كيف تكون كاريزما
كيفيّة تكوين الإنسان للكاريزما
يساعد امتلاك الإنسان للكاريزما على التأثير في الآخرين، حيث تعتمد الكاريزما في أساسها على التواصل مع الآخرين، سواء كان هذا التواصُل لفظيّاً أو كتابيّاً، ويكون ذلك من خلال استخدام القصص ذات المضمون الشامل، والتعبيرات البلاغيّة ، كما تظهر الكاريزما من خلال استخدام لغة الجسد؛ بهدف إظهار وإيصال العواطف التي تساعد على دَعم موقف الإنسان، وإظهار ثقته بنفسه، ويمكن امتلاك الكاريزما عن طريق الاتّصاف بما يأتي:
- مقدرة الشخص على إسعاد من حوله؛ فالأشخاص الذين يمتلكون الكاريزما هم أشخاص مُحبّون للحياة، ولديهم الشغف الكافي؛ ممّا يُمكِّنهم من تحريك مشاعر مَن حولهم، كما أنّهم يهتمّون بمُشارَكة مشاعرهم مع الآخرين؛ ممّا يزيد من جاذبيّتهم.
- امتلاك الثقة بالنفس؛ حيث إنّه من المهمّ أن يمتلك أصحاب الكاريزما ثقة كبيرة في أنفسهم، لكن دون الانتقاص من شَأن الناس، إذ يمتلكون ثقة شخصيّة قويّة، وقيمة ذاتيّة عالية، ومن الممكن أن يزيد الإنسان من الكاريزما الخاصّة به من خلال تَقبُّله للأشخاص الآخرين، وإظهار ثقته بالأشخاص من حوله، الأمر الذي يُشعرهم بالقوّة عند وجودهم معه في المكان ذاته.
- امتلاك القناعة الكافية، وذلك لمشاركة ما يؤمنون به مع مَن حولهم، ومن الممكن زيادة الكاريزما لدى الإنسان عن طريق الاتّصاف بالجِدّ، والالتزام، والمقدرة على إقناع الآخرين بقضيّة ما.
- امتلاك المقدرة على رواية القصص بشكل جيّد، والمقدرة على تحفيز الآخرين، وإيصال السياق الخاصّ بالقصة؛ حيث تُعتبَر رواية القصص بأسلوب تحفيزيّ من الأمور التي تساعد على كَسر الجمود، كما أنّ مقدرة الشخص على ترتيب الأحداث بشكل مُتسلسِل، وعميق، ومُترابِط، واستخدام الأسلوب المناسب، والمقدرة على التعبير بأسلوب دراميّ، أمور تساعد على جذب الآخرين، وبالتالي استماعهم إليه، كما أنّ استخدامه للعديد من الأمور الرمزيّة، والمجازيّة، والفُكاهيّة يساعد على ترفيههم.
- الاتّصاف بالعاطفة في التعامل مع الآخرين والحديث معهم؛ حيث يركّز الإنسان صاحب الكاريزما على التواصل مع من حوله بصدق وبشكل غريزيّ، مع استخدام حواسّه وروحه، ممّا يُشعِرهم بالاهتمام والتميُّز عن غيرهم، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذا الأمر يساعد صاحب الكاريزما على مُشاركة المشاعر الإيجابيّة مع من حوله.
- توقع الأفضل من الآخرين، حيث لا تقتصر نظرة الشخصيات الكاريزميّة نحو الآخرين على النظر إليهم كما هم، أو كما يفرض الواقع عليهم، بل ينظرون إليهم كما يمكن أن يكونوا، أي يركّزون على النقاط الإيجابيّة الموجودة لديهم والتي من الممكن أن تطوّر من شخصياتهم وقدراتهم، كما يستثمرون في الآخرين ويشعرونهم بقدراتهم الكامنة داخلهم، ويتوقّعون الأفضل منهم، ممّا يساعد على إكسابهم حبّ الآخرين، واحترامهم.
- الاهتمام بالتفاصيل، حيث تمتاز الشخصيات الكاريزمية باهتمامها بتفاصيل الأمور والشخصيات الأخرى الموجودة من حولها حتّى التفاصيل الصغيرة وغير المهمة منها، ممّا يجعلهم قادرين على التواصل مع أيّ فرد أو أيّ مجموعة، وفتح مجالات عديدة للحوار بكلّ سهولة ويسر، كما تساعدهم الابتسامة المشعّة المرسومة على وجوههم في الإبقاء على جودة الحديث.
عناصر الكاريزما الشخصية
تَظهرُ الكاريزما الشخصيّة لدى الإنسان عند امتلاكه لعدد من المهارات العاطفيّة والاجتماعيّة التي تساعد الإنسان على التأثُّر والتأثير في من حوله، ممّا يساعده على تقوية علاقاته مع الآخرين، وللاتّصاف بالكاريزما، لا بُدّ للإنسان من امتلاك العناصر الآتية:
- امتلاك التعبيرات الانفعاليّة: حيث يمتلك الأشخاص أصحاب الكاريزما الانفعالات التي تساعد على إظهار التعبيرات والمشاعر الخاصّة بهم بشكل حقيقيّ وعفويّ، ممّا يساعد على تحسين الأجواء، ونشر المشاعر الإيجابيّة، وتغيير مزاج من حولهم نحو الأفضل، إلّا أنّهم قد يتمكَّنون من إرباك من حولهم في حال شعورهم بالغضب.
- الشعور بالحساسيّة العاطفيّة: تُعرف الحساسيّة العاطفيّة بامتلاك الإنسان المقدرة على تحليل مشاعر من حوله، ممّا يُمكّنه من إقامة علاقات عاطفيّة؛ بسبب استجابته لمشاعرهم.
- السيطرة العاطفيّة: تعني التحكُّم بالعواطف وتنظيمها؛ حيث يمتلك صاحب الكاريزما الأسلوب العاطفيّ الذي يستطيع الاستفادة منه عند حاجته إليه.
- التعبيرات الاجتماعيّة: أي أن يتمكّن الإنسان من التواصل مع الآخرين لفظيّاً، وإشراكِهم في جوانب التفاعل الاجتماعيّ؛ وذلك لأنّ أصحاب الكاريزما يمتلكون المقدرة على التحدُّث باحتراف، وبأسلوب فعّال.
- الحساسيّة الاجتماعيّة: هي التي تُمكّن الإنسان من قراءة المواقف الاجتماعيّة ، وتفسيرها بالشكل المناسب، مع المقدرة على الاستماع إلى من حوله بشكل حسّاس ولَبِق.
- الرقابة الاجتماعيّة: تعني امتلاك الإنسان للقدرات الخاصّة التي تساعده على لَعِب دوره الاجتماعيّ بشكل مُتطوِّر؛ حيث إنّ أصحاب الكاريزما قادرون على الاتّفاق مع جميع الشخصيّات المختلفة، وتكوين روابط اجتماعيّة وعاطفيّة معهم.
عناصر تساعد على زيادة الكاريزما لدى الإنسان
هناك عدد من العناصر التي تساعد الإنسان على زيادة الكاريزما الخاصّة به، ومن أبرز تلك العناصر ما يأتي:
- المقدرة على التعاطُف مع الآخرين وفَهم مشاعرهم.
- المقدرة على الاستماع الجيّد للآخرين، وفَهم ما يحاول الطَّرَف الآخر إيصاله، سواء كان ذلك باللفظ أو غير ذلك.
- التواصُل مع الآخرين بالنَّظَر، وتُعتبَر هذه الطريقة من أقوى طرق الاتّصال والتواصل بين البشر؛ إذ يشعر الشخص بالاهتمام، وبوجود تواصل قويّ عندما يتحوَّل نظر شخص ما إليه.
- المقدرة على إثارة الحماس لدى الآخرين، وذلك عن طريق مدح أفعالهم وأقوالهم.
- التكلُّم بشكل عميق ومُميَّز مع الآخرين، وذلك عن طريق التواصُل معهم ومعرفتهم؛ لأنّ ذلك من شأنه أن يساعد على فَهم بيئتهم، بالإضافة إلى فَهم كيفيّة تفسيرهم للكلمات، وبالتالي اختيار الكلمات المناسبة قبل نُطقها.
الكاريزما
تُعرَّف الكاريزما (بالإنجليزيّة: Charisma) بأنّها امتلاك الإنسان لشخصيّة قياديّة تُميِّزه عن الآخرين، وتُمكِّنه من التأثير فيهم بشكل يثير إعجابهم واهتمامهم، بحيث ينظرون إليه كقائد لهم، وهي تُعتبَر من الأمور التي يتَّصف بها بعض الناس بشكل طبيعيّ، وتُعرَّف الكاريزما بأنّها قدرة الإنسان على جَذب من حوله والتأثير فيهم، وهي من الأمور التي يُقال غالباً بأنّه يَصُعب وصفها، إلّا أنّه من السهل تحديد بعض الأمور الأساسيّة التي قد تساعد الإنسان على امتلاكه إيّاها، مثل: التفاؤل، والحيويّة، والثقة بالنفس، والابتسامة، وغيرها من الصفات.
والكاريزما كلمة مُشتَقّة من الكلمة اليونانيّة (charizesthai) التي تعني إظهار الإنسان للأمور الصالحة، وهي من النِّعم التي يحصل عليها الإنسان من الإله، وقد استُخدِمت كلمة الكاريزما في الجانب العلميّ لأوّل مرّة على يد عالم الاجتماع الألمانيّ (ماكس فيبر)، وذلك من خلال كتابه (القانون في الاقتصاد والمجتمع)، حيث كانت تُستخدَم بشكل يُميِّزها عن السُّلطة التي تنشأ من القوانين أو التقاليد.