كيف تكون صادق مع الله
كيفية الصدق مع الله
يوجد للصدق مع الله -سبحانه وتعالى- العديد من الأبعاد التي تُبرهن حب العبد لخالقه وتثبته، وقد مدح الله -سبحانه وتعالى- الصادقين وبين جزاءهم العظيم في كتابه الكريم إذ قال: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا* لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا).
ولتحقيق الصدق مع الله -سبحانه وتعالى- لا بد من التعرف على أنواع الصدق مع الله تعالى، وفيما يأتي بيان لهذه الأنواع:
الصدق في الاعتقاد
يبدأ الصدق مع الله -سبحانه وتعالى- بصدق العبد في إيمانه واعتقاده؛ ويكون ذلك من خلال تحقيق أركان الإيمان؛ قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)، أي أن يؤمن العبد بكل ما جاء في كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ويصدق به تصديقاً جازماً دون ريب أو شك.
الصدق في الأحوال والنيات
معنى الصدق في النيات والأحوال أن يكون القصد من الأعمال والأقوال جميعها رضا الله -سبحانه وتعالى-، وأن يطلب العبد الجزاء من الله تعالى وحده دون سواه، وينتج من صدق المسلم في نيته العديد من المعاني الإيمانية؛ مثل الإخلاص والخضوع لله -تعالى-، الرضا، التوكل على الله والمحبة الخالصة له، الحياء من الله -عز وجل-، وتعظيمه -سبحانه وتعالى-.
ومما يؤكد أهمية هذا النوع من الصدق -الصدق في النيات- الحديث الذي رواه الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).
الصدق في الأقوال
هذا النوع من الصدق يعني أن تكون جميع أقوال المسلم صادقة ومطابقة للواقع، وليس فيها أي غش أو خداع أو تدليس، وأن ينتقي المسلم من الكلمات ما فيه نفع للآخر وأن يبتعد عن كل ما فيه ضرر؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ).
والصدق في القول مطلوب بكل الأوقات ولكنه يزداد أهمية في الشهادات؛ قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
الصدق في الأفعال
معنى الصدق في الأفعال أن تكون أفعال العباد مطابقة لأوامر الله -سبحانه وتعالى-، وأن يطابق ظاهر المرء باطنه؛ فلا يظهر المرء الخشوع والخضوع وهو في داخله يطلب رضا الناس مثلاً؛ بل يجب أن يطابق ظاهره ما في داخله أو أن يكون داخله أفضل من ظاهره، وأن يطلب بكل أفعاله رضا الله -سبحانه وتعالى- دون سواه.