كيف أحافظ على التربة
التّربة
تشكّلت طبقة التُّربة (بالإنجليزيّة: Soil) بسبب العوامل البيئيّة الطّبيعية التي أدّت إلى تطويرها خلال مدّة من الزّمن، وتشمل على المناخ ، والكائنات الدّقيقة، ويتم من خلالها تغيير صِفات التُّربة، وطبقاتها عن المواد الأصل التي نجمت عنها، إذ تختلف خصائصها من النّاحية الفيزيائيّة، والكيميائية، والبيولوجية، والمورفولوجية، ومن الجدير بالذكر أن التربة تَحتل الطبقة العلوية من القشرة الأرضية ، حيث تتميّز بأنّها نطاق حيوي أساسي في البيئة، ووسط مهم لعيش الكائنات الحية، إذ تحتوي التّربة على مزيج من المعادن، والماء، والهواء، والمواد العضوية التي تُساهم في نمو النباتات.
طُرق المحفاظة على التُّربة
تُعدّ التُّربة جُزء حيوي مهم جداً في التّزويد الغذائي، كما أنّها تَحد من الملوثات من خلال ترشيح المياه التي تتخلل إلى داخل التُّربة، والتّي تُعد مَصدر لمياه الشُّرب ، لذلك يتم الاهتمام في ديمومة التربة، وذلك من خلال المحافظة عليها بطُرق عديدة أهمها:
- الزِّراعة بدون حراثة (بالإنجليزيّة: No till farming): تعمل الزّراعة بدون حراثة على زيادة الإنتاج في المحاصيل من خلال الحفاظ على المحتوى المائي في التُّربة، وإمكانية زيادة المواد العضوية فيها.
- التّحكم بالجريان السّطحي (بالإنجليزيّة: Perimeter Runoff Control ): يُمكن الحَد من الجريان السَّطحي للتربة من خلال توفير غِطاء نباتي كوسيلة لتقليل ضرر انجراف التُّربة، وفقدان العناصر اللازمة منها.
- المصاطب الزراعية (بالإنجليزيّة: Terrace Farming): تُستخدم المصاطب الزراعية في المناطق المُنحدرة، حيث يتم وضع خطوط من الطين المُتماسك على شكل مُدرجات وذلك لحماية التربة من التآكل والحد من جريان المياه.
- السماد الأخضر (بالإنجليزيّة: Green Manures): يُعبر السّماد الأخضر عن أنواع مُحددة من المحاصيل والأغطية النباتية المُخصصة التي تُزرع لتحسين بنية التُّربة، وخصوبتها.
- التّناوب في المحاصيل (بالإنجليزيّة: Crop Rotation): هي زراعة مُنظّمة، ومَدروسة إذ يتم تناوب المحاصيل فيها، مما يؤدي إلى تزويد التربة بالمواد الغذائية اللازمة، ويُحافظ على التُّربة من الانجراف ويَزيد من خصوبتها.
- تحفيز ديدان الأرض (بالإنجليزيّة: Earthworms): توفر ديدان الأرض هيكل قوي للتّربة، وصرف جيد للمياه، وتُطلق الفسفور للتُّربة بكمية تتجاوز بأربعة مرات عن الكمية المُنتجة بواسطة التُّربة السّطحية، بالإضافة إلى تزويد التُّربة بالنيتروجين والمواد العضوية والمعادن، وذلك بعد موت ديدان الأرض وتَحلُلها.
- الزّراعة الكنتورية (بالإنجليزيّة: Contour Plowing): تتم حراثة الأراضي المُنحدرة على شكل خطوط مُنظمة، ومتوازية، بارتفاعات ثابتة لتجميع مياه الأمطار فيها، وبالتالي الحد من الجريان السطحي للتربة وحمايتها من التآكل والانجراف.
- مَصدات الرياح (بالإنجليزيّة: Windbreaks): مَصدات الرّياح عبارة عن أشجار وشُجيرات مزروعة على شكل خطوط، إذ يتم ترتيبها بطريقة مدروسة لصد الرياح ، وتتنوع المَصدات لأشكال مختلفة تِبعاً لهدفها، ويعود ذلك إلى عِدة أسباب أهمّها:
- حفظ المياه والتّربة والحد من انجرافها، وبالتّالي زيادة الإنتاج الزراعي .
- الحد من الرّياح التي تُلحق الأذى ببعض المحاصيل.
- حماية الحيوانات من أذى الرّياح.
تدهور التّربة
للتُّربة أهميّة كبيرة، إذ إنّها تُعد مَورداً طبيعيّاً غني بالمقومات التي تَدعم الحياة، ويُعرَّف تدهور التربة بأنه خلل ناتج بخصائص التُّربة الفيزيائيّة، والكيميائيّة، والبيولوجيّة بسبب الاستخدامات الإداريّة الخاطئة، والتي غالباً ما تكون لغايات زراعيّة، أو صناعيّة، أو حضريّة، ويعود ذلك على البيئة بضرر كبير، ومن أسباب تدهور التربة:
- إزالة الغابات: تتعرّض التُّربة إلى فقدان التّنوع الحيوي، النّاجم عن استبدال النّباتات الطّبيعيّة التي تعمل على حفظ خصوبة التّربة، وزراعة المحاصيل الحقليّة، كما أنها قد تزيد من تعرُضها للجفاف .
- تلوث التربة: قد يؤدي تلوث التربة إلى فُقدان المواد الغذائية والمعادن داخلها، كما أنه قد يُسبب تلوث المياه في الأنهار والجداول بِسبب تراكٌم الرواسب والملوثات، وقد يؤدي ذلك إلى انسداد المجاري المائية، وبالتالي تؤثر على الكائنات الحية التي تعيش فيها.
- الرعي الجائر: يستهلك الرَّعي الجائر الغطاء النّباتي، مما يؤدي إلى زيادة تعرُّض التّربة إلى الانجراف، وفُقدان خصوبتها ، مما يؤثر على نمو النّباتات.
- استخدام المواد الكيميائية: الزّيادة في استخدام المُبيدات يؤدي إلى إلحاق الضَّرر بالتُّربة وتغيير في خصائصها، وتنشيط البكتيريا الضُّارة، مما يؤدي إلى فُقدان توازن التّربة.