ما هو غار حراء
تعريف غار حراء
أجمع عدد من الباحثين بأن الغار هو: الكهف، أو قريب من معنى الكهف، وقيل هو النقب أو الثقب في الجبل، وحِرَاء: اسم جبل يبعد عن مكة ثلاثة أميال، وعلى يساره تقع منى.
سبب تسميته بغار حراء
وسمي الغار بحراء؛ لأنه واقع على جبل يسمى حراء ،وهو جبل معروف عند أهل مكة، وتناقل اسمه من السلف حتى من جاء بعدهم، ويقصده الناس للزيارة.
موقع غار حراء
يقع غار حراء في الجهة الشماليّة الشرقيّة للمسجد الحرام، على جبل حراء، في أعلى مكة، حيث إنّ الذاهب من مكّة إلى مِنى يكون الجبل إلى يساره، وتقدّر المسافة بين مكّة وجبل حراء بحوالي (4.8) كيلو متراً، بارتفاعٍ يقدّر بستمئةٍ وأربعٍ وثلاثين متراً، ويطلق عليه أهلّ مكّة اسم جبل النور الذي يقع فيه غار حراء الذي يعدّ فجوةً من الجبل، وباب الفجوة إلى جهة الشمال، ويقدّر اتساعها بجلوس تسعة أشخاصٍ.
من الجدير بالذكر أنّ غار حراء لا يعدّ مكاناً للعبادة، فلا يجوز من المسلم أن يقصده من أجل التقرّب إلى الله -تعالى- بزيارته، حيث إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتعبّد فيه قبل أن يصبح نبياً، وبعد النبوّة لم يقصده أبداً حتى بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة، وترك زيارته من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يدلّ على عدم مشروعيّة قصد الغار للعبادة، أو للتبرّك منه، أو لنيل الفضيلة.
غار حراء يقع شمال شرق المسجد الحرام أعلى مكة في جبل حراء.
ماذا كان يفعل النبي في غار حراء؟
- كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يختلي بنفسه في غار حراء قبل أن يبعثه الله تعالى نبيّاً إلى الناس، وكان ذلك محبباً إليه، حيث قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كان يخلو بغارِ حِراءَ، فيتحنَّثُ فيه -وهو التعبدُ- الليالي ذواتِ العددِ قبل أن ينزعَ إلى أهله).
- كان ذلك قبل البعثة النبوية، بعد أن رأى الرؤيا الصادقة وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يختلي بنفسه في شهر رمضان من كلّ سنةٍ، حيث كان يتفكّر في خلق الله -تعالى-، وبكيفية التقرّب إليه بالعبادة.
- إلا أنّ الخلاء كان يخالف عادات الناس، ولم يكن أحدٌ يقوم به من أهل مكة ذلك الزمان، كما أنّ غار حراء كان في منطقةٍ موحشةٍ ومرعبةٍ بالنسبة لأهل مكّة، وكانت بالنسبة لهم أيضاً ليست من أماكن التفكّر والاختلاء بالنفس، فالذي يريد معرفة الحقيقة يقصد أهل العلم في زمانه، إلا أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يقصد أحداً من أهل العلم في زمانه، مثل: ورقة بن نوفل، أو زيد بن عمرو، وغيرهم ممّن اشتهروا في زمانهم بالعلم والمعرفة حول الديانات السماويّة وأنبياء الله السابقين عليهم السّلام.
تعبد النبي كان في غار حراء في شهر رمضان المبارك، ولم يكن لأحد من أهل زمانه الاختلاء في مثل هذه الأماكن.
أول ما نزل الوحي على النبي في غار حراء
بينما كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مختلٍ بنفسه في غار حراء، التقى به جبريل -عليه السّلام-، وتلا عليه بداية سورة العلق من القرآن الكريم، وهو قول الله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
من الجدير بالذكر أنّ أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- كانت تتّصف بالحكمة والرشد والحب والعطف والحنان؛ ممّا جعلها خير ونيسٍ للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وعلمت أيضاً أنّ ما حصل مع رسول الله لم يكن أمراً عابراً، وإنّما هو حدثٌ عظيمٌ بحاجةٍ إلى علمٍ خاصٍّ، فذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل.
فعرف ورقة أنّ محمداً هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، فلم يصمت عن رسالة الحق، وآمن بها وبصاحبها، وبيّت نيّة النصرة له ولرسالته، وبشّره الرسول بمنزلته الحسنة في الجنّة في الدار الآخرة، ودليل ذلك ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام، حيث قالت: (لا تَسُبُّوا وَرَقَةَ فِإنِّي رَأيتُ لهُ جَنَّةً أو جَنَّتَينِ).
بعث الله سيدنا جبريل -عليه السلام - إلى نبينا محمد معلناً بدء الوحي والبعثة النبوية، فكانت البداية لوحي بطلب القراءة، وكان لخديجة -رضي الله عنها- وابن عمها ورقة بن نوفل دور هام وواضح في تسلية النبي مما رآه.
أول من تعبد في غار حراء
قيل أن عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول من جاء حراء، وتبعه من بعده في هذا الأمر؛ لأنه على زمانه لم يكن هنالك عبادات مشروعة تخص الاعتكاف والتعبد داخل المساجد.