كيف تتخلص من الذنوب والمعاصي
كيفية التخلص من الذنوب والمعاصي
يقع كل مسلم بالذنوب والمعاصي لا محالة؛ حيث جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ)، وهذا يعني أن الواجب على المسلم المبادرة والإسراع في التوبة بعد الوقوع في الذنب، كما عليه محاولة تقليل فرصة وقوعه في الذنب مرة أخرى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن طرق التلخلص الذنوب والمعاصي الطرق الآتية:
تعظيم محبة الله
تعد محبة الله -سبحانه وتعالى- في قلب المسلم أحد أهم الوسائل المانعة من الذنوب والمعاصي، وكلما عظمت محبة الله -تعالى- في قلب العبد كلما عزَّ عليه الوقوع في المعصية وعزَّ عليه نظر الله -عز وجل- إليه وهو يعصيه؛ إذ إن المحب الصادق لله -تعالى- لا يفكر فقط في العقاب أو الثواب الحاصل في الدار الآخرة؛ وإنما يفكر دائماً في كيفية إرضاء الله -تعالى- والاقتراب منه أكثر فأكثر.
ومما يسهل على المسلم الابتعاد عن الذنوب والمعاصي معرفة الآثار الإيجابية لتركه لها؛ فترك المعاصي والذنوب يبارك له في الرزق ويُيسّره له من حيث لا يحتسب، ويملأ قلب المسلم بالسكينة والطمأـنينة، كما يلقي الله -تبارك وتعالى- حبه ومهابته في قلوب الناس، كل ذلك بالإضافة إلى تحقيق الهدف الأسمى والغاية الأعظم؛ ألا وهي محبة الله تعالى ورضاه.
الابتعاد عن الخلوة
قد يتجرأ البعض في أثناء خلوته على اقتراف الذنوب والمعاصي أكثر مما قد يفعل أثناء تواجد الناس حوله؛ لذلك فإن الابتعاد عن الخلوة قد يكون أحد الأسباب الهامة في التقليل من فرصة وقوع المسلم في الذنوب والمعاصي.
ويجدر بالمسلم معرفة الأثر الخطير لذنوب الخلوات، واستشعار رقابة الله -عز وجل-، وعليه ألا يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه؛ وقد قال الله تبارك تعالى في الذَّم من الذنوب التي يفعلها المسلم في الخلوات: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا).
هجر أسباب المعصية
لكل معصية من المعاصي أسباب معينة تؤدي إلى الوقوع بها؛ فمثلاً قد تكثر الغيبة والنميمة بين أوساط معينة من الناس أو رفقة معينة عند الاجتماع بها يقع الأطراف في الغيبة والنميمة.
وقد يكون سبب ذنب آخر إطلاق النظر في ما حرَّمه الله -تبارك وتعالى-، لذا يكون الحل هنا بهجر كل الأسباب المؤدية للوقوع في المعاصي وقطعها ابتداءً قبل الوصول إلى الذنب والمعصية النهائية.
مرافقة الصالحين
إن الرفقة الصالحة تعد أحد أهم أسباب الابتعاد عن الذنوب والمعاصي؛ وذلك أن دين المرء وأخلاقه غالباً ما تشابه أخلاق ودين من يرافقهم، وقد جاء في الحديث الصحيح: (الرجلُ على دينِ خليلِه فلْينظر أحدُكم من يخالِلْ).
فلو صاحب المسلم رفيقاً سيء الخلق وقليل الدين فسيحث صديقه على الوقوع في الذنوب والمعاصي، أما إن رافق الصالحين فلن يتجرأ على فعل المعصية أمامهم، وإن فعل فسيجد النصح الصادق والإعانة على تركه هذا الذنب.
تذكر الموت
تذكر الموت وسيلة نافعة من وسائل ترك الذنوب والمعاصي والابتعاد عنها؛ حيث إن الموت يعد الحقيقة الكبرى التي سيلاقيها كل إنسان لا محالة، وتذكير المسلم لنفسه بالموت يعينه على ترك المعصية والخوف من عاقبتها ومن الموت عليها، كما يحثه تذكر الموت على التزود من الأعمال الصالحة للدار الآخرة والإكثار منها.