كيف تكون إيجابياً في عملك
الإيجابية
تعرف الإيجابيّة على أنها تدريب العقل على أن يميل دوماً إلى التفاؤل، وهي القدرة على تغيير الأفكار حتى تصبح بعيدة عن السلبية، فهي تدريب النفس على تلقّي الأمور والتفاعل مع مجريات الحياة بهدوء ورويّة، وذلك من أجل الحصول على السلام الداخلي، ومن أجل القدرة على تحقيق الأهداف بثبات ودون تسرّع، وهذا يتمّ عن طريق مزيج من الأفعال الصغيرة اليوميّة التي تجعل عقليّة الإنسان تتغيّر يوماً بعد يوم لتصبح أكثر إيجابيّة، وتعني الإيجابيّة كذلك تنحية التوقّعات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابيّة ممّا يعني توقّع النتائج الأفضل، ممّا يزيد من تركيز الإنسان وبالتالي سعادته ، وهذا ما يعني كذلك حياة خالية من التوتر والقلق الذين يعودان على الإنسان وصحّته بالسوء، فهي رؤية الجانب المشرق من الحياة.
أهمية الإيجابية في العمل
تعتبر الإيجابية في العمل مهمّة جدّاً؛ وذلك لأنّها تمدّ كل الأشخاص بالطاقة التي يحتاجونها، وتكمن أهمّيتها في الآتي:
تقليل التوتر
تساهم الإيجابيّة بشكل عامّ في خفض معدّلات التوتر وخاصّة في بيئات العمل، فهي تساعد الإنسان على الشعور بالطاقة والحماس لإتمام المهمات الصعبة بدلاً من الشعور بالتوتر عند القيام بمهمة شائكة أو عند التعرض لضغط العمل، وهذا ما يقود الإنسان إلى أن يبدع في مهنته وأن يبدي نتائج أفضل وأنجح.
زيادة الإنتاجية
تحفّز الإيجابيّة العقل على أن يقوم بالعمل بشكل فعّال، فعندما يتمتّع الإنسان بالإيجابيّة فإن عقله يعمل بالطريقة التي تحثه على إظهار أفضل ما لديه، وهي أيضاً تزيد من طاقة الإنسان للعمل وتجعله متأهّباً على الدوام لإنجاز المهمّات حتى الإضافية أو الصعبة منها، وكذلك فإنّها تجعله أكثر تيقّظاً وتنبّهاً ممّا يعني الزيادة في الإنتاجية والحرفيّة، كما أنّها تساعده على تحسين تركيزه خلال أداء المهام والعمل على زيادته شيئاً فشيئاً.
زيادة القدرة على حل المشاكل
تعتبر مهارة حل المشاكل واحدة من أهمّ مهارات الموظف الناجح، ولذلك فإنّ الإيجابية تعتبر مهمّة للغاية في هذا السياق، فهي تعمل على تعزيز قدرة الشخص على إيجاد الحلول المبتكرة، فالأشخاص الإيجابيّون أكثر قدرة على التقاط الحلول المختلفة والمتنوّعة وتحليلها ودراستها بشكل جيّد، وتعتبر هذه المهارة مهمّة في جميع قطاعات العمل التي تحتاج إلى أشخاص إيجابيّين يأخذون على عاتقهم خلق حلول مناسبة في كلّ مرّة يواجهون فيها المعيقات.
المساعدة في صنع القرار
تساعد الإيجابيّة على جعل الشخص أقدر على اتّخاذ أفضل القرارات بصورة واضحة وعمليّة؛ وذلك لأنّه شخص بعيداً كل البعد عن القلق ممّا يجعله أنجح في هذ الأمر، وهذا ما يؤدّي بدوره إلى شعوره بالمزيد من الثقة بسبب اتخاذه القرارات الصحيحة.
كيف يكون الفرد إيجابياً في العمل
هناك العديد من الطرق والأساليب التي تساعد الإنسان على أن يكون إيجابيّاً في عمله، ومن هذه الطرق:
التفكير بإيجابيّة
يعتبر التفكير بإيجابيّة أهمّ خطوة للوصول إلى الإيجابية في العمل؛ وذلك لأنّ الإنسان ما هو إلّا ثمار أفكاره، ويتمّ هذا الأمر عن طريق تجنّب الأفكار السلبيّة وإشباع العقل بالأفكار الإيجابيّة من خلال قراءة الكتب الإيجابيّة، أو سماع الموسيقى المفرحة، أو مقابلة النّاس الإيجابيّين والأخذ بنصائحهم، وهو ما سوف يساعد على تطوير أساليب التفكير الإيجابي لدى الشخص.
التحكّم بالكلام
يجب على الإنسان أن يكون واعياً بالكلمات التي تخرج من فمه في كلّ وقت ومكان وفي مكان العمل بشكل خاص، فالكلمات قبل أن تؤثّر بالشخص الآخر فإنّها تؤثّر فيه أولاً، وتؤثّر في رؤيته للحياة وتصوّراته عنها، ولذلك فإنّه يجب عليه أن ينتبه إلى كلامه بحيث يكون بطريقة أكثر إيجابية حول كل شيء يدور حوله، وقد ثبت أن كلام الإنسان يوميّاً يؤثّر على الطريقة التي يفكّر فيها على المدى البعيد.
الروتين اليومي
يعتبر الروتين من أهم الأشياء التي تعين الشخص على أن يصبح إيجابيّاً، فالروتين لا يعني الملل كما يشاع، بل يعني أن يكون الإنسان منظّماً وقادراً على معرفة ما يريد فعله في يومه مما يزيد من إنتاجيّته، ويعتبر روتين الصباح هو الأهمّ بشكل أساسيّ، بسبب ما له من آثار على اليوم كاملاً، لذا فإنّ على الإنسان أن يبتكر روتينه الخاص والذي يضع فيه الأشياء المهمة التي يريد إنجازها في يومه، مع مراعاة أخذ الاستراحات في الوقت المناسب.
التعلم المستمر
تعتبر مواصلة التعلّم واحدة من أهم الاستراتيجيّات للحفاظ على الإيجابيّة في العمل، فهي تعين الشخص على أن يبقى مواكباً للتطوّرات من حوله، كما أنها تجعله يشعر بالثقة وتقدير النفس بشكل أكبر، ويمكنه التعلّم ذاتياً أو عن طريق الاستعانة بالزملاء والمدراء في العمل الذين يحملون خبرات أكبر وأشمل في العمل والحياة، وهذا ما يعني جعل العقل أكثر انفتاحاً، وهو ما يعين أيضاً على اكتساب المهارات المختلفة بشكل سريع وناجح، كما أنه من المهم تجربة الأشياء الجديدة التي تمدّ الإنسان بالثقة التي يحتاجها من أجل الإبداع في عمله، مما يتيح له أن يصبح محترفاً فيه.
إنشاء صداقة بين الزملاء
إنّ الصداقات في العمل تخفّف من حدة التوتّر الذي قد ينشأ إذا لم تكن موجودة، لذا فإنّه من الجيّد جعل الزملاء أصدقاء؛ وذلك لأنّ الشخص عادة ما يبقى مزاجه جيّداً إذا ما كان بصحبة أصدقائه كما أنه يتمتع بالمرح عند وجودهم بسبب البهجة التي يضفونها، فمن الممكن إيجاد الاهتمامات المشتركة بينه وبين زملائه ثمّ ممارستها بعد انتهاء العمل في أماكن أخرى، كما أنّه من المهم أن يكون الفرد لطيفاً وكريماً معهم، فهذا يعني أنّهم غالباً ما سيردّون هذا باللطف أيضاً، وهو ما سيجعل بيئة العمل مريحة وإيجابيّة، كما أنه سوف يزيد من راحة الإنسان في مكان عمله وبالتالي زيادة إنتاجيته.