كيف أعتذر لصديق
كيفية الاعتذار عن الخطأ للصديق
هُنالك العديد من الطُرق التي يُمكن للمرء اتّباعها؛ لمُصالحة صديقه، وكسب ودّه، وتوطيد العلاقة معه مُجدّداً، وهي:
تحمّل المسؤولية
يجب على الصديق المُبادرة والاعتذار لصديقه من خلال تحمّله مسؤوليّة أخطاءه والاعتراف بها، وعدم تبريره سلوكه أو اختلاق الأعذار أمام الطرف الآخر أو إلقاء اللوم عليه بالمُقابل للتخلص من تأنيب الضمير، أو جعل صورته أفضل أمام الأصدقاء الآخرين وعدم تغيير نظرتهم له، ولا بد من استخدام الكلمات والعبارات التي تحمل معاني صريحة بأنّه حقاً يُدرك ويعي أنه الطرف المُخطئ، وعدم التلاعب بالكلمات فقط لتحسين صورته، أو التخلص من المشكلة دون حلها وتحمّل نتائجها بشكلٍ سليم.
طلب الصفح بصدقٍ
يُعتبر الجزء الأهم في الاعتذار صدق المرء في مشاعره ، وإحساسه الداخلي بالندم على تصرّفاته السلبيّة التي صنعت خلافاً أو آذت مشاعر صديقه وأزعجته، إضافةً لرغبته بإصلاح خطأه وطلب الصفح، والاجتهاد في مُصالحة صديقه بشتى الطُرق والوسائل، وإرجاع العلاقة الصحيّة والوثيقة بينهما لوضعها السابق، وتتوافر بعض الشروط التي تجعل اعتذار المرء صادقاً وهادفاً أمام صديقه، ولا يؤثّر على مُستقبل الصداقة لاحقاً، وهي:
- إقرار الصديق المُخطئ بأنّه هو السبب الرئيسي للخطأ أو سوء الفهم بينهما، واعترافه به بشكلٍ صريح دون مراوغة أو تبرير لرفيقه.
- توضيح سبب تصرف المرء بشكلٍ واضح وصريح، حيث إن بعض الأخطاء قد لا تكون مقصودة، وتحدث سهواً بالتالي شرح دوافعه وأسبابه للطرف الآخر.
- اعتراف المرء بشعوره بالندم والحزن لأنه أساء لصديقه، أو لأنه تصرف معه بشكلٍ غير لائق، او لأنه غضب منه بشكلٍ مُبالغ به، وعن أي رد فعل آخر سلبي أو جارح سبب له الأذى.
- تقديم المرء تعويضات طيبّة لصديقة، كرد اعتباره، أو توضيح مصداقيّته ونزاهته أمام الآخرين، أو إصلاح ممتلكاته مثلاً إذا أتلف أياً منها بغير قصدٍ أثناء الشجار.
تعزيز الاتصال وإظهار الاهتمام بالصديق
يجب على الصديق أن يُظهر اهتمامه بصديقه، كجزءٍ من التعبير عن الندم والأسف، وكشعورٍ داخلي صادق ومؤشر لعاطفته القويّة التي تجعله يرغب بالتودد لصديقة والتقرّب منه، وتُظهر ثمار صداقتهم الحميمية وعدم قدرته على الاستغناء عنه، وذلك من خلال الطرق الآتية:
- التعبير عن مشاعر المرء الصادقة اتجاه صديقه والتي تُفيد بأسفه وحبّه الكبير له، والذي يدفعه للاعتذار له بصدق.
- الاعتزاز بالصداقة والاجتهاد في الحفاظ عليها، وبيان مدى فخر المرء برفيقه، واهتمامه في استعادة العلاقة معه.
- الاتصال بالصديق، أو طلب مُقابلته وعدم قطع الاتصال بينهما، بل تكثيفه لبيان أهمّيّته، ومكانته الكبيرة في قلب صديقه.
خطوات الاعتذار بشكلٍ صحيح وهادف
هنالك بعض الخطوات التي تدعم المرء وتُساعده على الاعتذار للآخرين، وإصلاح أخطائه وهي:
- معرفة سبب الاعتذار: قبل أن يتقدّم المرء ويجتهد بالاعتذار، عليه أن يعرف سبب اعتذاره، وقيمة وفائدة هذا الاعتذار؛ ليتمكن من تقديمه بصدقٍ ونزاهة، وبشكلٍ صحيح ويُحقق غاياته، حيث إن أسباب الاعتذار هي:
- معرفة المرء أنّه أساء التصرّف، وشعوره بالأسف والندم على أفعاله.
- اهتمام المرء بمشاعر الآخرين، والرغبة في إعادة فتح خطوط التواصل الوديّة معهم، والاستمرار بالعلاقة والتمسّك بهم.
- رغبة المرء بالتعلّم من أخطائه، وإيجاد طرق صحيحة للتعامل في المواقف التي ستواجهه لاحقاً.
- اختيار التوقيت المُناسب للاعتذار: حيث إن اختيار الوقت المُناسب للاعتذار، يجعل من الاعتذار فعّالاً ويُحقق الغرض منه ألا وهو المُصالحة، بحيث يُناسب الصديق وشخصّيته، والموقف الذي حدث بينهما، علماً بأن بعض الأخطاء قد تكون كبيرة وتحتاج إلى بعض الوقت لإصلاحها، واجتهاد المرء في ذلك.
- تحمل المسؤوليّة والاعتذار بصدق: وقد تم ذكر الهدف منهما سابقاً، وطريقة التعامل مع الصديق بشكلٍ مُناسب.
- وضع الحدود والعهود في الصداقة: فالصداقة كسائر العلاقات تحكمها حدود ومواثيق خاصة توجب على الأصدقاء احترامها والالتزام بها، إضافةً لوجود بعض العهود الجديدة التي تهدف لإصلاح الصداقة وعدم تأثرها بالخطأ السابق الذي قد يكون سبب خرقاً أو تعديّاً على حدود الصداقة، كزعزة الثقة بين الأطراف والتي يجب إعادة بنائها بطريقةٍ سليمة.
- التسامح وإعادة التوازن للعلاقة: وذلك من خلال التأكّد من عدم وجود أي مشاعر سلبيّة عالقة لدى الأصدقاء سواء أكان الشخص المُخطئ أو الطرف الآخر، والنظر لعلاقة مُستقبليّة أفضل معهم، وأكثر صحّة واتزاناً.
طرق أخرى للاعتذار بشكلٍ لطيف للأصدقاء
هُنالك العديد من الطرق المميّزة التي يُمكن للصديق استخدامها لتعزيز ودعم اعتذاره من صديقة، وهي:
- دعوة الصديق للخروج والتنزّه معاً، أو تناول العشاء والتحدث معه بهدوءٍ وصدق ومصالحته.
- إرسال باقة جميلة من الزهور التي تحمل معها طاقة إيجابيّة، ومشاعر البهجة والتفائل والودّ المؤثرة للصديق، وإرفاق بطاقة أو مذكرة اعتذار بسيطة التعبير، وعميقة المشاعر لمكان عمله أو لمنزله.
- كتابة الخطابات والرسائل التي تحمل مضموناً صادقاً، وكلمات مُعبّرة تُفيد بندم المرء ورغبته بالاعتذار وإصلاح خطأه، وتُعبّر عن مشاعره الصادقة اتجاه صديقه.
- تغيير المرء لتصرفاته وأفعاله والظهور بشكلٍ أفضل مع صديقه ومع الآخرين من حوله لإظهار نيّته الصادقة بتصحيح خطأه وتغيير سلوكه حفاظاً على علاقته الوديّة معه.
مواصفات الصديق الحقيقيّ
هُنالك العديد من الصفات المميّزة التي يتحلى بها الأصدقاء الحقيقيون، والذين يرغب الجميع بالحصول على صداقة ناجحة معهم، ومنها:
- عدم الشعور بالغيرة والمنافسة مع الأصدقاء الآخرين وتمني الأفضل لهم دائماً بعيداً عن الحقد والحسد والمُنافسة.
- دعم الصديق والوقوف بجانبه دائماً خاصةُ عندما يمر بأوقاتٍ صعبة، أو يشعر بالتوتر والإرهاق والحزن.
- الرغبة الشديدة بالمُشاركة، وقضاء الوقت المُسلّي والقيام بالمُغامرات الجنونيّة والاتحاد كيدٍ واحدة دائماً.
- عدم تقبّل فكرة قطع التواصل أو الغياب عن الأصدقاء الآخرين، والرغبة بالتواجد معهم أو التقائهم والاتصال بهم بشكلٍ مُنتظم.
- عدم التفاعل بطريقةٍ سلبيّة مع سلوكات الشخص السابقة أو ماضيه، وتقبله بميزاته وعيوبه والاهتمام بالشخصيّة التي يرونها الآن فقط.
- تشجيع الصديق ومُساعدته قدر الإمكان، وعدم إحباطه بل رفع معنوياته، وحثّه على تحقيق أهدافه وطموحاته، والنجاح في حياته دائماً.
- إدارة الخلافات مع الأصدقاء بطريقةٍ وديّة وصحيحة، وعدم السماح للجدال بأن يُفرّق بينهم، أو يُبعدهم عن بعضهم.
- الإخلاص للأصدقاء، والاستماع لهم وحفظ أسرارهم وعدم البوح بها، وعدم تقبّل السخريّة منهم، أو التحدّث عنهم في غيابهم بالسوء.
الاعتذار
يُعدّ الاعتذار ثقافةً راقيّةً تزيد من احترام المرء لذاته، وترفع قدره ومكانته أمام الآخرين، وتدلّ على حُسن أخلاقه وتربيّته، وهو شعور داخلي بالأسف وتأنيب الضمير على الخطأ الذي ارتكبه الشخص في حق غيره، مما يدفعه للاعتراف به، وطلب الصفح منه واجتهاده في كسب ودّه مُن جديد، ومُصالحته بعدّة طرق تُناسب شخصيته، وحجم الخطأ المُقترف في حقه، كما أنّ الاعتذار يحتاج إلى ثقة المرء، وشجاعته، وصراحته في التعبير عن الأسف، وتحمّله مسؤوليّة أفعاله، وعدم تقديم المُبررات غير الصادقة، أو إلقاء اللوم على الغير لتخفيف شعوره بالذنب، والوصول للراحة والاستقرار الداخليّ.