كم رمضان صام النبي محمد؟
عدد أشهر رمضان التي صامها النبي
ذكر النووي -رحمه الله- في كتابه المجموع؛ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صام رمضان تسع سنين، ذلك أنّ الله فرض الصّيام في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، وتوفي رسول الله في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة.
وعليه فقد مرّ تسع سنين من وقت فرض الصّيام إلى حين وفاة رسول الله، وقد كان الناس في المدينة المنورة حين قدم إليها رسول الله يصومون يوم عاشوراء، فصام معهم في هذا اليوم، ثمّ لمّا فرض الله عليه الصيام في السنة الثانية من الهجرة ترك صيام عاشوراء وبدأ يصوم رمضان.
عدد الأيام التي كان يصومها النبي من كل شهر
روى ابن عمر -رضيَ الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- يصومُ ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ الخميسَ من أولِ الشهرِ والاثنينَ الذي يليه والاثنينَ الذي يليه)، وذكرت أمّ المؤمنين حفصة -رضيَ الله عنها- فقالت: (كانَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ من كلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ الاثنينِ والخميسَ من هذِهِ الجمعةِ والاثنينِ منَ المقبلةِ).
وسُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن صيام النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ فقالت: (قالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ لَهَا: مِن أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كانَ يَصُومُ؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِن أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ).
وقد كان رسول الله يُوصي أبا هريرة وأبا الدرداء بصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ لا يهم ما هي وأين موقعها من الشهر إن كانت في أوله أم أوسطه أم آخره، وإن كانت متتابعةً أم متفرّقة، ذلك أنّ الحسنة بعشر أمثالها، فاليوم بعشرة أيام، وعليه فإنّه بذلك كأنّه صام الدهر كلّه.
عدد الأيام التي كان يصومها النبي من عشر ذو الحجة
ورد عن بعض أزواج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها قالت: (كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ، أوَّلَ اثنينِ منَ الشَّهرِ والخميسَ).
وقد صرّف البعض معنى القول بأنّه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم تسع ذي الحجة بأنّه كان يصوم اليوم التاسع فقط، وهو تفسيرٌ غير صحيحٍ، لما ورد بلفظ الحديث الذي ذكره النسائي في صحيحه عن بعض زوجات رسول الله أنّها قالت: (كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يَصومُ العشرَ).
وقد قال أبي قتادة أنّ المراد أنّه صام من أول يوم من ذي الحجّة إلى اليوم التاسع، أمّا اليوم العاشر فهو يوم العيد، والحديث يدلّ دلالةً صريحةً على أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يفعل ذلك، ومنه استحباب الاقتداء به وفعل ما كان يفعل -عليه الصّلاة والسّلام-.