خطورة بعض المواد المستعملة في حياتنا اليومية على الصحة والبيئة
خطورة بعض المواد المستعملة في حياتنا اليومية على الصحة والبيئة
تُشير الدلائل العلمية والأبحاث إلى أنّ العديد من المنتجات اليومية التي يستخدمها الناس بكثرة خلال يومهم تحتوي على مواد كيميائية تُشكّل خطراً على صحّة الإنسان؛ كأنواع السرطانات، والعيوب الخَلقية، والعُقم، كما أنّها تؤثّر سلباً على بيئته المحيطة، ولهذا لابدّ من معرفة هذه المنتجات والمواد، وإيجاد سبل للوقاية من مخاطرها، ومن هذه المواد ما يأتي:
أواني الطعام
يغفل العديد من الناس عن مدى تأثير أواني الطعام على صحتهم وصحة أسرتهم، فالمواد التي تأتي بها هذه الأواني تؤثر بشكل مباشر في الأطعمة بالسلب أو الإيجاب، وبالتالي تؤثر على صحة الانسان وفيما يأتي بعض الأمثلة على الأواني الضارة:
- أوعية الطعام البلاستيكية: تكمن خطورة الأواني البلاستيكية بأنّها تتحلّل مع مرور الوقت، وقد يؤدي هذا التحلّل إلى إطلاق مواد كيميائية خطيرة وسامة في الطعام كمادة الفثالات؛ وهي مركّب كيميائيّ يؤدّي لتعطّل الغدد الصمّاء في جسم الإنسان، ولذلك يُنصح باستبدال العبوات البلاستيكية المُستخدمة بأخرى زجاجية، أو تجنّب وضع سوائل وأطعمة ساخنة في الأواني البلاستيكية لتجنّب تحلّل البلاستيك وتسّرب مادة الفثالات.
تُعدّ المواد البلاستيكية خطراً حقيقياً أيضاً على البيئة؛ حيث تأكله العديد من الحيوانات والأسماك والطيور وغيرها من الكائنات الحية عن طريق الخطأ، والذي يُسبّب موتها وانقراض أنواع كثيرة نادرة منها.
- الأواني الغير لاصقة: يستخدم العديد من الناس الأواني غير اللاصقة في مطابخهم، وتكمن خطورة هذه الأواني، بأنّ الطبقة المانعة للاتصاق تحتوي على كميات صغيرة من مادة كيميائية تسمّى حمض البيرفلوروكتانويك، والذي يُعتبر مادةً مُسرطنة، ويُمكن أن يصل هذا الحمض إلى الطعام الموجود في الوعاء في حال حدوث خَدش أو تشقّق للطبقة المانعة للتلاصق، ولهذا يُنصح باستخدام أواني الحديد أو الفولاذ المُقاوم للصدأ.
العطور ومعطرات الجو
تُساهم العطور ومعطّرات الجو بشكل كبير في تلوث الهواء والتّسبب بأضرار على صحة الانسان وفيما يأتي شرح كلّ منها:
- العطور: يُمكن أن يؤدّي التعرض للمواد الكيميائية العطرية في كثير من الأحيان إلى: الصّداع، وتهيجّ في العينين، والأنف، والحنجرة، وفقدان التركيز، والغثيان، وغيرها من أعراض الجهاز التنفسي أو الاضطرابات العصبية، ذلك لأنّ مكوّنات العطور تحتوي على مهيّجات للجهاز التنفسي تُؤدّي لنوبات ربو أو تفاقم في حالات الجيوب الأنفية، وتحمل العطور الاصطناعية صفات مشتركة مع روائح الديزل، أكثر من الصفات المشتركة مع العطور الطبيعية، كما أنّها تحتوي على ملوّثات عضوية ثابتة من مركّبات متطايرة والتي تتراكم في الهواء ولا تستطيع البيئة تحليلها بسهولة.
- معطّرات الجو: تُساهم معطّرات الجو المستخدمة بكثرة داخل المنازل بتلويث الهواء الداخلي، ممّا يُشكّل خطراً على سلامة الناس الذين يعيشون في هذا الحيّز، وتختلف تأثيرات معطّرات الجو باختلاف تركيبتها ونوعها، وعادةً ما تكون الكميّات الصغيرة من معطّرات الجو منخفضة الخطورة، ولكنّ ابتلاع الأطفال رذاذ هذه المعطّرات قد يُشكّل ضرراً على صحّتهم، لذا يُنصح بعدم التعرّض المتكرر لمعطّرات الجو.
مواد التنظيف
تحتوي مواد التنظيف المستخدمة بكثرة في المنازل على العديد من المواد الكيميائية الخطيرة التي يُمكن أن تُسبّب العديد من المشكلات الصحيّة، بعضها قصير الأمد؛ كتهيّج العين والحلق، أو الشعور بالصداع، وبعضها الآخر طويل الأمد وأكثر خطورة كالإصابة ببعض أنواع السرطان.
تحتوي المنظّفات على أنواع من المركّبات العضويّة المتطايرة، بالإضافة لمواد كيميائية أخرى كالأمونيا والمُبيّض، وعندما تُطلَق هذه المواد في الهواء خلال استخدام المنظّفات، تُسبّب أضرارتً بالغةً وخطيرةً على صحة الانسان، حيث أثبتت العديد من الدراسات العلميّة التي ربطت التعرّض المباشرة للمواد الكيميائية التي تحويها المنظّفات، بحدوث أمراض الجهاز التنفّسي؛ كالربو ، وصداع الربو المزمن، وردود فعل تحسّسية، وغيرها.
ومن الجدير بالذّكر أنّ أغلب مواد التنظيف يتمّ تعبِئتها بعبّوات بلاستيكية، والتي تشكّل عبئاً بيئياً أيضاً، ولكنّ الضّرر الأكبر من مواد التنظيف يأتي من المواد الكيميائية التي تحتويها، ومن الأمثلة على مواد التنظيف الضارة المستخدمة في المنازل بخّاخات حماية النسيج والمفروشات والتي تعمل على صناعة حاجز بلاستيكيّ رقيق وغير مرئيّ فوق الأثاث، والذي يتلاشى مع الوقت لينطلق في بيئة المنزل المحيطة، ولتجنّب هذا الضّرر يُنصح بتنظيف البقع حسب الضرورة دون منعها باستخدام هذه الأنواع من البخاخات.
منتجات شخصية
يُعدّ الاستخدام اليومي لبعض المنتجات الشخصية والصحية والتي من المفترض أن تعتني بصحتنا وجسدنا ضاراً وله نتائج عكسية في كثير من الأوقات وفيما يأتي بعض من الأمثلة عليها:
- مستحضرات التجميل: يُمكن لمنتجات مستحضرات التجميل بأنواعها المختلفة أن تكون سبباً للعديد من المشكلات الصحية التي تصيب الناس، مثل: تهيّج الجلد، أو العيون، او الحساسية، وعادةً ما تكون هذه المشكلات الصحية قصيرة الأمد وتتوقّف مع توقّف استخدام المنتج.
- مضادات التعرّق: تتكوّن مضادات التعرّق بشكل أساسيّ من مركّبات كيميائية أساسها الألمنيوم، والذي يُسبّب سدّ مسام العرق مؤقّتاً، وعادةً ما تكون هذه المركّبات الكيميائية مضرّةً بالبيئة و الصحة في حال استخدامها بكثرة.
- واقيات الشمس: تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أنّ المواد الكيميائية الموجودة في بعض واقيات الشمس تُسبّب مشكلات صحيّة في حال اختراقها للجلد، حيث تحتوي بعض واقيات الشمس على مركّب الأوكسي بنزون؛ وهو مركّب كيميائيّ يُسبّب اضطرابات هرمونية تؤثّر على الغدد الصمّاء، أو على العمليات البيولوجية في الجسم، كالنموّ، والتكاثر، أو وظائف الغدّة الدّرقية، ولهذا يُنصح باستخدام واقيات الشمس الأكثر أماناً والمحتوية على معادن مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم والتي قد تكون أغلى ثمناً.