قواعد الاقتباس والتهميش في البحث العلمي
تعريف الاقتباس في البحث العلمي
يُعرف الاقتباس في البحث العلمي على أنه الاستناد إلى أبحاث سابقة والاستعانة بها لبناء معرفة جديدة، أو لدعم فكرة معينة، أو للاستدلال بها من أجل تبرير وتوضيح فكرة معينة، وقد تختلف طريقة الاقتباس باختلاف الهدف منه، حيث يمكن أن يكون اقتباس مباشر، أو إعادة صياغة، أو تلخيص، وبالإضافة لذلك، فقد عرّفه المعجم الجامع على أنه تحصيل العلم من مصادره، أو تضمين معرفة سابقة بشكل مباشر أو غير مباشر في معرفة جديدة.
طرق الاقتباس في البحث العلمي
من أهم طرق الاقتباس العلمي :
- إعادة الصياغة (بالإنجليزية: Paraphrasing): إعادة الصياغة هي أحد طرق الاقتباس التي تقوم على التعبير عن المعلومات أو الأفكار معناً وليس نصّاً، بحيث يقوم الباحث بالاستعانة بأبحاث سابقة والتعبير عنها بطريقته الخاصة تعبيراً غير حرفي مع الإبقاء على الفكرة الرئيسية، كما وتقوم إعادة الصياغة على الفهم العميق للموضوع والذي يتيح للباحث إعادة التعبير والتوضيح بطريقته الخاصة.
- التلخيص (بالإنجليزية: Summarizing): يعبر التلخيص عن جمع المعلومات المتوفرة بشكل مختصر ووافى، دون أن يقوم الباحث بإضافة أفكاره الخاصة أو تحليلات إضافية، ودون النقل الحرفي أيضاً، ويعتمد التلخيص على التمكن من الموضوع الذي يتيح إعادة صياغته بشكل مختصر ووافي.
- النقل الحرفي (بالإنجليزية: Quoting): وهو الاقتباس المباشر، أي نقل الكلام بشكل حرفي معناً ونصاً من مصدره، وهنا يتم وضع الكلام المقتبس بين علامتيّ اقتباس، ويتم استخدام هذا النوع من الاقتباس بشكل أوسع في الأبحاث اللغوية، أما في الأبحاث العلمية فقلّما يستخدم.
قواعد الاقتباس العلمي
للاقتباس في البحث العلمي قواعد يجب اتباعها، ومن أهمها:
التوثيق العلمي
التوثيق (بالإنجليزية: Citation) هو ذكر المراجع والمصادر لكل ما ورد في البحث العلمي، وهو من أهم عوامل مصداقية الأبحاث وقابليتها للقبول، بحيث يجب توثيق كل معلومة ترد في البحث أولاً بأول، وتختلف طرق التوثيق، فمنها طريقة (APA) أو طريقة (MLA) ويكون معيار اختيار نوع التوثيق هو المجلة التي ينوي النشر بها، بحيث أن كل مجلة علمية تعتمد طريقة وتنسيق توثيق معينة، وبغض النظر عن نوع التوثيق، فبشكل عام، يجب أن يشمل التوثيق أيّاً كان نوعه اسم الباحث أو الباحثين، واسم المصدر سواء كان كتاب أو ورقة بحثية، وتاريخ النشر، وغير ذلك من معلومات مهمة عن المصدر، كما وتوجد العديد من المواقع التي تتيح للباحث اختيار نوع التوثيق وإجراءه بشكل دقيق.
نسبة الاقتباس
تُعرف السرقة الأدبية (بالإنجليزية: Plagiarism) بأنها نقل معلومات من مؤلفها دون نسبها إليه، وهي تعتبر جريمة تجاه حقوق المؤلف، ولهذا، بالإضافة لأهمية توثيق المعلومات ونسبها إلى أصحابها، يجب أيضاً أن لا تزيد نسبة اقتباس المعلومات عن حد معين، لكي لا يكون البحث عبارة عن تكرار لما سبق ولضمان إنتاج معرفة جديدة مبنية على المعرفة السابقة، وتختلف نسبة الاقتباس المسموحة تبعاً للمجلة العلمية المُراد النشر بها، أو تبعاً للجامعة في حال كان البحث عبارة عن رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه، وبأية حال، فلا يجب أن تزيد نسبة الاقتباس عن 20% بشكل عام، كما وتوجد العديد من المواقع التي تتيح للباحث فحص نسبة الاقتباس في مقاله لضمان مصداقيته.
الموضوعية في الاقتباس
يجب أن يتحلى الباحث بالموضوعية أثناء الاقتباس، والموضوعية (بالإنجليزية: Objectivity) هي قاعدة أخلاقية في العلم تنص على أن البحث العلمي يجب ألّا يتأثر بالمعتقدات الشخصية لدى الباحث، وأن على الباحث القيام بالبحث بشكل محايد بعيداً عن أي مؤثر شخصي أو ديني أو سياسي، والموضوعية في الاقتباس تعني أنه على الباحث أن يكون محايداً عند الاقتباس وذكر المعلومة كما هي بلا زيادة أو نقصان، ومن الجدير بالذكر أن التحيز (بالإنجليزية: Bias) هو من أهم معوقات استمرارية البحث العلمي كونه يقوم بعكس ما تقوم به الموضوعية.
المصداقية العلمية
تنص المصداقية (بالإنجليزية: Credibility) على أنه يجب الحرص على الاقتباس من المصادر الموثوقة، حيث يجب على الباحث أن يتحقق من مصداقية المصدر وصحة معلوماته، بحيث تكون مدعمة بالأدلة العلمية والحجة والبرهان، كما ويجب على الباحث أن يتحلى بالمصداقية العلمية عند الاقتباس، حيث تشمل المصداقية صحة المعلومة وصحة المصدر، بالإضافة إلى ذكر المعلومة بشكل واضح وصادق ومحايد، وإسنادها إلى صاحبها، ومن هنا تظهر مصداقية الباحث التي تؤثر على نسبة قبول أبحاثه والوثوق بها.
قواعد التهميش في البحث العلمي
التهميش هو طريقة نسب الاقتباس إلى المرجع في البحث العلمي، ويوجد عدة طرق للتهميش لكل منها قواعد معينة، مثل طرق APA و MLA، وعند اختيار طريقة تهميش معينة يجب الالتزام بها في كامل البحث، وفيما يلي أهم قواعد التهميش:
- يجب ذكر المرجع في هامش بعد كل معلومة، يمكن أن يكون الهامش رقم أو الاسم الأخير للباحث الأول، حسب طريقة التهميش المتبعة.
- يتم ذكر جميع المراجع في نهاية الورقة البحثية بالترتيب، وإن كان التهميش بالأرقام يجب ترقيم المراجع في نهاية البحث وفقاً لذلك.
- يجب ذكر ما يلي في المراجع في التهميش: أسماء الباحثين، اسم البحث، تاريخ قبول نشره، اسم المجلة العلمية المنشور بها، عدد المجلة، ويختلف ترتيب ذكر ما سبق وفقاً لطريقة التهميش المتبعة.