما يأتي:
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الملائكةَ تضَعُ أجنحتَها لطالبِ العِلمِ رضًا بما يصنَعُ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من سلَكَ طريقًا يطلبُ فيهِ علمًا سلَك اللَّهُ بِه طريقًا من طرقِ الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رِضًى لطالبِ العلمِ وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ لَه مَن في السَّماواتِ ومن في الأرضِ والحيتانُ في جوفِ الماءِ وإنَّ فضلَ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا).
تحريم كتم العلم
إن مما يدل أيضًا على حث الإسلام ودعوته إلى العلم، أنه حرّم كتم العلماء أو احتكاره، ومنع وصول فائدته للناس، حتى إن العلماء شبهوا من يكتم العلم باليهود الذين كانوا يكتمون العلم، فقد ورد في وصفهم قوله تعالى: (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ).
وقد بيّن العلماء أنه لا ينبغي للعالم أن يزيف العلم والحق ولا أن يحرفه أو يكتمه، وأن لا يبطل الحق، ويحق الباطل، لأن من يكتم الحق يوهم الناس بما يضرهم ولا ينفعهم، وهذا مما حرمه الإسلام.
وقد جاء في الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه-، قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (من سُئل عن علمٍ يعلمهُ فكتمهُ ألْجِمَ يومَ القيامةِ بِلِجَامٍ من نارٍ).