كيف أبدأ الدعاء
كيفية بدء الدعاء
لا شك أنّ الدعاء من الأعمال المُحببة إلى الله -سبحانه وتعالى-، حيث قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ)، وهنا أمرنا الله بالدّعاء ووعدنا بالإجابة، فلا تقييد في هيئة الدعاء فيجوز فيه أن يدعو العبد بأيٍّ صيغةٍ كانت.
ولكن قد علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء له أوقات استحبابٍ وإجابةٍ، وعلّمنا كيف ندعو الله -سبحانه-، وعلّمنا بعض الأدعية حتى ندعو الله بها، وفي هذا المقال نتعرف على كيفية الدعاء إلى الله -تعالى- وما هي الأوقات المُستحبة للدعاء وما الأمور التي يجب فعلها كي يُستجاب الدعاء.
البدء بالحمد والصلاة على النبي
من الأمور المُستحبة في بدء الدعاء البدء بالاستغفار والتوبة إلى الله، ثم الحمد لله على نعمه ومن ثُمّ الصلاة والسلام على النبيّ المُصطفى -صلى الله عليه وسلم- وهذا ما اتفق علماء هذه الأمة، قال الشافعي -رحمه الله-: "أُحبّ أن يقدّم المرء بين يدي خطبته وكل أمر طلبه: حمد الله -تعالى-، والثناء عليه -سبحانه وتعالى-، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
البدء بالسؤال لقضاء الحاجات
بعد افتتاح الدّعاء بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله، يدعو الداعي بما شاء من دعاءٍ وما له من حاجاتٍ يسأل الله أن يقضيها له، ويُستحب أن يعزم في الدعاء ويُلحُّ فيه، ويُكره أن يقول إن شئت كما ورد في الحديث في صحيح مسلم قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ).
أمور يستحب البدء بها عند الدعاء
وهي أمور لا بد من فعلها والتحلّي بها عند الدعاء ، ومنها ما يأتي:
اختيار الوقت المستحب للدعاء
أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأوقاتٍ يُستحب فيها الدعاء ومنها ما يأتي:
- الثلث الأخير من الليل.
- عند الأذان.
- بين الأذان والإقامة.
- أدبار الصلوات المكتوبات؛ أيّ الفرائض.
- عند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تُقضى الصلاة.
- آخر ساعةٍ بعد العصر من يوم الجمعة.
الوضوء
يُستحب الوضوء عند الدعاء، وقد شبّه بعض العلماء الدعاء بقراءة القرآن والصلاة ، وهذا من فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث جاء في الحديث الشريف: عن أبي موسى الأشعري قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماءٍ فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: (اللهم! اغفر لعبيد أبي عام، ورأيت بياض إبطيه، فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثيرٍ من خلقك من الناس)، حيث إنه طلب ماءً فتوضأ ومن ثم دعا.
استقبال القبلة
وهذا أيضاً أمرٌ مُستحبٌ فعله وهو من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد جاء في الحديث: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه)، ويُستحب أن يتوجه الإنسان للقبلة بجسده ويتوجه بقلبه إلى الله ومن ثم يدعوا الله بما شاء.
رفع اليدين
وفي هذا الأمر وردت أحاديثٌ كثيرةٌ في مقاماتٍ متعددةٍ ومنها ما كان قد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنها ما قاله وحياً من الله -سبحانه وتعالى- ومن أشهر هذه الأحاديث عن سلمان الفارسي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله حييٌ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)، وهذا من أكثر الأمور المُستحب فعلها عند الدعاء.
تكرار الدعاء
من الأمور المُستحب فعلها؛ هي تكرار الدعاء والإلحاح على الله بالطلب فلا يقنط ولا يدخل الشيطان له مدخلاً بأن الدعاء قد رُدّ، ولا ييأس ويلح قدر استطاعته حتى يقول قد جعلها ربي حقاً، وقد جاء في الحديث: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً).
كيفية ختم الدعاء
ويُستحب أيضاً ختم الدعاء كما افتتحه، بالحمد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى هذا أجمع علماء الأمة، وفي قولٍ مأثورٍ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (إنّ الدعاء موقوفٌ بين السماء والأرض لا يصعد منه شيءٌ حتى تُصلِّيَ على نبيّك -صلى الله عليه وسلم-).