كيف تكون لبقاً مع الناس
اللباقة
يمكن تعريف اللباقة بأنّها مراعاة أصول الأدب والمنطق عند محاورة الآخرين أو التحدث معهم، أو إظهار اللطف والظرافة والكياسة عند مناقشة أحد، وغالباً ما يحظى الشخص اللبق باحترام ومحبة الآخرين واهتمامهم، كما يخلو سلوك الشخص اللبق من الانفعال أو العصبية.
كيف تكون لبقاً مع الناس
تحديد الوقت المناسب للتكلم
تُعرف لباقة المُتحدّث على أنّها قول الشيء الصحيح في الوقت المُناسب، بحيث يضع الشخص في عين الاعتبار حالته قبل أن يتحدّث مع بقائه مُتحفظاً، كما عليه أن يكون واعياً بالأشخاص الذين يتحدّث معهم، ومعرفة مكانته بالنسبة لهم قبل التحدّث، فمثلاً إذا علم الشخص أنّ زميله سيُسرّح من العمل نهاية العام الحالي، وأنّ رئيسه بالمقابل سيُقدم له ترقيةً في عمله، فبالتأكيد لن يكون الوقت مُناسباً للتحدّث عن الأخبار الجيّدة الخاصّة بالشخص أمام زميله.
التفكير قبل الكلام
يحرص الشخص اللبق على انتقاء كلماته بعناية، فأنّه يفكر قبل أن يتكلم، ويعطي نفسه الفرصة، والوقت الكافي لإدراك كلماته، وتحضيرها قبل توجيهها للآخرين، ويمنع نفسه من توجيه تعليقات متسرّعة، ويتجنب أن يكون لديه رد فعل فوري على شيء ما يقوله له رئيسه في العمل، أو صديقه، كما أنّ الشخص اللبق يختار الوقت المناسب ليقول ما يريد قوله، ويفكر جيداً إذا ما كان الناس سيتقبلون تعليقاته، أو رأيه في ذلك الوقت بالتحديد.
اختيار الكلمات بعناية
يعتبر اختيار الكلمات بعناية، أحد أهم الأمور التي يجب مراعاتها للظهور بشكل لبق ، فيجب أن يكون الشخص مدركاً تماماً للكلمات التي يستخدمها للتعبير عن أفكاره، وأن يقول ما يريد أن يقوله، دون الإساءة إلى الآخرين، كما يُفضّل مراجعة النفس قبل إبداء الرأي، والتأكد من أنّ هذا الرأي ليس متحيزاً، أو مؤذياً لأحد ما، والحرص على قول الرأي بشكل مؤدب، مع مراعاة استخدام الكلمات التي ستساعد على تعزيز ألأفكار، دون إزعاج أيّ شخص.
الابتعاد عن لوم الآخرين باستمرار
يجب أن يعرف الشخص أنّه ليس مثالياً فهو يرتكب الأخطاء ويمتلك العيوب كما يمتلكها الآخرون، وعندما يميل الشخص إلى إلقاء اللوم على غيره بسبب سلوكه السيّئ، أو نتيجة ذنب اقترفه عليه أن يُفكّر بأنّه قد فعل شيئاً مشابهاً في وقت مُعيّن، وعندما يتحدث أو يضحك ساخراً من شخص آخر عليه أن يعترف بأنّه وقع أيضاً في وقت ما بموقف يستحق سخرية الآخرين.
تفهم الآخرين
يُمكن أن يُصبح الشخص لبقاً حين يتفهّم الآخرين، ويكون ذلك من خلال اتباع ما يأتي:
- احترام وجهة نظر الشخص الآخر، والاعتراف بها.
- تقبّل الاختلافات الثقافيّة الخاصّة بالآخرين.
- تقدير الآخرين، والحذر عند التعامل معهم.
- التحدث بلطف قدر الإمكان حتّى عند الشعور بالغضب، وتجنّب قول شيء قد يندم عليه الشخص فيما بعد.
تشجيع الآخرين على التحدث عن أنفسهم
يعتبر الحديث عن النفس من الموضوعات التي يُفضّلها الناس، فيمكن الاقتراح على الآخرين بالحديث عن أنفسهم، عندما لا يتوفر عند الشخص افتتاحية مثيرة للاهتمام، ممّا سيجعلهم سعداء أكثر بالحديث، فيمكن مثلاً أن يتمّ سؤالهم عمّا يفعلونه من أجل توفير متطلبات الحياة، ولقمة العيش، أو عن المكان الذين يعيشون فيه، أو عن دراستهم، فإنّ ترك المجال للآخرين ليتحدثوا عن اهتماماتهم، سيجعلهم يكشفون عن شخصياتهم الحقيقية، وسيزيد ذلك من حماستهم لمشاركة هواياتهم أيضاً، ويجعل الكلام أكثر متعة.
الانتباه إلى لغة الجسد
يحرص الشخص اللبق على أن تتطابق لغة جسده مع تعبيراته، وكلامه ، ويحاول دائماً الظهور بشكل إيجابيّ، وأن يمنح المتحدث معه الشعور بالراحة، من خلال تجنّب وضع الذراعين، أو الساقين بشكل يجعل الآخر يشعر بالانزعاج، أو عدم الراحة في الحديث، كما يجب الحفاظ على الاتصال البصري، والحرص على التكلم بنغمة صوتية مهذبة، تُعبّرعن الصدق، والرغبة في مشاركة الآخرين.
تجنب التعليقات السلبية
يحرص الشخص اللبق على تجنب التكلم عن الآخرين بشكل سيئ في غيابهم، كما أنّه لا يشارك في أحاديث النميمة التي يُمكن أن يتمّ التحدث فيها أثناء تواجده، سواءً في حياته العملية، أو العائلية، وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تجنّب وإنهاء التعليقات السلبية، ومنها ما يأتي:
- قول شيء إيجابي: محاولة توجيه الحديث إلى حديث إيجابي، حيث يتمّ فيه ذكر صفات جيدة للشخص، بدلاً عن ذكر سيئاته.
- تغيير الموضوع: يمكن القيام بتغيير الموضوع كلياً، من خلال طرح سؤال بعيداً تماماً عن الموضوع، كاقتراح المشاركة في نشاط ما، أو الذهاب إلى حفلة.
- الانسحاب من الحديث: إذا استمر الناس في حديثهم السلبي عن الآخرين دون تراجع، فيمكن للشخص أن يعتذر، وينسحب بهدوء، كأن يقول أنّه بحاجة إلى العودة إلى العمل مثلاً.
- الطلب من الشخص أن يتوقف عن الحديث: وذلك بالطلب بشكل مباشر بالتوقف عن التحدث عن الغير أثناء غيابهم.
الحذر أثناء التعامل مع الآخرين
يمرّ الشخص بمواقف عديدة محرجة، ولكن الشخص اللبق يتعامل معها دون أن يتسبب في أيّ إحراج، أو مضايقة لمشاعر الآخرين، فقد يجد الشخص أنه بحاجة إلى تصحيح شيء قاله زميل في العمل مثلاً ، أو أن أحد أصدقائه لديه قطعة كبيرة من السبانخ في أسنانه، فبدلاً من الإشارة إلى ذلك أمام الجميع، يحاول أن ينسحب به جانباً لإعلامه بذلك، وهذه تصرفات لبقة وتُعدّ مهارة مهمة يجب أن يتمتع بها الشخص في مجالات حياته المختلفة كي يكون لبقاً.
تجنب الصراعات غير المفيدة
يمتلك الشخص اللبق قدرةً على اختيار المواضيع المناسبة التي يتحدث فيها مع الآخرين، فهو يتجنب الحديث في المواضيع التي لا تحقق أيّ أهداف، وتخلق مشاحنات وصراعات لا فائدة منها، وغير ضرورية، حيث يُفضّل عدم الخوض في النقاشات التي تدور حول المواضيع الحساسة، مثل: السياسة، والدين، والعرق.
نصائح للتحدث بشكل لبق
يوجد عدّة نصائح تساعد الإنسان على أن يكون لبقاً، ومنها ما يأتي:
- التبسم أثناء الحديث، والاتصال بالعين مع الآخرين.
- التحدث بوضوح، وتجنّب استخدام الكلمات غير المفهومة للأشخاص الذين يتحدث الشخص معهم.
- الحرص على عدم ذكر الكثير من المعلومات الشخصية، فهناك بعض الأشياء التي لا يحتاج الناس إلى معرفتها.