كم عدد أجزاء القرآن
عدد أجزاء القرآن الكريم
عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثون جزءاً، وهذا فيما اشتُهِرَ، وقد تعدّدت آراء بعض العلماء في تقسيمات القرآن وتسميتها؛ فبعضهم كما أوردنا قد سمَّى الأجزاء بترقيمها، فمثلاً حين يقول الشخص إنّه قرأ الجزء الخامس، فإنه لا يخطر ببالنا إلا أنه الجزء الخامس دون غيره الذي تتواجد فيه قسمٌ من سورة النساء، والبعض سمّى الأجزاء بأسماء السور التي تحتويها.
ويجدر بالذكر أن النّسخة التي بين أيدينا من المصحف الشريف مقسّمةٌ لثلاثين جزءاً، وكل جُزءٍ قُسِّمَ إلى قسمين، وأطلقوا على كل قِسمٍ منه اسم الحِزب، وقُسِّم الحزب إلى أربعة أقسامٍ، ويسمّى كل قِسمٍ منها رُبْعاً، ويحتوي كل جزءٍ على عشرين صفحة، ويبدو أن سبب هذا التقسيم حتى ينُهي المسلم قراءة القرآن الكريم في شهر.
معلومات عامة عن القرآن الكريم
يحتوي القرآن الكريم على مئةٍ وأربع عشرة سورة موزّعة في الثلاثين جزءاً، وقد اشتُهرت النسخة المدنية من المصحف الشريف وعدد صفحاته ستّمئة وأربع صفحات، كما اتّفق العادّون على أن عدد آيات القرآن الكريم ستّ ألافٍ ومِئَتا آيةٍ، واختلفوا فيما بعد المئتين في الزيادة بين أربع آيات وحتى ستّ وثلاثين آية.
وأما عن التحزيب المشهور عن الصحابة هو ما ورد عن أوس بن حذيفة -رضي الله عنه-، حيث سأل الصحابة: (كيفَ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَزِّبُ القرآنَ؟ فقالوا: ثلاثًا، وخَمسًا، وسَبعًا، وتِسعًا، وإحدى عَشرةَ، وثلاثَ عَشرةَ، وحِزبَ المُفَصَّلِ)، ومثال ذلك أن الثّلاث هي: البقرة ، آل عمران، النساء. والخَمس هي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، وهكذا. وفيما أوردنا سابقاً أنّ اشتُهر تقسيم الجزء إلى حزبين، والحزب إلى أربع، ومن أهل العلم من كان يضع كلمة "خمس" بعد كل خمس آيات، وكلمة "عشر" بعد كل عشر آيات.
الحكمة من تجزئة القرآن
عُنيَ العلماء بالقرآن الكريم عنايةً خاصة، وفي علومه عامة، فهو كتاب المسلمين العظيم، ودستورهم، ومرجعهم الأول، والمعجزة الخالدة، وهذا يشمل ما حصل في تجزئة القرآن، وإن دلَّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على حرص المسلمين على كتابهم، وهناك العديد من الفوائد والحِكم من تجزئة القرآن بأشكالها المختلفة التي استنبطها العلماء؛ ومنها التسهيل على المسلم حفظاً وتلاوةً بمعرفة بداية الأجزاء ونهايتها، فيسْهُلُ على المسلمين المحافظة على عبادتهم ولزومِها والثبات عليها عملاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدْوَمُها، وإنْ قَلَّ)، وهكذا لا يصيبه الفتور وتزيد رغبته بالزيادة كلما أنجز في القراءة والحفظ، فحين يحفظُ سورةً ما أو جزءاً يشعر برغبةٍ في أن يتقدم إلى الذي يليه، وهذا ينطبق على القراءة أيضاً.
وهذه التجزيئات جميعاً باستثناء ما ثبت من التواتر في ترتيب بعض سور القرآن؛ اجتهاديّة لا توقيفيّة، وإن كان أصلها من فعل صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُتعبّد بها، إنّما وُضعت للتسهيل كما أوردنا سابقاً.