كيف أعالج طفلي من التهاب الحلق
التهاب الحلق لدى الأطفال
تُعدّ الإصابة باحتقان أو التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore throats) من المشاكل الصحيّة الشائعة لدى الأطفال، وتحدث نتيجة أحد أنواع العدوى التي تصيب الحلق، وأحياناً اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsils)، ولا تدعو معظم حالات التهاب الحلق لدى الأطفال إلى القلق، إذ يكون عادة جزءاً من إصابة الطفل بالزّكام ، ويزول من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج، ودون أن يسبّب أيّة مضاعفاتٍ صحيّةٍ خطيرة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض حالات التهاب الحلق قد تدلّ على وجود مشكلةٍ صحيّةٍ تستدعي علاجاً طبّياً، مثل التهاب الحلق العقدي (بالإنجليزية: Strep throat) الناجم عن عدوى البكتيريا العقدية، حيثُ إنّ هذا النوع من التهاب الحلق قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، مثل حمّى الروماتيزم (بالإنجليزية: Rheumatic fever) التي تؤثر في صمّامات القلب .
علاج التهاب الحلق لدى الاطفال
العلاجات المنزلية
إنّ معظم حالات التهاب الحلق لدى الأطفال لا تدعو إلى القلق، كما ذكرنا سابقاً، ويمكن اللجوء إلى بعض طرق العلاج المنزليّة لمساعدة الطفل على الشعور بالراحة، والتخفيف من ألم وتهيج الحلق، نذكر منها ما يأتي:
- الحرص على شرب الطفل كميّاتٍ كافيةٍ من السوائل لمنع الإصابة بالجفاف ، كما يجدر تجنّب تناول المشروبات أو المصاصات التي تحتوي على الحمضيّات بكميّات كبيرة.
- الحرص على ترطيب غرفة الطفل المصاب، أو استخدام أحد أجهزة الترطيب المنزليّة، حيثُ تساعد رطوبة الهواء على ترطيب الحلق وتخفيف الألم المصاحب للاحتقان.
- تجنُّب استخدام العسل لعلاج التهاب الحلق لدى الأطفال قبل بلوغهم عامهم الأول، ويمكن استخدامه لمن هم أكبر سناً، إذ إنّه فعال في تثبيط السعال والمساعدة على التئام الجروح.
- تناوُل الأطعمة والمشروبات الباردة، مثل المثلجات، والهلام المبرّد.
- تجنّب استخدام أقراص الحلوى القاسية المستخدمة لتثبيط السعال ؛ لمن هم دون الخمس سنوات، واستخدامها بحذر لمن هم دون العشر سنوات، وذلك لتجنّب خطر الاختناق.
- تجنّب إطعام الطفل الأطعمة المالحة، أو الحامضة، أو الحارّة أثناء المعاناة من التهاب الحلق، كما يجدر تجنّب الأطعمة الحادّة، مثل رقائق البطاطا، ومحاولة إطعامه الأطعمة المخفوقة والليّنة فقط.
- إعطاء الطفل البالغ من العمر ثمانية أعوام أو أكثر كأساً من الماء الدافئ مذاباً فيه ربع ملعقة صغيرة من الملح للغرغرة.
العلاجات الدوائية
يحدد الطبيب العلاج المناسب بعد إجراء عددٍ من الاختبارات التشخيصيّة، وفي حال كان التهاب الحلق ناجماً عن عدوى فيروسيّة فقد يحتاج الطفل لتناول أحد أنواع الأدوية المسكّنة للألم والخافضة للحرارة فقط، مثل دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء الباراسیتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، بالإضافة إلى ضرورة حصول الطفل على الراحة اللازمة، وشرب كميّة كافية من السوائل كما ذكرنا سابقاً، أمّا في حال الإصابة بالتهاب الحلق البكتيريّ، فقد يصف الطبيب أحد أنواع المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) لعلاج التهاب الحلق، والتخلّص من العدوى، والحدّ من المضاعفات الصحيّة لبعض التهابات الحلق البكتيرية، وخاصةً التهاب الحلق العقدي، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض حالات التهاب الحلق البكتيريّ قد لا تحتاج إلى مضادٍ حيويٍ وتزول دون علاج أيضاً، ولتحديد نوع المضادّ الحيويّ المناسب، قد يأخذ الطبيب مسحة من مؤخرة الحلق، وإجراء اختبارٍ تشخيصيٍّ عليها داخل العيادة، وقد يحتاج هذا الاختبار لمدّة تتراوح بين 10-15 دقيقة فقط، أو قد يرسلها إلى أحد المختبرات الطبيّة لإجراء زراعة للبكتيريا للمساعدة على التفريق بين التهاب الحلق البكتيريّ والفيروسيّ وتحديد العلاج المناسب، وفي الحقيقة، من الضروري معرفة متى يكون استخدام المضاد الحيوي ضرورياً ومتى لا يكون، وذلك لتجنّب الآثار الجانبية لهذه الأدوية، والحدّ من خطر مقاومة المضادات الحيوية (بالإنجليزية:Antibiotic resistance).
أعراض التهاب الحلق لدى الاطفال
يعاني الطفل المصاب بالتهاب الحلق من شعورٍ مزعجٍ وألمٍ في الحلق، وغالباً ما تزداد حدّة الألم والانزعاج عند البلع، وفي حال كان التهاب الحلق ناجماً عن الإصابة بعدوى فيروسيّة، فقد يصاحب هذه الأعراض سيلان الأنف، واحمرار العينين، والسعال، أمّا في حال كان التهاب الحلق ناجماً عن عدوى البكتيريا العُقديّة فيمكن ملاحظة الأعراض الآتية:
- المعاناة من فقدان الشهيّة .
- ملاحظة احمرار في مؤخرة الحلق.
- المعاناة من الصداع .
- المعاناة من الحمّى، حيث ترتفع درجة الحرارة لأكثر من 38.5 درجة مئوية.
- المعاناة من انتفاخ اللوزتين، وملاحظة بُقع بيضاء اللون عليها في بعض الحالات.
- ملاحظة انتفاخ الغدد في الرقبة.
- المعاناة من ألم المعدة .
- الشعور بالتعب والإرهاق بشكلٍ سريع.
الحالات التي تسدعي مراجعة الطبيب
تجب مراجعة الطبيب في حال ظهور إحدى الأعراض الآتية أو مجموعة منها على الطفل:
- مواجهة الطفل صعوبة في التنفّس ، أو ملاحظة أي اختلاف في نمط تنفّسه.
- إذا كان الطفل يعاني من تيبّس في الرقبة.
- مواجهة الطفل صعوبة في البلع، خصوصاً إذا كانت مصحوبة بسيلان اللعاب أو الترويل.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل بما يقارب 39 درجة مئويّة، وعدم انخفاضها عند استخدام أحد الأدوية الخافضة للحرارة، أو في حال انخفاضها لفترة وجيزة ومعاودتها للارتفاع مرّة أخرى.
- معاناة الطفل من الألم الشديد، أو ملاحظة زيادة ألم الحلق مع الوقت.
- رفض الطفل لشرب السوائل، أو ملاحظة شربه لكميّات قليلة فقط.
- معاناة الطفل من النعاس الشديد، وصعوبة القدرة على إيقاظه.
- معاناة الطفل من ألمٍ في الأذن .
- المعاناة من الطفح الجلديّ ، أو الصداع شديد، أو التقيؤ، أو ألمٍ في المعدة.
- تغيّر لون البول إلى اللون الغامق، والمعاناة من ألمٍ في منطقة الصدر، والذي قد يحدث بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من الإصابة.
- استمرار الإصابة بالتهاب الحلق لمدّةٍ تزيد عن أربعة أيام.
- استمرار المعاناة من الحمّى بعد البدء بتناول المضادّات الحيويّة بيومين، إذ تنبغي مراجعة الطبيب مرةً أخرى في هذه الحالة.
الوقاية من التهاب الحلق لدى الاطفال
في الحقيقة، إنّ أحد تحديات الوقاية من العدوى هو إمكانية انتقالها من الشخص المصاب قبل ظهور الأعراض عليه، لذلك يجب الحرص على غسل اليدين بشكلٍ جيّد دائماً، وتغطية الفم والأنف بالمناديل أو بالجزء العلوي من الذراع عند العطاس، وتجنّب العطاس داخل اليدين أو دون تغطية الفم والأنف، حيثُ إنّ الفيروسات ، أو البكتيريا المسبّبة لالتهاب الحلق تنتشر في الهواء من خلال القطرات الرطبة التي تخرج من فم الشخص المصاب، أو عند مصافحة الشخص المصاب في حال احتواء يديه على هذه الفيروسات أو البكتيريا، ويمكن أن تنتقل من خلال مشاركة الألعاب أو أواني الأكل والشرب الملوثة بالفيروسات أو البكتيريا، لذلك يجب الحرص على تنظيف الألعاب وعدم مشاركة أكواب الشرب لتجنُّب العدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ العدوى تنتشر بشكلٍ أكبر في المدارس، ومراكز رعاية الأطفال.