كيف خلق آدم عليه السلام
كيف خلق الله آدم عليه السلام؟
المرحلة الأولى
بدأ الله -تعالى- خلق آدم -عليه السلام- من التراب لقوله -تعالى-: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ)، ثمّ أضاف -تعالى- إلى التراب ماءً ليُصبح طيناً، لقوله -تعالى-: (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ)، وقوله -تعالى-: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)، حيث يراد بلفظ (لَّازِبٍ)؛ أي قويٍ جامد.
المرحلة الثانية
جعل الله -تعالى- الطين حمأً مسنوناً وهو الطين المخمر، الذي تغير لونه إلى الأسود ونتنت رائحته، ثمّ سوّاه الله -تعالى-، وبعد أن جفّ الحمأ المسنون ويبس أصبح صلصالاً كالفخار، لقوله -تعالى-: (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ).
المرحلة الثالثة
نفخ الله -تعالى- من روحه في الصلصال ليصبح بشراً حياً، ثمّ أمر ملائكته بالسجود له سجود تعظيم وترحيب، لقوله -تعالى-: (فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ)، وتجدر الإشارة إلى ثلاثة أمور:
- أوّلها: إنّ أصل الإنسان من آدم وحواء وإن تغيّرت صورة الإيجاد وامتدّ الزمن، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ -تعالى- خلق آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها من جميعِ الأرضِ، فجاء بنو آدمَ على قدْرِ الأرضِ، جاء منهم الأحمرُ، والأبيَضُ، والأسودُ).
- ثانيها: إنّ الدراسات العلمية الحديثة أكّدت مماثلة تكوين الإنسان وعناصره لتكوين الأرض وعناصرها.
- ثالثها: إنّ جميع الملائكة انصاعت وامتثلت لأمر الله -تعالى- بالسجود لآدم -عليه السلام- باستثناء إبليس الذي رفض ذلك ؛ حسداً، وكفراً، وعناداً، وتكبّراً؛ لكونه خُلق من النار التي تتّصف وِفق زعمه بالسموّ والأفضلية عن التراب الذي خلق منه آدم -عليه السلام-.
الهيئة التي خلق الله آدم عليها
كان الله -تعالى- قد خلق آدم -عليه السلام- بطول ستين ذراعاً، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا)، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ كل من يدخل الجنة يكون بطول ستين ذراعاً كما طول آدم -عليه السلام-، وذلك لتناقص طول الخلق، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : (فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حتَّى الآنَ).
لماذا خلق الله آدم عليه السلام؟
خلق الله -تعالى- آدم -عليه السلام- وذريته لعبادته -تعالى-، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، كما أراد الله -تعالى- أن يكون آدم -عليه السلام- خليفةً في الأرض ، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، إلّا أنّ هناك عدة أقوال للمفسرين في معنى لفظ (خَلِيفَةً) الوارد في الآية السابقة، ومنها ما يأتي:
- معنى خليفة؛ أي أن يكون آدم -عليه السلام- خليفة عن الجن في الأرض التي أفسدوها فطردتهم الملائكة.
- معنى خليفة؛ أي أن يكون آدم -عليه السلام- خليفة عن الملائكة.
- معنى خليفة؛ أي أن يخلف بعضهم بعضاً.
خلاصة المقال: إنّ أوّل ما بُدئ به خلق آدم من تراب، ثم من طين، ثم مرحلة الحمأ المسنون؛ أي أصبح صلصالاً كالفخار، ثمّ نفخ الله -عز وجل- فيه من روحه فأصبح بشراً، والغاية الأساسية من خلق آدم وذريّته هي عبادة الله وحده، ولعمارة الأرض والاستخلاف فيها.