نظرية موت المؤلف في المنهج البنيوي
مفهوم موت المؤلف في البنيوية
موت المؤلف؛ هي نظرية في المنهج البنيوي، ظهرت في القرن 19 و20، حيث تبلورت فكرتها بالتزامن مع الشكلانيين الروس الذي دعوا إلى استبعاد دور المؤلف في العمل، إلا أن جاء الناقد الأدبي الفرنسي رولان بارت ودعا إلى موت المؤلف تمامًا عبر مقال له عام 1968م، وذلك في كتابه "درس السيميولوجيا".
إنّ رولان بارت تميز برؤيته النقدية وثقافته الواسعة، فلم تكن دعوته إلى موت المؤلف في العمل الأدبي عبثيةً، حيث حاول أن ينقل الوعي الأوروبي من التقليد إلى المعرفة والبحث، وحظيت هذه النظرية باهتمام واسع في الوسط الأدبي والثقافي.
تحليل نظرية موت المؤلف
إنّ نظرية موت المؤلف ظهرت كثورة ضد النقد التقليدي، حيث يُعتبر المؤلف أحد عناصر العمل الأدبي، وهي: المؤلف، النص والمتلقي، حيث عند دراسة العمل الأدبي لا بُد من دراسة حياة الأديب والسبب وراء تأليف هذا العمل، وهذا ما دعت البنيوية إلى موته، أيّ يُترك تأويل وتحليل العمل الأدبي إلى الألفاظ والتراكيب واللغة التي استخدمها المؤلف للتعبير عن أفكاره وآرائه.
نقد نظرية موت المؤلف
وُجهت العديد من الانتقادات إلى نظرية موت المؤلف وتحديدًا إلى رائد هذه الفكرة وهو رولان بارت، ومن أهم الانتقادات ما يأتي:
- نزع هُوية المؤلف عن النص
حيث تُجرد هذه النظرية النص من أصله وتسلخه عن ماضيه.
- إنكار لخصوصية العمل الأدبي
حيث هُناك من أشار إلى أنّ نظرية موت المؤلف خطيرة، فهي ليست مجرد نظرة لغوية إنّما تحمل أبعادًا أيدولوجية.
- تفكيك القيم الإنسانية
حيث لا يُمكن الفصل بين النص والمؤلف، فهما يُكملان بعضهما البعض.
- الفصل بين الذات والموضوع
فالذات تُمثل اللغة والموضوع يُمثل النص، وكلاهما عنصران مهمان من عناصر العمل الأدبي.
- التنازع بين المادي والروحي
حيث تُروض هذه النظرية على القطع والفصل.