تفسير سورة الماعون للأطفال
تفسير الآيات المتعلقة بصفات الكافرين
قال الله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، تبدأ السورة الكريمة بالاستفهام، وهو استفهام يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أيها النبي هل رأيت وشاهدت الذي يكذب بيوم الحساب والجزاء على الأعمال؟ وهذا السؤال يفيد التعجب الكبير من هذا الصنف من الناس، وهم الكافرون، وتبين بداية السورة الكريمة صفات هؤلاء الكافرين، فهم:
- لا يؤمنون أن هناك يوما آخرا يجزى كل إنسان فيه على أعماله.
- يظلمون اليتيم، ولا يعطونه حقه، ويتعاملون معه بقسوة، وقد ورد في كتب تفسير القرآن الكريم أن سبب نزول هذه السورة أن واحدا من الكافرين منع يتيما عن حقه في المال ودفعه بقوة، فنزلت السورة تبين صفة الكافرين.
- يبخلون بالمال، فلا ينفقونها في عمل الخير ومساعدة المحتاجين، ولا يحثّون أهلهم على بذل المال.
تفسير الآيات المتعلقة بالتحذير من النفاق
قال الله -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)، تبين الآيات الكريمة صفات المنافقين الذين كانوا يعيشون مع المسلمين، ويدَّعون أنهم مسلمين، ولكنهم في الحقيقة يخفون كفرهم وكرههم للمسلمين، وهذه صفاتهم:
- يؤدون الصلاة مع المسلمين في الظاهر لكنهم لا يؤدون حقها من النية والإخلاص لله تعالى، ووصفتهم الآية الكريمة بالمصلين من باب الاستهزاء بهم، فهم في الحقيقة ليسوا مصلين، هم غافلون عنها.
- قصدهم من الصلاة هذه هو أن يظهروا إسلامهم، ولا يقصدون بها وجه الله -تعالى-، وهذا يسمى الرياء، وهم يراؤون في صلاتهم، والمسلم يبتعد عن هذه الصفة حتى لا يكون منافقا، وهو يتوجه بعبادته لإرضاء الله -تعالى-، ولايقصد بذلك إعجاب الناس به.
- يمنعون الصدقة عن الفقراء، فيبخلون بمالهم وما زاد عن حاجتهم عن إعطائها لمن يحتاجها، والماعون هو المال أو الزكاة ، ويطلق على أواني الطبخ والتي لا خسارة لصاحبها إذا أعارها غيره، وهذا يصف شدة بخلهم.
وقد ذكرت كتب التفسير سبب نزول هذه الآيات أن المنافقين كانوا يصلّون إذا كانوا بحضرة المؤمنين، فإذا غاب عنهم المؤمنون لم يصلّوا، وكانوا يمنعون ما يُستعار من متاع البيت، فنزلت الآيات، وهذه الصفات الذميمة للمنافقين ينبغي للمسلم أن يبتعد عنها، وقد توعد الله -تعالى- المنافقين الذين هذه صفاتهم بالويل، والويل هو العذاب الشديد، أو اسم واد في جهنم.
تفسير الآية التي تحذر من منع فعل الخير
قال الله -تعالى-: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)، تحذّر الآية الكريمة من منع فعل الخير ، وفعل الخير له صور متعددة، كإنفاق المال بالزكاة والصدقة لمن يقدر، أو قد يكون بإعارة من يحتاج شيئا من أغراض البيت كالأواني، والتي لا تكلف صاحبها شيئا.
وقد ذمت الآية المنافقين على بخلهم وتوعدتهم بالعذاب الشديد، فهم لم يحسنوا لربهم في صلاتهم، ولم يحسنوا إالى الناس بمساعدتهم، فينبغي للمسلم أن يتنبه لأن يبذل في عمل الخير.