كيف أبتعد عن المعاصي
تقوى الله تعالى
ذكر العُلماء أنّ الأصل في تقوى الله -تعالى- يكون باتّباع أوامره، واجتناب نواهيه، وهي مأخوذةٌ من الوقاية، فكُلما كان الإنسان مُتزوِّداً بها كان أبعد عن المعصية وأسبابها، فهي المانع بين المُسلم وبين ما حرّم الله -تعالى- عليه.
وذكر ابن رجب أنّ التقوى تكون بأن يجعل المُسلم بينه وبين ما يخشاه من الله -تعالى- -كغضبه وعقابه- وقايةً من فعلها، كما أنّ التقوى في اللُغة هي ما يحمي به الإنسان نفسه، ووقاية الله -تعالى- لعبده تكون بحفظه ومنعه من المعصية.
الحياء من الله
قسّم العُلماء الحياء إلى عدة مراتب، ومنها: الحياء من الله -تعالى-؛ وذلك باتباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّ الحياء لا يأتي إلا بخير، فمن علم أنّ الله -تعالى- يراه ومُطلعٌ على أفعاله كُلها، سواءً أكانت في الظاهر أو الباطن؛ دفعهُ ذلك إلى خشيته وترك معاصيه، وكُلما كان المُسلم حَيِيّاً من ربه كان أبعد عن معصيته؛ لأنه دائم التذكُّرِ له.
التوبة النصوح
تُعدُّ التوبة الصادقة من أهم الأسباب التي تُبعد المُسلم عن معصيته لربه، فهي تُنجيه من العُقوبة، وتجلب له السعادة، وقد قال الله -تعالى- عن التائبين: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
وعندما يعلم المسلم أنّ التوبة تكسبه محبة الله -تعالى-، وتكون سبباً في محو سيئاته، وإدخاله الجنة؛ يجعل ذلك الأمر دافعاً له لطاعة الله -تعالى-، والبُعد عن معصيته، والتوبة تكون من جميع الذُّنوب والمعاصي، سواءً أكانت من الصغائر أو الكبائر.
البعد عن أسباب المعصية
إنّ من أكثر الأسباب التي تدفع الإنسان للبُعد عن المعاصي هو البُعد عن الأسباب والأماكن والأشخاص التي تدفعه لارتكابها، حيثُ إن للمعصية ظُلمة في القلب، وأفضل طريقةٍ للنجاة من المعاصي هو الابتعادُ عن مُسبباتها والطُّرق المؤدية إليها؛ ومن ذلك:
- البُعد عن مُشاهدة المُحرمات.
- البعد عن قراءة المجلات المؤدية إلى الفتن والمعاصي.
- الابتعاد قدر المستطاع عن الاختلاط .
وقد جاء في الحديث قصة الرجل الذي قتل مئة شخص وأراد التوبة؛ فنصحهُ أحدهم بترك أرضه والتوجُّه إلى أرضٍ أُخرى؛ لسوء ما في قريته وصلاح تلك القرية، وذلك لأن الإنسان يتأثر بمن حوله، سواءً في المعصية أو الطاعة، فالبُعد عن أسباب المعصية طريقٌ لتركها.
التفكر في عواقب المعصية
يُعدُّ التفكُّر في عواقب المعاصي من أسباب تركها، فيتذكر الإنسان لذة المعصية ويُقارنها بمرارة الموت وسكراته، وهو الوقت الذي يكون فيه الإنسان أشدُّ الحاجة إلى محو سيئاته وزيادة حسناته، وكذلك تذكر الموتى وأمانيهم في فعل الخير.
وكذلك تذكّر الإنسان أن المعصية قد تكونُ سبباً في منعه من العلم والرزق والطاعة، وهي تمحق البركة في عُمره وأهله وماله، وهذه المعاصي التي يقوم بفعلها قد تكون سبباً في دفعه إلى معاصٍ أُخرى، وكُلما كان الإنسانُ دائم التذكُّر للعواقب السيئة التي تحصلُ معه بسبب فعله للمعاصي كان أبعد عنها، وكان أحرص على تركها.