كيف تظهر عروق اليد
العروق
العروق في جسم الإنسان تقسم إلى شرايينَ وأوردةٍ وشُعيرات تنتشر في الجسد وتَسيل الدّماء من خلالها لِتَقوم الخلايا الحمراء بنقل الأكسجين والغذاء للخلايا، وتأخذ الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون لِتُكمل رحلتها عبر جسم الإنسان. تَتوزّع الأوعية الدمويّة بشكلٍ مُخصّصٍ بحيث يأخذ كلّ شريان/وريد مَكاناً خاصّاً يَمرّ من خلاله وعادةً ما يُسمّى باسمه. انقباض البُطين يُخرِج الدّم من القلب إلى الأوعيّة فيَنتجُ عنه الضّغط الدمويّ ويُقدّر بمُعدّل 110، وهذا الضّغط الدّموي يقوم بدوره بالتّأثير على الجدران الداخليّة للأوعية الدمويّة. ومن خلال انتقال الدّم من الشّرايين الكبيرة إلى الصّغيرة فإنّ الضّغط على الجدران الداخليّة للأوعية الدمويّة يَقلّ فيصل إلى 35 حتّى أن ينعدمَ في الشّعيرات.
بشكلٍ عام يمكن القول بأنّ الشّرايين في جسم الإنسان عميقة؛ فيَصعبُِ رؤيتها، أمّا الأوردةُ فمنها ما هو عميق، ومنها ما هو سطحيُّ يُمكن مُلاحظته بالعين المُجرَّدةِ من خلال سطح الجلد، وعادةً ما يكون ظهورُها باللّون الأزرق؛ وذلك لأنّ الدّم في الأوردة يَحمل غاز ثاز ثاني أكسيد الكربون بدلاً من الأكسجين.
عروق اليدين
يَنزلُ من تحت الإبط شريانُ رئيسيّ حتّى نهايةِ الذّراع، ومن ثَمَّ يَتفرَّعُ إلى شريانين: الشّريان الساعديّ والعَضَديّ، ومن ثَمّ يتفرّعان في الكفِّ لتغذية الأصابع، أمّا الأوردةُ فتَبتدئُ مُتفرّعةً في الأصابع، فتَتَجمَّعُ لِتُشكِّلَ الوريدين الساعديّ والعَضَديّ، ويجتمعان في الوريد الكابتليّ في الجهة الخارجيّة من الذّراع، والبازليّ في منطقة باطن الكوع. تظهر الأوعية الدمويّة في اليدين بشكل طبيعيّ بسبب قلّة وجود الدّهون تحت جلد اليدين، خاصّةً عند كبار السّن والمُدخّنين، وقليلي الحركة.
كيف تظهر العروق
فسيولوجيّاً فإنّ ظهورَ العروق واختفاءَها خاضعٌ لعمليّاتٍ مُعقّدةٍ في جسم الإنسان، مُعتمدةً في ذلك على المُؤثّرات الخارجيّة والداخليّة في الجسم.
- عصبيّاً: عن طريق الباروسيبتوز والكيموسيبتورز؛ وهي مُستقبلات حِسيّة للمُؤثّرات الخارجيّة تَقومُ بنقل الإشارة إلى الدّماغ إلى منطقةٍ الميدولا أوبلنغاتا تحديداً؛ إذ تقوم بدورها بالتحكّم بالنّبض وكميّة الدّم المَضخوخ في كلّ نبضةٍ وبالتّالي تَتَحكَّمُ بضغط الدّم والذي بدوره يقوم بإظهار العروق.
- هرمونيّاً: عن طريق هرمونات الأبنفرين والنورإبينفرين الذّان يعملان على زيادة النّبض والانقباضيّة، ممّا يَزيد الضّغطَ فيزيد ظهور العروق على الجلد. أما هرمونَيّ الألدستيرون والأنتيديورتيك فيعملان على زيادة كميّة الدّم في العروق ممّا يجعلها أكثرَ بروزاً.
- المضخّة العضليّة: بشكلٍ عامّ تقومُ العضلات في جسم الإنسان بمُساندة الأوردة في عَمَلها خاصّةً عضلةِ السّاق الخلفيّة في الأرجل؛ فعند انقباضها تقوم بالضّغط على الأوردة فتعمل على تسهيل حركة الدّم في الأوردة من الأطراف نحو القلب، ممّا يُؤدّي إلى إظهار العروق بشكل أوضح.
- نسبة الأكسجين في الدّم: نقص الأكسجين في الدّم يُؤدّي إلى انقباض الأوعية الدمويّة مؤديّاً إلى بروزها.
- عوامل فيزيائيّة: ارتفاع درجة حرارة الجلد يزيد من تَدفُّق الدّم في العروق عن طريق مُستقبلات المايوجينك.
- عوامل كيميائيّة: الكدمات والالتهابات وما ينتُج عنها من تغيُّراتٍ كيميائيّةٍ، ممّا تزيد من انقباضيّة العروق.
طرق لإظهار عروق اليد
- فردُ الذّراعِ ووَضعُها على وسادةٍ مُريحةٍ؛ حيث إنّ هذا يَجعل الأوعية الدمويّة أكثرَ ظهوراً.
- وَضْعُ المِعصمين فوق بعضِهما البعض (المِعصم اليمين فوق اليسار أو العكس)، وقبضهما بشدّة؛ وذلك للاستفادة من المِضخّة العضليّة كما شُرِحَ سابقاً.
- فَتْحُ اليدين وقبضهما بِشدّة عدّة مراتٍ؛ لأنّ ذلك يسمح بتَجميع الدّم في العروق.
- الاستفادة من الجاذبيّةِ الأرضيّة في تجميع الدّم في عروق اليدين، أي بجعل مُستوى اليدين مُنخفضاً عن بقيّة أجزاء الجسم ليُسمَحَ للدّم بالنُّزول إلى أسفل. ولتطبيق ذلك يُمكن الاستلقاءُ مثلاً على سطحٍ مائلٍ وجَعْلِ الأرجلِ في المَنطقة المُرتفعة والأذرع في المنطقة المُنخفضة، أو بالوقوف على اليدين مَثَلاً، ولكن ذلك يَحتاج مَهارةً واتّزاناً وتدريباً مُسبقاً، ويمكن أيضاً فعلُ ذلك بمُساعدةِ الحائط.
- الضّرْبُ باستخدام أصبعين ضرباتٍ خفيفةٍ سريعةٍ على الوعاءِ الدمويّ ؛ لأنّ ذلك يُساعد في ظهوره بشكلٍ أوضحَ، ولكن هذه الطّريقة قد تكون مُؤلمةً بعض الشّيء، وقد تُحرِّر الهِيستامين فتُعطي ردّ فعْلٍ تَحسُسيّ؛ وبسبب هذا فهي ممنوعةٌ عن المَرضى الذين يمتلكون أوعيّةً دمويّةً هشّةً.
- ربطُ الذّراع بحبل مطاطيّ أو أنبوب (أنبوب سحب الدّم) فوق مِفصل الكوع بمُعدّل 5-10سم، ثم القيام بقبض اليد بِشدّة وارخائها عدّة مرّات، فهذا يُساعد على تجميع الدّم في الأوردة الدمويّة، وبالتّالي بروز العروق، وهنا وجب التّنويه لأخذ الحذر عند استخدام الأربطة والقبض على ألّا تستمرّ لأكثرَ من 15 ثانية حتّى لا يَنقطع الأكسجين عن اليد.
- حبس النَّفَس وإغلاق الفم مع الضّغط على النّفس لمدّة لا تَتجاوز الثّلاثين ثانية، فهذا يُساعد على بروز العروق؛ لأنّ حبس النّفس يُقلّل من نسبة الأكسجين الداخلة للجسم وبالتّالي زيادةَ في ضغط الدّم وبروزَ العروق، هذه الطّريقة التي يَستخدمها أبطال كمال الأجسام عند عرض عضلاتهم والتّصوير، وهنا وجب الانتباه جيّداً ألّا يمكث طويلاً بهذه الوضعيّة؛ لأنّها خطيرةٌ ومن المُمكن أن تُسبّب انفجاراً في أنسجة العين أو الدّماغ.
- مُمارسةُ التّمارين الرياضيّة وخاصّةً رفع الأثقال.
- رفع درجة حرارة الجسم، فارتفاع درجة حرارة الجسم يَعْمَل على دفع الدّم على السّطح وبالتّالي ظهور العروق، ويُمكن رفع درجة حرارة الجسم بتناول الأطعمة الحارّة أو وضع الفلفل الحارّ على الجلد، أو باستخدام الكمّادات الدّافئة على الأيدي.
- تقليل نسبة الدّهون تحت الجلد؛ لأنّ العلاقة بين نسبة الدّهون وبروز العروق علاقةٌ طرديّةٌ؛ أي كلّما قَلّتْ نسبة الدّهون ظَهرت العروق بشكلٍ أَوضح، وتقليل نسبة الدّهون يكون عن طريق تناول الأطعمة الصحيّة والمُغذيّة، والابتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالدّهون والكربوهيدرات مثل الوجبات السّريعة، والحرص على مُمارسة التّمارين الهوائيّة بشكلٍ مُستمرّ، كالسّباحة وركوب الدّراجة، ثمّ أخذ قسط من الرّاحة مُدّته نصف ساعة.
- يُمكن تَناوُلُ المُكمّلات الغذائيّة بعد أخذ استشارة الطّبيب.
إيجابيّات ظهورِ العروق في اليدين
- طبيّاً: لأغراض جمع العَيّنات الدمويّة أو للحَقْن، وعادةً ما يُستخدَم الوريد البازليّ لهذا الغرض.
- مؤشرٌ للحالة الصحيّة: يُساهم في تشخيص بعض الأمراض؛ حيث إنّ بروزَ العروق بحدّ ذاته قد يكون مُؤشّراً مرضيّاً إذا تَصاحب ظهوره مع بعض الأعراض الأُخرى، كالصّداع ، والدّوار، والإعياء، والاحمرار، والألم في منطقة البروز؛ فإن كان البروز في اليدين شديداً وتَرافق معه ظهور الأوعية الدمويّة في منطقة الوجه والرّقبة والظّهر فإنّ ذلك قد يكون عَرَضاً من أعراض بعض الأمراض الجلديّة وقد يَترافق مع الاحمرار والحكّة، وإذا كان البروز شديداً فقد يكون مُؤشّراً على أمراضِ الأوعيةِ الدمويّة، وارتفاع ضغط الدّم، والسُكّر.
- جماليّاً: العديد من الرّجال وخاصّةً الذين يُمارسون رياضة كمال الأجسام يَسْعَوْنَ إلى إبراز عروق عضلاتهم؛ لأنّها تُعطيهم منظراً أكثر جاذبيةً حسب رأيهم، وهناك العديد من الطّرق التي تُساعد الرّجل على إبراز عروق يديه رغم وجود العضلات ولكن دون أيّ ضرر يَلحق به.
محاذير
تطبيق ما سلف ذكره من الخطوات قد يُشكّل خطراً على المرضى الذين يعانون من:
- مرض التّليّف الوريديّ.
- تورّم أو كَدمات .
- التهابٌ أو عدوى في أيٍّ من أنسجة الأذرع.
- إذا كان هناك أيّ جهاز طبّيّ تحت الجلد.
- إذا كان هناك ترقيع في الأوعيّة الدمويّة.
مُلاحظات
- تأثير السّمنة على ظهور عروق اليد: كما أُشيرَ سابقاً فإنّ بروز الأوعية الدمويّة قد لا يُعتبر حالةً صحيّةً، ولكن يجب التّنويه إلى أنّ اختفاءَها بسبب السّمنة ليس دليلاً على الصحّة الجيّدة؛ فالسّمنة تَزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الأوعيّة الدمويّة مُؤدّيةً إلى التهابها وضعف الجدار الداخليِّ لها. كما أنّ السُّمنة تَعمل على رفع ضغط الدّم بشكل عام.
- تأثير النّيكوتين على عروق اليد: أشارت بعض الدّراسات إلى أنّ النّيكوتين يَلعبُ دوراً في زيادةِ تدفّق الدّم في الأوعيّة الدمويّة العميقةِ التّي تُغَذّي العضلات، والأوعيةِ الدمويّة السطحيّة؛ أي تلك التي تُغذّي الجلد ممّا قد يزيد من ظهورها عند المُدخّنين.