كيف أمارس اليوغا في البيت
اليوغا
اليوغا هي نوع من أنواع الرّياضات أو الممارسات الروحيّة القديمة التي تربط العقل والجسم معاً، وترجع اليوغا في أصلها إلى الفلسفة الهنديّة القديمة، ولها أنواع مختلفة تجمع بين وضعيات الجسد المختلفة، والاسترخاء أو التأمّل، بالإضافة إلى استخدام أساليب مختلفة في التنفس، أمّا نوع اليوغا المناسب فيعتمد تحديده على درجة لياقة الجسم والنتيجة المرجوّة من مُمارستها. نوع اليوغا الأكثر شيوعاً في الثقافة الغربيّة هو هاثا يوغا، ويمكن القول إنّ اليوغا رياضة بدنيّة تعتمد على وضعيات الجسد؛ لتعزيز سيطرة الفرد على عقله وجسمه وتحقيق الراحة له، ولليوغا ستّة أفرع رئيسيّة، وهي بكتي يوغا (بالإنجليزيّة: Bhakti Yoga)، وكارما يوغا (بالإنجليزيّة: Karma Yoga)، وجنانا يوغا (بالإنجليزيّة: Jnana Yoga)، ورجا يوغا (بالإنجليزيّة: Raja Yoga)، وهاثا يوغا (بالإنجليزيّة: Hatha Yoga)، وتانترا يوغا (بالإنجليزيّة: Tantra Yoga).
وتعدّ اليوغا من تمارين اللياقة البدنيّة التي تحظى بشعبيّة واسعة خاصّةً في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وهي وسيلة للتنوير في الديانات الهندوسيّة، واليانيّة، والبوذيّة، والسيخيّة، وقد كان لها تأثير كبير على الممارسات الروحيّة لمختلف الديانات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
اشتُقّ لفظ يوغا من اللفظ السّنسكريتي يوج (بالإنجليزيّة: Yuj)، الذي يعني الانضمام معاً (بالإنجليزيّة: To yoke or join together)، وقد ترجمها البعض على أنّها تعني اتّحاد العقل والجسم مع بعضهما البعض، ومن المُمكن أن تعود اليوغا على الجسد بالعديد من الفوائد الصحيّة، مثل: تخفيف آلام أسفل الظهر، وتعزيز التوازن، وزيادة مرونة الجسم، إلّا أنّه يجب توخّي الحذر أثناء ممارسة اليوغا ؛ فقد يؤدي الضغط المتكرر على الرقبة، والكتفين، والساقين، والركبتين، والعمود الفقري إلى حدوث إصابات في الجسد.
طريقة مُمارسة اليوغا
لممارسة اليوغا يمكن اتّباع الخطوات الآتية:
- الاستلقاء على الظهر والاسترخاء بشكل كامل، مع مراعاة التنفس بعمق، وتصفية الذهن من الأفكار جميعها.
- رفع الساق اليُمنى ومدّها وإبقائها مرفوعةً في الهواء، ثمّ رفع الساق اليُسرى بعدها بالطريقة نفسها، وإبقائها مرفوعةً في الهواء أقصى فترة ممكنة.
- رفع السّاقين في الهواء مع رفع الرأس قليلاً لأطول فترة مُمكنة، والاسترخاء، والاستمرار في التنفس بعمق من البطن.
- رفع الساقين إلى الأعلى أثناء الاستلقاء على الظهر وإسناد الظهر باليدين، مع محاولة البقاء مدّة دقيقة مع الاسترخاء الكامل.
- الاستلقاء على الظهر مرّةً أخرى، ثمّ تحويل الحوض إلى الجهة اليُمنى لأقصى درجة مُمكِنة، والبقاء هذه الوضعيّة أطول فترة ممكنة مع مراعاة لفّ الرأس إلى اليسار والاسترخاء ، ثمّ تحويل الحوض إلى الجهة اليسرى والرأس إلى الجهة اليمنى، والاسترخاء لأقصى مدّة ممكنة.
- الاستلقاء على البطن ووضع اليدَين أسفل الجسم، ثمّ رفع الساقين قليلاً إلى الأعلى، ثمّ إعادة الساقين على الأرض، بعد ذلك مدّ الساق اليُمنى وحدها وإبقائها مرفوعةً، ثمّ إنزالها ورفع الساق اليسرى، مع مراعاة التنفس بعمق وأخذ الشهيق والزّفير من الأنف والزفير والاسترخاء من المعدة، والبقاء في هذه الوضعيّة أطول فترة ممكنة.
- الاستمرار في الاستلقاء على البطن ووضع اليدين بمحاذاة الجسم على الأرض، ثمّ رفع الساقين في الهواء وجلبُهما نحو الرّأس إلى أقصى حدّ ممكن، ثمّ رفع الجزء العلويّ من الجسم إلى أن يأخذ شكل قوس، والاستمرار في التنفّس بعمق ، مع الاسترخاء ومحاولة البقاء في هذه الوضعيّة أقصى فترة مُمكنة.
- بعد الخطوة السّابقة، إعادة الرأس والقدمين إلى وضعهما، ووضع اليدين جانباً، والاسترخاء.
- الجلوس بحيث يكون الظهر مستقيماً والبطن مُسترخِياً إلى أقصى حدّ، ويجب الجلوس تربّعاً في هذه الوضعيّة، ثمّ ضمّ اليدين والتفكر والتأمّل.
- الاستلقاء على الظهر وإراحة العضلات، ويجب بدايةً شدّ عضلات الأرجل والقدمين ثمّ إراحتها، ثمّ شدّ عضلات الذراعين والكفّين ثمّ إراحتها، ثمّ شدّ عضلات الوجه ثمّ إراحتها، وأخيراً شدّ عضلات الجسم كاملاً وإراحتها، ثمّ يجب تحريك الأرجل قليلاً والاسترخاء بعد ذلك لبضع دقائق، ومن ثمّ القيام وإكمال اليوم بشكل طبيعيّ.
نصائح لمُمارسة اليوغا
قد تكون ممارسة اليوغا بشكل عامّ صعبةً إلى حدٍّ ما، وفيما يأتي بعض النصائح للبدء بممارستها:
- إيجاد مكان مريح ومناسب لممارسة اليوغا: يُفضَّل أن يكون المكان غرفةً هادئةً وفارغةً إلى حدٍّ ما؛ لتجنّب خطر الاصطدام بقطع الأثاث، ويُفضَّل توفّر جدار خاصّ للارتكاز عليه، ويمكن للمرء خلق أجواء لطيفة عن طريق إشعال بعض الشموع في الغرفة.
- توفير المُلحَقات اللازمة لممارسة اليوغا: إنّ كل ما يحتاجه المرء لممارسة اليوغا هو حصيرة خاصّة بذلك؛ لضمان عدم الانزلاق، ويُفضَّل أن تكون نوعيّتها جيّدةً لكي تدوم طويلاً، وتكون مريحةً تناسب الاحتياجات اللازمة، وإن لم توجد حصيرة خاصّة فإنه يمكن الاستعاضة عنها بممارسة اليوغا على البطّانيات، أو الوسائد.
- تجنُّب حدوث الإصابات ما أمكن: على المرء أن يحميَ جسمه، وأن يعلم المناطق الحسّاسة في الجسم وهي الركبتان، والرقبة، والوركان، والعمود الفقريّ، فإذا شعر بآلام في هذه المناطق أو أيّ مناطق أخرى، فعليه أن يتوقّف عن ممارسة اليوغا، وعليه ألّا يُجبر نفسه على تحمّل الألم؛ تجنُّباً لحدوث إصابات، كما يجب أن يكون حذراً عند الانتقال من وضعيّة إلى أخرى؛ حيث تُعدّ المرحلة الانتقاليّة من وضع إلى آخر أكثر احتماليّةً لحدوث الإصابات.
- تحديد نوع اليوغا المناسب: على المرء أن يختار فئة اليوغا المناسبة له ولاحتياجاته، ويمكنه أن يطّلع على ذلك عن طريق الإنترنت أو يطلب المساعدة من مختصّ، وعليه أن يختار نوع اليوغا الذي يُمكنه ممارسته مع أقلّ قدرٍ من المقاومة.
- الاسترخاء التامّ بعد ممارسة اليوغا: حيث يحتاج الجهاز العصبيّ إلى الراحة والاسترخاء؛ لاستيعاب الفوائد التي حصل عليها من ممارسة اليوغا.
- ممارسة اليوغا بانتظام: إنّ ممارسة اليوغا مرّةً واحدةً في الأسبوع هو أمر مفيد جداً، في حين تعدّ ممارستها ثلاث مرّات في الأسبوع أكثر فائدةً، أمّا ممارستها يوميّاً فتعود بالفائدة الأعظم، ويُفضَّل ممارسة اليوغا ثلاث مرّات في الأسبوع والشعور بالفخر والرِّضا جرّاء ذلك، فذلك يُعدّ أفضل بكثير من محاولة ممارسة اليوغا يومياً، والشعور بالفشل في حال عدم القدرة على الالتزام.
- عدم المبالغة والإجهاد في ممارسة اليوغا، فإن لم يستمتع المرء أثناء ممارسة رياضة اليوغا فلن يستطيع الاستمرار بها، وإذا أراد المرء أن تصبح اليوغا من الأمور الروتينيّة في حياته فعليه أن يختار نوع اليوغا المناسب له بعناية، كما عليه أن يختار معلّم اليوغا بعناية فائقة أيضاً.