كيف تكون طاعة الله
طاعة الله
طاعة الله سبحانه مظهر من مظاهر العبوديَّة الحقيقية لله سبحانه وتعالى، وهي التزام أوامره واجتناب نواهيه، ولا تنحصر طاعة الله في مظهر سلوكي معيَّن فهي تتعدد وتتنوَّع لتشمل جميع مظاهر السلوك الإنساني الإيجابي، وأنشطة الحياة البناءة المختلفة، وقد عرّف ابن تيمية العبادة بأنّها اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقول الباطنة والظاهرة، ولها مفهومان عام وخاص، وهما معاً يشكلان وصف العبوديَّة الحقيقية لله سبحانه.
المفهوم العام والخاص لطاعة الله
طاعة الله وعبادته في مفهومها الخاص، تعني قيام المسلم بجميع الشعائر التعبديَّة من صلاة وزكاة وصيام وحج وتلاوة للقرآن، وذكر وتسبيح، وغير ذلك، وفي مفهومها العام تشمل كل سلوك يقوم به المسلم فيه طاعة لله أو عون على طاعة الله، فالسعي في طلب الرزق من طاعة الله وإماطة الأذى عن الطريق، وطلب العلم، وهنا يقول صلى الله عليه وسلَّم: (ومن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ) والكلمة الطيبة من طاعة الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من طاعة الله كذلك، وصلة الرحم وتبادل الزيارات، وغير ذلك.
وهناك معيار دقيق يجعل أعمالنا كلَّها مهما صغرت من طاعة الله وهو استشعار النيّة الخالصة لله سبحانه في هذه الأعمال، وذلك بأن يستشعر المسلم عبادته لله أو ما يساعد على تحقيق هذه العبادة فعلى سبيل المثال العمل لجلب الرزق فيه عون على عبادة الله، حيث به يقوى المسلم على أداء الشعائر التعبديَّة كالصلاة.
ثمرات المحافظة على طاعة الله
إنَّ للمحافظة على ديمومة طاعة الله فوائد عظيمة، فهي للفرد راحة وطمأنينة وسعادة، ونجاح في الحياة وهي بالنسبة للمجتمع تماسك وترابط وانتشار للمحبَّة بين أبنائه وهي للأمَّة تقدم ورفعة وسؤدد وازدهار، وبخلاف ذلك يكون الشقاء والضنك والذل، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أم الجماعة، مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124] ومعنى الضنك أي الشقاء في شتى جوانب ومجالات الحياة، التربويّة والسياسية والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة وغير ذلك.
وفي طاعة الله يكون الانسجام والتوافق التام، بين مصالح الفرد ومصالح الجماعة، وتكون العلاقة الإيجابيَّة والتكامل والتوافق بين هذه المصالح، فالجماعة تُعنى بأفرادها، وكل فرد يشعر بالانتماء للجماعة، وذلك ضمن دائرة طاعة الله سبحانه وتعالى وانسجاماً مع قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:1-3]