كيف تتعامل مع والديك
طاعة الوالدين
يُطيع الولد أبواه بما يأمرانه ما دام الأمر لم يدخل في دائرة معصية الله -تعالى-، لقوله -تعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
وقال بعض العلماء إنّ الوالدين إذا أمرا ولدهما بالامتناع عن عبادات التطوّع؛ عليه أن يُطيعهما بأمرهما، كمن كان صائماً تطوعاً، فأمره أحد والديه أن يُفطر فعليه أن يفطر، وقال الإمام أحمد في ذلك؛ له أجر الصّيام وأجر البرّ.
صحبة الوالدين والإحسان إليهما
أمر الله -عزّ وجلّ- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بصحبة الوالدين في الدنيا إحساناً لهما، فها هو سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- لمّا دخل في الإسلام حلفت أمّه أن لا تُحدّثه وأن تمتنع عن الطعام والشراب.
وبقيت على ذلك حتى أُغشي عليها من المشقة بعد ثلاثة أيّام، فقام ابنٌ لها فسقاها الماء، فأفاقت تدعو على ابنها سعد، فأنزل الله -تعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
الإنفاق عليهما
أوجب الإسلام على الابن الإنفاق على والديه، وكسوتهما، وسدّ حاجاتهما، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رجلاً قال: (يا رسولَ اللَّهِ إنَّ لي مالاً وولداً وإنَّ أبي يُريدُ أن يجتاحَ مالي فقالَ أنتَ ومالُكَ لأبيكَ)، وتعدّ النفقة على الوالدين أعظم وجهٍ من وجوه الإحسان إليهما.
التودد إليهما
ويكون ذلك من خلال التلطّف معهما بالقول؛ كأن يبدأ معهما بالسّلام، والتودّد إليهما بالأفعال؛ كأن يُقبّل أيديهما، ويوسّع لهما في المجلس، وأن يحرص على أن لا يبدأ الأكل قبلهما، ويصاحبهما في المسير، فإن كانت نهاراً مشى خلفهما، وإن كانت ليلاً أمامهما.
المحافظة على كرامة الوالدين
يُحافظ الولد على كرامة والديه ومكانتهما، فلا يسمح لأحدٍ أن يؤذيهما أو يتعرّض لهما، ومن ذلك أن لا يسب الرجل والد الآخر، فيسبّ الآخر والده، فيكون سبباً لشتم والده والتقليل من قيمته، كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ).
الابتعاد عن عقوقهما
قرن الله -تعالى- رضا الوالدين برضاه ، وجعل عقوق الوالدين سبباً لسخط الله، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (رضا الرَّبِّ في رضا الوالِدَيْنِ، و سَخَطُه في سَخَطِهِما)، فإن رضيَ الله عن عبده نال الخير كلّه، ودفع عنه الشرور والمصائب والبلاء، وكان ذلك سبباً لإجابة الدعاء.
إدخال السرور عليهما
يسعى الولد لإدخال السرور على قلب والديه، عملاً بما أمر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين جاء رجل يبايعه على الهجرة، فقال: (إني جئتُ أبايعك على الهجرةِ، ولقد تركت أبويَّ يبكيانِ! قال: ارجعْ إليهما فأضحكْهما كما أبكيتَهما).
الدعاء لهما
يدعو الابن لوالديه، وهو من أعظم البرّ، ولا يقتصر الدعاء لهما بعد الوفاة، بل يدعو لهما بالرحمة قبل الممات، فقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الدعاء للمسلمين جميعاً، والوالدين هم أولى النّاس بالدعاء، قال -تعالى-: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا) .