كم عدد الأنبياء والرسل العرب
عدد الأنبياء والرسل العرب
يبلغ عدد الأنبياءِ والرُّسل العرب أربعة فقط؛ وهم سيدنا هود، وسيدنا صالح، وسيدنا شعيب -عليه السلام جميعاً-، وسيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم-، ويبلغ عدد الأنبياء والرسل الوارد ذكرهم في القرآنِ الكريمِ خمسةً وعشرين نبياً ورسولاً، ويقال للعرب الذين كانوا قبل سيدنا إسماعيل -عليه السلام-؛ العرب العاربة؛ وسيدنا هود وسيدنا صالح -عليهما السلام- منهم، أمّا العرب المستعربة فهم وَلد سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، أمّا الأسباط فهم الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم بدون ذكر أسمائهم، وهم أبناء سيدنا يعقوب -عليه السلام-، ويبلغ عددهم اثني عشرَ نبياً، وقد أخبرنا الله -تعالى- عن اسم واحدٍ منهم فقط وهو سيدنا يوسف -عليه السلام-، أمّا الأنبياء الباقين فأخبرنا الله -تعالى- بنبوّتهم ولم يخبرنا بأسمائهم، قال -تعالى-: (قولوا آمنَّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط).
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
استمرّ العرب على عبادةِ الأصنامِ مدةً طويلةً إلى أن بعث الله -تعالى- للعرب جميعاً رسولاً عربياً منهم؛ ليُعلِّمهم ويُرشدهم ويدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده، ويكون فخراً لهم بين الأمم، وهو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)، فقد كان اليهود والنّصارى يفخرون على العرب بأنّهم أهل علمٍ وكتابٍ؛ لأن الله -تعالى- قد بعث فيهم سيدنا عيسى -عليه السلام- وسيدنا موسى-عليه السلام-.
وشَرُفَ العرب ببعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قام النبي في فتح مكة بتدميرِ كلِّ الأصنام الموجودة في الكعبة، وكان عددها ثلاثمئة وستينَ صنماً، فكان يقف عند كلِّ صنمٍ ويضربه بعصاه ويردّد قول الله -تعالى-: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، ونشر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- دعوته في جميع أنحاء الأرض ولكافة الناس، فقد بُعث سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- للنّاس كافة، وبُعثَ إلى الثّقلين؛ الإنس والجن، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
سيدنا هود عليه السلام
بعث الله -تعالى- سيدنا هود -عليه السلام- إلى قوم عاد، وهي قبيلةٌ عربيةٌ تقع في جنوب جزيرة العرب، وتميّزت هذه القبيلة بكل مجالات الحياة الزاعية، والصناعية، والمعمارية، فأقاموا حضارةً راقيةً مزدهرة، وكان يمتاز سكّانها بطول القامةِ وقوة الجسمِ، واتّصفوا بالغرور، والكبر، والظلم، والعدوان، وكانوا أوّل من عبد الأصنام بعد قومِ نوح -عليه السلام-، ولم يؤمنوا بالبعث ويوم القيامة.
فتبرّأ سيدنا هود -عليه السلام- من آلهتهم ودعاهم إلى عبادة الله -تعالى-، وأخبرهم بأنّه واحدٌ منهم ويريد مصلحتهم وسعادتهم، ودعاهم بالأدلة والبراهين التي تُثبت لهم أنّ الله -تعالى- خالقهم والمُتفضّل عليهم بكل هذه النّعم والحضارة، وأنّ عليهم عبادته وحده، فلم يؤمنوا بما جاء به من الحق، وقاموا بالاستهزاء والسخرية والاستكبار عليه، فتبرّأ سيدنا هود -عليه السلام- منهم، فبعث الله -تعالى- العذاب على قبيلتهم ريحاً عاتيةً دمرتهم جميعاً، وقال بعض المؤرخين أن الله -تعالى- حبس عنهم المطر ثلاث سنواتٍ عندما أنكروا دعوة نبيّهم.
سيدنا صالح عليه السلام
اسمه صالح ابن عبيد بن جابر -عليه السلام-، وتعدّدت آراء علماء النسب في الأسماء التي بعد اسم عبيد، وقال بعضهم إن اسمه صالح ابن آسف -عليه السلام-، وهو أوّل من سُمّي بهذا الاسم، وكان من أشرف قومه نسباً، وعُرف بالصدق ، والأمانة، وحب الخير، وهو نبيٌّ عربيٌّ، بُعث إلى قوم ثمود، وسمّيت بذلك؛ لقلة الماء في هذه المنطقة، ويُطلق عليهم أصحاب الحِجْر، وتُسمّى مدينتهم بمدائن صالح؛ نسبةً إلى نبيّهم صالح -عليه السلام-، وتقع في شمال الجزيرة العربية.
وكان قومه متميّزين بالمجال الزراعيّ والعمرانيّ والصناعيّ، وامتازوا بقدرتهم العقليّة؛ فقاموا بنحت الجبال وجعلها بيوتاً، فكانوا يسكنون في فصل الصيف البيوت التي قاموا ببنائها فوق الجبال وفي فصل الشتاء يسكنون البيوت التي نحتوها في باطن الجبال، وقام النبي صالح -عليه السلام- بدعوتهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده، فكذّبوه ولم يؤمن منهم إلاّ القليل، فأرسل الله -تعالى- عليهم الصيحة فدمّرتهم جميعاً، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ* وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِين* وَكانُوا يَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ).
سيدنا شعيب عليه السلام
بعث الله -تعالى- سيدنا شعيب -عليه السلام- إلى قومِ مدين، وقد كانوا كُفار يعبدون الأيكة؛ وهي شجرةٌ عظيمةٌ تلتف أغصانها بعضها على بعض من كثرة الري، وكانت قريتهم مليئة بالبساتين والحدائق، وكانوا يغشّون في المكيالِ والميزانِ عند البيع، فدعاهم نبيّهم شعيب -عليه السلام- وهو المُلقّب بخطيب الأنبياء؛ لشدة فصاحته وبلاغته في الكلام في دعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده، وأمرهم بالتقوى وترك هذه الأفعال السيئة، وحذّرهم من أن يصيبهم عذابٌ شديدٌ مثل ما أصاب الأقوام السابقة من قوم عادٍ ، وقوم ثمودٍ، وقوم لوطٍ، فكذّبوه ولم يؤمنوا به، فأرسل الله -تعالى-عليهم العذاب ودمّرهم جميعاً.
عدد الأنبياء والرسل
بعث الله للناس عدداً كبيرا من الأنبياء والرسل، وقال العلماء إن عدد الأنبياء يبلغ مئةً وأربعة وعشرين ألفاً منهم ثلاثمئة وخمسة عشر رسولاً، ويجدر بالذّكر إلى أنّ الحديث الوارد في بيان هذا العدد ضعيفاً، وقام بعض العلماء بتعريف الرسول بأنّه المبعوث برسالةٍ مستقلةٍ إلى قومه، والنبيّ هو الذي يُوحى إليه بشرع من قبله، فكلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيٍّ رسول.
وأخبرنا الله -تعالى- بأسماء خمسة وعشرين نبياً ورسولاً في القرآن، وهم: سيدنا آدم، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى ، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل -عليهم السلام-، وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ووردت قصص الأنبياء والرسل بالقرآن الكريم والسنة النبويّة ، ويوجد رُسلٌ وأنبياء لم يُخبرنا الله -تعالى- عنهم شيئاً، ويجب الإيمان بهم جميعاً إيماناً مُجملاً، قال الله -تعالى- (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ).
خصائص الأنبياء والرسل
اختار الله -تعالى- الأنبياء والرسل من البشر، ولم يبعث على الأرض ملائكة لدعوة التوحيد، فلو أنزل الله -تعالى- ملائكةً للبشر لصعب عليهم التّفاهم معهم، لاختلاف خصائص الملائكة عن البشر، فاصطفى الله -تعالى- من البشر رسلاً وأنبياءً وخصّهم بمجموعة من الخصائص، وفيما يأتي ذكرها:
- الوحي : خصّ الله -تعالى- الأنبياء والرسل بوحيِ السماء، فمنهم من كلّمه الله -تعالى- مباشرةً، أو من وراء حجاب، ومنهم من أرسل له ملائكةً توحي إليه.
- العصمة: فالأنبياء والرسل معصومون من الشركِ والضّلال، ومعصومون من نسيان ما أوحى الله -تعالى- لهم، ومعصومون في تبليغ الوحي للناس.
- اليقظة في القلب: فالأنبياء والرسل -عليهم السلام- تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم، فعن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ ولَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وكَذلكَ الأنْبِيَاءُ تَنَامُ أعْيُنُهُمْ ولَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ).
- التخيير بين الموت والبقاء: جميع الأنبياء والرسل -عليهم السلام- يُخيّرون عند الموت بين الموت والحياة، لكن جميعم يختارون الآخرة ونعيمها على الحياة الفانية، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن نَبِيٍّ يَمْرَضُ إلَّا خُيِّرَ بيْنَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ).
- الحياة في القبور وعدم أكل أجسادهم فيها: فمهما طال الزمن تبقى أجسامهم كما هي في قبورهم، قال رسول الله: (إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ)، ويُدفن الأنبياء والرسل -عليهم السلام- في نفس المكان الذي يموتون فيه؛ فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- دُفن في المكان الذي مات فيه وهي غرفة السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
- أفضل الناس خُلقاً وخَلقاُ ونسباً، وأكثر الناس طُهراً وأكثرهم صبراً، وجميعهم رجالٌ.
- لا يورثون بعد موتهم، فكل ما تركوه يكن صدقة، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ).
- أزواجهم لا تُنكح بعد موتهم.