كيف أجعل حليبي دسماً
طرق زيادة دسم الحليب الطبيعي
يحصل الرّضيع على نصف حاجته من السّعرات الحراريّة (بالإنجليزية: Calories) والطاقة من الدهون الموجودة في حليب الأمّ أو حليب الثدي (بالإنجليزية: Breast milk) ، إذ تشكّل الدهون ما نسبته 3-5% من حليب الأمّ، فإنّها علاوةً على ما تمنحه للرضيع من طاقة، فإنّ الدهون توفّر مصدرًا مهمًّا للكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol)، والأحماض الدهنيّة (بالإنجليزية: Fatty Acids) الأساسيّة والضروريّة لنمو الرضيع، ونمو دماغه، ورؤيته، وزيادة وزنه، ومن ناحيةٍ أُخرى فإنّ محتوى حليب الأمّ من الدّهون يؤدي دورًا في التحكّم في شهيّة الرّضيع ، ويمكن تفسير ذلك بالاعتماد على حقيقة أنّ كميّة الدهون في حليب الأمّ ترتفع مع مرور الوقت على إرضاع الطفل من نفس الثدي، مما يمنح الطفل شعورًا بالامتلاء والشبع لفترةٍ أطول بين الرضعات، إضافةً إلى أنّ هضم الدهون داخل معدة الرّضيع يحتاج وقتًا أطول، ويمكن زيادة دسم حليب الأمّ عن طريق اتباع النصائح التالية:
إفراغ الثديين من الحليب
تختلف كميّة الدّسم التي يحتويها حليب الأمّ خلال جلسة الرّضاعة الواحدة، كما تختلف من جلسة لأُخرى، وكما ذكرنا سابقًا أنّ محتوى حليب الأمّ من الدهون أو الدّسم أمرٌ مهم يؤثر على وزن الرّضيع، فعدم حصولهِ على القدر الكافي منه قد يؤدي إلى عدم اكتسابه الوزن، ومن الجدير ذكرهُ أنّ كمية الدّسم في الحليب تزداد إذا كانت كميّة الحليب التي ينتجها الثدي أكثر من حاجة الطفل، ففي بداية جلسة الرّضاعة الطبيعيّة يكون الحليب الذي يخرج من الثدي مائيًّا غنيًّا بالبروتين، والعناصر الغذائية الأخرى، وقليل السّعرات الحراريّة والدهون، ويعرف باسم اللّبأ (بالإنجليزية: Foremilk)، ومع الاستمرار في الإرضاع تزيد كميّة الدّسم والسعرات الحراريّة فيه ليُعرف باسم حليب اللبن (بالإنجليزية: Hindmilk)، ويمكن للأم زيادة دسم حليب الثدي من خلال فصله وجمع الحليب الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية.
عندما تزيد كميّة الحليب اليوميّة عن 900 ميليلتر، أو 200 ميليلتر خلال جلسة الرضاعة الواحدة، فقد يكون الحليب مائيًّا، ويحتاج إلى الفصل لزيادة كميّة الدّسم، ولإتمام هذه العمليّة يجب أن تعرف الأمّ مقدار الحليب الذي تستطيع إنتاجه في كل جلسة إرضاع، ليتمّ فصل الثلث الأوّل من الحليب، فإذا كانت كمية الحليب المُنتجة في جلسة الإرضاع الواحدة 60 ميليلتر، فيمكن فصل أول 20 ميليلتر من حليب اللبأ وتخزينه ليتمّ استخدامه لاحقًا، ولإتمام عملية الفصل بطريقة صحيحة يمكن اتباع الخطوات التالية:
- تجهيز حافظات تخزين حليب الثدي الإضافية.
- سحب الحليب من الثدي باستخدام مضخة الثدي حتى مرور دقيقتين من بدء عملية تدفق الحليب بثبات، ومن ثمّ تفريغ الحليب المسحوب بحافظة تخزين الحليب ووضع لاصقٍ مكتوب عليه "حليب لبأ"، مع ضرورة الانتباه إلى أن تكون الكمية المسحوبة تعادل ثلث كمية الحليب المُنتجة خلال جلسة الإرضاع.
- إعادة سحب الحليب مجددًا من الثدي حتى يتوقف تدفق الحليب، ولمدة دقيقتين إضافيتين، وتفريغها بحافظات الحليب ووضع لاصقٍ مكتوب عليه "حليب نهاية الرضعة" أو "حليب اللبن".
تكرار جلسات الإرضاع
يساهم منح الطفل جلسة رضاعة طويلة، وتكرار جلسات الرضاعة بشكل أكثر، على ضمان حصول الطفل على كلا النوعين من حليب الأم ؛ حليب اللبأ والحليب عالي الدسم المعروف بحليب اللبن، وفي حال كان الطفل لا يُفضّل جلسات الرضاعة الطويلة، فإنّ جلسات الرضاعة المتقاربة تفي بالغرض وترفع مستوى الدسم في الحليب، ودائمًا ما يُنصح بعدم تبديل الثدي حتى يتوقف الطفل من تلقاء نفسه، وذلك بهدف التأكد من حصول الطفل على الحليب عالي الدسم، حيث يختلف الأطفال بالوقت الذي يحتاجونه للحصول على الحليب عالي الدسم.
الضغط على الثدي
يساهم الضغط على الثدي وتدليكهِ خلال جلسة الرضاعة بتحسين تدفق الحليب عبر قنوات الحليب، وتحفيز إخراج الحليب من الثدي، حيث تنتقل المحتويات الدسمة من الحليب باتجاه الحلمات مما يمنح الطفل حاجته من الحليب عالي الدسم، وفي أولى جلسات الرضاعة غالبًا ما ينام الرضيع، أو يكون غير قادر على شرب الحليب من تلقاء نفسه، حيث يساهم الضغط على الثدي بتجاوز هذه المشكلة، ويكون ذلك عن طريق حمل الرضيع بيد واحدة، وإمساك الثدي بطريقة المحاصرة باليد الأخرى، وعندما يتوقف الطفل عن الشرب، يجب على الأمّ ممارسة الضغط وتكراره كل بضعة دقائق حتى يتوقف الطفل عن الشرب حتى مع الضغط، فنجاح هذه الطريقة مرتبط باستجابة الطفل واستمراره في الرضاعة مما يعني أنّ الحليب المُحفَز يتم إخراجه.
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين
يساهم تضمين الوجبات الغذائية المزيد من البروتين في رفع مستوى الدسم في الحليب، على الرغم من أنّ الحليب غنيٌّ بالبروتين بشكل طبيعي، إلّا أنّ زيادة البروتين تساعد في زيادة تكوين الحليب وبالتالي زيادة الدهون الغذائية التي يحتاجها الرّضيع، ومن أمثلة الأطعمة الغنيّة بالبروتين البيض، والمكسرات، والحليب، والجبن، والدجاج، والأسماك، وفي حال كانت الأمّ من الأشخاص النباتيين بحيث لا تأكل الطعام من المصادر الحيوانية فيفضل عندها الحصول على مكمّل غذائيّ يحتوي على البروتينات وذلك اعتمادًا على رأي الأخصائيّ.
معلومات حول حليب الأم
يعدّ حليب الأم مزيجًا مثاليًّا هو الأفضل لصًحة الطفل ، لإحتوائه على البروتينات (بالإنجليزية: Proteins)، والدهون (بالإنجليزية: Fats)، والفيتامينات (بالإنجليزية: Vitamins)، والكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrates) بتكوين ملائم للطفل، فما حليب الأمّ إلا سائل ديناميكي؛ ونعني بهذا أنّ تكوين الحليب يتغيّر على مدار فترة الرضاعة كاملة، وداخل جلسة الرضاعة، وما بين جلسات الرضاعة، ومن سيدةٍ لأخرى، علاوةً على اختلاف تكوينه بين الرّضع المكتمل نموهم وأطفال الخداج (بالإنجليزية: Premature Babies)، وما الرضاعة الطبيعيّة إلّا الطريقة الطبيعيّة الحيويّة لإطعام الرضع، وحمايتهم من العدوى والالتهابات، وتطوير جهاز المناعة لديهم، وبناء ميكروبات سليمة داخل الأمعاء، لامتلاك حليب الأمّ الخصائص الملائمة لذلك، وبناءً على ما سبق، فإنّ تشجيع الأمّهات على اعتماد الرضاعة الطبيعيّة لإطعام أطفالهنّ لمدة عام على الأقلّ أمرٌ ضروريّ، وبشكلٍ عام كلّما زادت فترة الرضاعة الطبيعيّة التي يتلقّاها الطفل زادت الفوائد الصحية لكلّ من الأمّ والطفل؛ حيث تحمي الرضاعة الطبيعيّة الطفل من خطر الإصابة بأمراض معيّنة.