كيف دخل الإسلام إلى الأندلس
كيف دخل الإسلام إلى الأندلس
أول مراحل دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وهي الأندلس، كان عندما عبر طارق بن زياد وجيش المسلمين المضيق المُسمّى بمضيق جبل طارق، بأمرٍ من القائد موسى ابن نُصير في السنة 92 من السنة الهجرية.
وتم فتح بلاد الأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، رغم تَخَوُّف الخليفة من خوض المسلمين غِمار هذا الفتح، إلّا أنَّ القائد موسى بن نُصير طمأنه، ولمّا وافق على شرطِ الخليفة الذي نصّ على إرسال سرية استكشافية للأندلس قبل إرسال جيش المسلمين كاملاً.
وكان هذا الشرط صادراً من الخليفة الوليد بن عبد الملك، لحفظِ أرواح المسلمين، وتقليل حدّة المخاطر التي قد يقعون فيها في حال إرسالهم للفتح. وبعد نجاة السريّة الاستكشافية وعودتها بسلام، تم إرسال جموع جيش المسلمين مع القائد طارق بن زياد إلى الأندلس ونشبت العديد من المعارك بين المسلمين والقوط وكانت الانتصارات حليفة المسلمين.
ثمّ بدأ الإسلام يدخل بلاد الأندلس شيئاً فشيئاً بمجرد فتحهم لها، وكان أهل تلك البلاد قبل انتشار الإسلام غارقين في الفقر، والجهل، والبؤس، والظلم، إلى أن وصلهم الإسلام، فأخرجهم من الظلمات إلى النّور ومن الجهل إلى العلم، وقاد بلادهم إلى أسمى وأرقى أنواع الإزدهار الثقافي والعلمي والعمراني.
مدة حكم المسلمين للأندلس
استمرّ حُكم المسلمين للأندلس ثمانية قرون، وقد تعاقب على الأندلس عدد من الحُكّام الذين كان لهم الأثر الكبير في استمرار حكم المسلمين للأندلس، وأبرزهم ما يأتي:
- عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش.
- هشام بن عبد الرحمن الداخل.
- الحكم بن هشام.
- عبد الرحمن بن الحكم.
- محمد بن عبد الرحمن الأوسط.
- المنذر بن محمد.
- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
- عبد الرحمن الناصر لدين الله.
- الحكم المستنصر بالله.
- هشام المؤيد بالله.
- الحاجب المنصور.
- محمد المهدي بالله.
- سليمان المستعين بالله.
- عبد الرحمن المرتضى.
- عبد الرحمن بن هشام المستظهر بالله.
- محمد المستكفي.
- هشام بن محمد المعتد بالله.
- يوسف بن تاشفين.
- يعقوب المنصور الموحدي.
سقوط الأندلس
هناك عدد من العوامل التي أدّت إلى سقوط الأندلس، وبيانها فيما يأتي:
- ضياع الإسلام شيئاً فشيئاً من قلوب المسلمين، ممّا أدّى إلى ظهور الفُسق والفجور وكثرة المعاصي، وانتشار الفساد بين الحُكّام والأمراء والعلماء.
- انغماس المسلمين بالترف وزيادة تعلقهم بملذات الدنيا وشهواتها، فتنافس الحُكّام في تشييد القصور الفاخرة، وزاد اهتمام المسلمين بالغناء، فاعتادوا الترف والرخاء مما شغلهم ذلك عن الجهاد.
- مصاهرة الأمراء للنصارى واتخاذهم كمُعينٍ لهم، إذ بيّن الله -تعالى- في كتابه عواقب مثل هذا الفعل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).
- تفرّق أمراء المسلمين وتشتّت كلمتهم، ممّا أدّى لضعفهم وتفشي الأعداء بين صفوفهم.
- إغراء أهل الأندلس بالمال من قِبل العدو، ممّا ساعد على سهولة الاستيلاء عليها.