كيفية قضاء الصلوات الفائتة حسب رأي ابن عثيمين
كيفية قضاء الصلوات الفائتة حسب رأي ابن عثيمين
إنّ الصلاة ركن من أركان الإسلام وعموده، وقد دلَّ على فرضيتها القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين، ولا يجوز جحدها ولا جحد فرض منها، قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، وتجب على كلّ مسلم عاقل بالغ ذكر وأنثى، أما إذا خرجت الصلاة عن وقتها فتسمى بالصلاة الفائتة، والتي يجب قضاؤها بمجرد تذكّرها، والدليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية في قصة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الفجر فجعل الصحابة بعضهم يَهْمِسُ إِلى بعض ما كفَّارَةُ مَا صنعنا بتفريطنا في صلاتنا، فكان قوله صلى الله عليه وسلم: (أما لكم فيَّ أسوةٌ؟ ثم قال ليس في النومِ تفريطٌ، إنما التفريطُ على من لم يُصَلِّ الصلاةَ حتى يجيءَ وقتُ الصلاةِ الأخرى).
حكم الصلاة الفائتة لعذر شرعي عند ابن عثيمين
يجتهد المسلم في تأدية الصلاة في وقتها ومن أعتقد الحِلّ في تأخيرها عن وقتها بلا عذر شرعي كالنوم أو النسيان فإنّه كافر لمخالفته الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، أمّا إذا لا يرى الحِلّ في تأخيرها عن وقتها فهو في هذا الحال عاصٍ ويجب عليه التوبة وألّا يعود لفعله مطلقاً، ولا يجوز للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها إلا لعذر النوم أو النسيان.
إنّ تأخير الصلاة بعد فوات وقتها غير جائز شرعاً ولا تقبل منه كمن يستيقظ في وقت صلاة الفجر ثمّ يتكاسل ويرجع للنوم مرّةً أخرى حتى تطلع الشمس، وحكم ذلك أنّه يُحاسب على فعله يوم القيامة لتهاونه في المحافظة على الصلاة في وقتها، والواجب من يقوم بهذا الفعل أنْ يُنصح ويُخوّف بالله تعالى، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ صَلاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا)، وإذا استغرق المسلم في عمله ولم يصلي لانشغاله وصلاها بعد فوات وقتها فليصليها وقت تذكرها فلا بأس عليه، أمّا إذا تذكرها لكنّه كان مستغرقاً في عمله وأخّرها بسبب انشغاله الشديد في عمله فحكم هذا عدم الجواز، وقد استدلّ الشيخ ابن عثيمين في حكمه على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ).
حكم الصلاة الفائتة المتروكة عمْداً عند ابن عثيمين
تعتبر الصلاة أولى العبادات العملية وفي مقدمتها فهي أفضلها بعد الشهادتين، ومن تركها تهاوناً وتكاسلاً بها فهو كافر مرتدّ عن الإسلام والمسلمين وينطبق عليه ما ينطبق على الكافرين، واستدلَّ بقوله صلى الله عليه وسلم: (من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ)، والتّرك هنا ترك الصلاة بالكلية أي ترك جميع الصلوات، أمّا مَنْ ترك فرضاً أو فرضين لا يُكفّر ومَنْ تركها أحياناً ثمّ رجع وصلى فإنّه لا يُكفّر لأنّه مقر بوجوبها، فإنّ تركها أحياناً ليس كفراً.
إنّ من أصيب بغيبوبة فلا يجب عليه قضاء ما فاته أثناء غيبوبته، والمريض الذي أُعطي بنجاً وأُغمي عليه لإجراء طبي معين فيجب عليه قضاء ما فاته من صلوات، والصلوات التي فاتت المسلم في السابق لا يُلزم بقضائها، ويجب عليه أنْ يتوب إلى الله توبة نصوحة، ويعود إلى العمل الصالح والله غفور رحيم، لأنّها عبادة مؤقتة بوقت معلوم لذا لا يجوز تأخيرها عن وقتها بلا عذر.